في عالم تتسابق فيه قوى الكفر العالمي على تشويه الإسلام، وتبذل فيه المليارات من أجل منعه من الظهور، وتستخدم فيه الأنظمة الجبرية في بلاد المسلمين كأدوات وظيفية للقمع والتدجين، ورغم كل محاولات الشيطنة والتشويه المستمرة، يظل الإسلام نوراً يشق طريقه، يخترق الظلمات، ويصل إلى العقول، بل ويجذب الناس من مختلف الأعراق والجنسيات، ويثبت أنه هو وحده الدين القادر على قيادة العالم وليس الرأسمالية المتوحشة.

إنّ قرار قاسم جومارت توكاييف في لقائه بدونالد ترامب في واشنطن يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر بالانضمام إلى اتفاقيات أبراهام ليس سوى تملّقٍ سياسيٍّ مكشوف. فهذا الموقف يُعدّ تزلفاً لسياسة الولايات المتحدة، وتعبيراً عن الامتنان لها، ودعماً للمشروع الصهيوني المفروض على العالم تحت قناع "الوحدة الدينية".

منذ أن عادت الولايات المتحدة إلى المشهد الفلسطيني بقوّة، ولا سيّما في عهد ترامب، بدا واضحاً أنّها لا تسعى إلى حلّ النزاع، بل إلى إعادة تشكيله بما يخدم مشروع سيطرة كيان يهود، وتفكيك وحدة القرار الفلسطيني. وقد تمثّل أخطر ما أنتجه هذا المسار في محاولة جرّ حماس إلى فخّ التقسيم تحت عناوين برّاقة من مثل إعادة الإعمار، والتهدئة، والتنمية الاقتصادية... وغيرها.

في كل مرة يُقدَّم لنا "رمز جديد" له جذور مسلمة أو ملامح شرقية، يهلل كثير من المسلمين، وتُبنى الآمال على وهمٍ اسمه "التمثيل السياسي" في نظامٍ كافر لا يعترف بالإسلام حكماً ولا عقيدةً ولا شريعةً.