الأربعاء، 28 محرّم 1447هـ| 2025/07/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

صرخة من غزة هاشم... "أنتم خصومنا يوم القيامة"

 

 

 

خرج أبو عبيدة، لا كما خرج بالأمس مقاتلاً مرابطاً، بل خرج هذه المرة مكلوماً، نحيف الجسد، عظيم الوجع، يحمل في صوته نبرة قهر لم تأتِ من ضعفٍ في مقاومة العدو، ولا من قلة في السلاح، بل من طعنة في القلب اسمها "خيانة الأمة"، قالها كالصاعقة: "أنتم خصومنا يوم القيامة"! نعم قالها متأخراً "أنتم خصومنا يوم القيامة"، ولكنها وصلت الآن وجابت الأرض، وقالها قبله كثيراً شباب غزة ورجالها وأطفالها الذين لم يظهرهم إعلام الدول بل ظهروا في وسائل التواصل يناشدون الأمة وجيوشها وعلماءها ولا من مجيب، لم تلامس نداءاتهم نخوة المعتصم لأننا بلا دولة بلا خليفة، بلا خلافة!

 

نعم، خصوم أهل غزة ليسوا جنرالات الاحتلال، بل أولئك الذين لبسوا النياشين والرتب من أبناء جلدتنا وأنفقت الأمة من دمها لتدريبهم وتعليمهم ولكنهم خذلوها وانبطحوا لحكام خونة. خصوم أهل غزة من لبسوا زي العلماء وسكتوا عن نصرة الحق، الذين انشغلوا بالتنظير وتركوا ميادين الجهاد، الذين صمتوا صمتاً ملغوماً، بينما كانت غزة تحترق وأطفالها يجوعون!

 

وهنا نتوجه لفئتين من أبناء هذه الأمة؛ الأولى العلماء:

 

يا علماء الأمة: هل نسيتم أنكم ورثة الأنبياء؟ هل علمتكم المدارس كيف تفتون في فقه الطهارة، ونسيتم فقه النصرة؟ هل خشيتم سيف السلطان، ولم تخشوا غضب الجبار؟! أما علمتم أن التخلي عن المظلوم، خذلانٌ يوم العرض، وأن الصمت عن الحق جريمة لن تسقط بالتقادم؟ فلا عذر لكم لا بفتوى ولا بصمت.

 

أما الفئة الثانية فهي جيوش الأمة:

 

يا جيوش المسلمين، يا من تظنون أن بإمكانكم التهرب من مسؤولية النكسة، القضية ليست طعاماً ودواء، بل هي عودة سلطان الإسلام على الأرض، القضية ليست إنسانية، بل شرعية، فإن الإسلام لا يُنصر إلا بدولة، ولا تُحرر فلسطين إلا بجيوش تُسيرها عقيدة، لا أوامر الأمم المتحدة!

 

أهل غزة تقتلهم خيانة أهل القوة والمنعة، يؤلمهم غياب النصرة الشرعية التي نادى بها رسول الله ﷺ حين ذهب إلى الطائف ولم يبحث عن دواء بل عن نصرة.

 

وأما الصامتون فنقول لهم: أنتم شركاء في دموع الأمهات، وجوع الأطفال، وخراب البيوت. أنتم من تركتم المجاهدين وحدهم في الخنادق، وفضلتم المواقف الرمادية في زمنٍ لا يقبل إلا الأبيض أو الأسود.

 

وغداً عند الميزان سيقف أطفال غزة وشيوخها ونساؤها ورجالها، وستُعرض خيانات الصامتين، وسيدوي السؤال الذي لن يردّ عليه أحد، فكيف سيكون الرد؟ فبمَ اعتذرتم لسكوتكم؟

 

فيا من بقي في قلبه خوف من الله، الحق لا ينتظر، انصروا دينكم ولو بكلمة، ولا تكونوا من الخصوم يوم الوقوف بين يدي الله. فكلمات أبي عبيدة ليست كلمات عاطفية، بل هي صرخة مدوية كشفت العورة السياسية والعقدية لأمة تخلّت عن مشروعها الحضاري، وعن قضيتها المصيرية، وعن واجبها الشرعي الأصيل: إقامة الخلافة وتحريك الجيوش لتحرير الأرض والمقدسات.

 

حين خرج أبو عبيدة مكلوماً لا يشتكي قلة الذخيرة بل خيانة الأمة، فقد نطق بما يعجز عن قوله كثير من القادة، وقال كلمة الحق في زمنٍ استقر فيه الباطل على عروشٍ زائفة، قالها مدوية "أنتم خصومنا يوم القيامة" يقصد بها من تخاذلوا عن النصرة، من ارتضوا أن تبقى قضية فلسطين صراعاً حدودياً، لا قضية أمةٍ بلا إمام ولا خلافة.

 

يا أبناء الأمة: "أنتم خصومنا يوم القيامة" ليست دعوة عاطفية، بل هي حكم شرعي على واقع الأمة التي أعرضت عن العمل لإقامة الخلافة، وركنت إلى أنظمة الضرار، ورضيت بالموت البطيء لأرض الإسراء والمعراج.

 

لا تتعلقوا بالأبطال وتنسوا الفكرة؛ فغزة تحتاج دولة، والمسلمون يحتاجون خليفة، وهذه الدماء لا تردها التبرعات ولا الدعوات، بل يردها أزيز الرصاص وحمم الطائرات وتكبيرات الجند. إن كيان يهود كافر غاصب، لا ينفع معه إلا قوة عقائدية تقودها دولة الخلافة الراشدة، وهذه القوة لن تُولد من موائد المفاوضات، ولا من مؤتمرات التطبيع، بل من معسكرات الجيوش، ومآذن الجوامع، وعزائم المؤمنين الصادقين.

 

"أنتم خصومنا يوم القيامة" ليست زفرة عتاب، بل هي صفعة حق في وجه من ارتضى الذل، وسكت عن خيانة الحكام، وغفل عن فرض إقامة الخلافة، فترك الأمة نهباً لمجرمي الأرض وأعداء الدين.

 

التخاذل جريمة، والصمت خيانة، والركون للأنظمة القائمة اشتراك مباشر في الجريمة. فليعلم المسلم أن نصرة الدين لا تكون إلا من خلال عمل واعٍ لإقامة الخلافة التي بها تُنصر الثغور وتُذاد الحرمات.

 

فيا جيوش المسلمين، إن الواجب الشرعي لا يحتمل التأجيل، وأي تأخير في أداء النصرة هو خيانة لله ولرسوله ولدماء المسلمين.

 

فيا أمة محمد، كفاك سباتاً، وكفى لجيوشك الارتهان لأعداء الله. آن الأوان أن يتحرك أهل القوة ليمنحوا النصرة لمن يحمل مشروع الأمة: الخلافة الراشدة، ويحققوا قول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾. اللهم عجل بقيام دولة الخلافة، وحقق وعدك، واكسر بها شوكة الكفر، واقصم بها ظهر العملاء، وأقم رايتك، وانصر جندك.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزي التحرير

عبد المحمود العامري – ولاية اليمن

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع