الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا علماء المسلمين! ﴿اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا

 

 

الخبر:

 

بمناسبة انعقاد القمة الخليجية ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قادة دول الخليج تحمل مسؤولياتهم أمام الله تعالى، ثم أمام شعوبهم في تحقيق مصالحة شاملة، والارتقاء فوق الخلافات الفرعية، وحل جميع المشكلات عن طريق الحوار الهادئ والهادف. وقال الاتحاد اليوم الاثنين في بيان إنه يدعو الله أن يكتب النجاح والتوفيق لهذا "المؤتمر المهم الذي يعقد في وقت عصيب". ودعا الاتحاد قادة الخليج أيضا إلى تحمل المسؤولية في العناية بالقضايا الكبرى للأمة وعلى رأسها قضية القدس، وقضايا سوريا واليمن وليبيا.

 

وقال البيان "يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أوضاع أمتنا الإسلامية والعربية، حيث التفرق مزق جسدها والتخلف قضى عليها والحروب والخلافات التي جعلتها أمة فاشلة، حتى وصل الخلاف إلى المجتمع الخليجي الواحد مما شجع الطامعين في ثرواتها لمزيد من الهيمنة". وأضاف أن هذا الخلاف شجع الطامعين على التهديد بجعل القدس عاصمة لدولة الاحتلال. وطالب الاتحاد قادة الخليج "بتحمل مسؤولياتهم الدينية والتاريخية أمام هذه القضية الجوهرية وإعادة الأهمية الكبرى إليها".

 

وذكر البيان أيضا أن "مصائب الأمة في سوريا وليبيا واليمن تتفاقم يوما بعد يوم، فيجب أن يكون لقادة العرب والمسلمين موقف واحد مشرف فلا يجوز التضحية بكل هذه الدماء التي أريقت في هذه البلاد أن تذهب هباء منثورا، بل يجب تحقيق ما تتطلع إليه شعوب هذه البلاد من الحرية والكرامة". (المصدر: الجزيرة نت)

 

 

التعليق:

 

يقول الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره لسورة الأحزاب: "قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ أي قصدا وحقا. وقال ابن عباس: أي صوابا. وقال قتادة ومقاتل: يعني قولوا قولا سديدا في شأن زينب وزيد، ولا تنسبوا النبي إلى ما لا يحل. وقال عكرمة وابن عباس أيضا: القول السداد لا إله إلا الله. وقيل: هو الذي يوافق ظاهره باطنه. وقيل: هو ما أريد به وجه الله دون غيره. وقيل: هو الإصلاح بين المتشاجرين. وهو مأخوذ من تسديد السهم ليصاب به الغرض. والقول السداد يعم الخيرات، فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك".

 

إنه لم يعد خافيا على أحد من أبناء المسلمين أن أس دائهم ورأس بلائهم والخراب الذي أصاب بلادهم هم حكامهم الذين نصّبهم الغرب حرّاسا لمشاريعه الاستعمارية، وشرّعوا دساتير وضعية علمانية غريبة عن عقيدتهم ودينهم، وأوصلوا هذه الأمة الكريمة إلى الأوضاع المزرية التي تعاني منها، من التفرق والتخلف والحروب والدمار. فكيف يجانب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القول السديد ويتعامى علماؤه عن هذه الحقيقة مع وضوحها؟! فنراهم يناشدون الحكام "تحمل مسؤولياتهم أمام الله تعالى ثم أمام شعوبهم" ويطالبونهم "بحل جميع المشكلات عن طريق الحوار الهادئ والهادف"، وقد علموا أن هؤلاء الحكام وأنظمتهم المسلوبة الإرادة لا يتحاكمون إلى شرع الله في حل المشكلات وأنهم إلى أعدائهم أقرب منهم إلى شعوبهم. وكيف يرجو علماء الاتحاد الخير من هذا المؤتمر وهم يعلمون جيدا أن حكام الضرار ما اجتمعوا إلا على التبعية والانقياد للغرب ولا يتوافقون إلاّ على إعلان الحرب على الإسلام ومنع نهضة المسلمين وتوحدهم في دولة واحدة، حمايةً لعروشهم الآيلة للسقوط بإذن الله وتنفيذاً للأجندات الغربية الاستعمارية للحفاظ على نفوذها في المنطقة؟! وبدلا من أن ينكروا على الحكام خيانتهم لله ورسوله وتضييعهم لشعوبهم، ويقودوا الأمة لتقف في وجههم وتعمل على خلعهم، يدعو من يتسمون علماء، أن يكتب الله سبحانه وتعالى النجاح والتوفيق لهذا المؤتمر الذي أسس على الوطنية العفنة والإقليمية الضيقة وحدود سايكس بيكو المحرمة...!!

 

أما العجب العجاب فهو أن يطالب الاتحاد قادة دويلات الخليج إلى "تحمل المسؤولية في العناية بالقضايا الكبرى للأمة وعلى رأسها قضية القدس..."!! كيف ذلك وهم المجرمون الخونة الذين أسلموا جميع قضايا الأمة صغيرها وكبيرها لأعدائها ويوالون الدول الكافرة المعادية للإسلام والمحاربة للمسلمين، مثل أمريكا وروسيا ويعتبرونها "دولا صديقة"، ويتآمرون معها في قتل المسلمين ونهب ثرواتهم؟! وما وجود قواعد عسكرية أمريكية على أراضيهم التي تنطلق منها الطائرات لقصف المسلمين في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها، وتحريكهم لطائراتهم لقتل المسلمين في اليمن وحصارهم لأهله ومشاركتهم التحالف الصليبي الأمريكي في قتل المسلمين في الشام والعراق وتحالفهم مع الأعداء في محاربة الإسلام والمسلمين باسم محاربة "الإرهاب" أو "التطرف" أو غيرها من المسميات التضليلية بل المكشوفة، ما ذلك كله إلا دليل صارخ على أن قادة الخليج هم شركاء حقيقيون لأعداء الأمة في جرائمهم وإراقتهم لدماء المسلمين وحربهم للإسلام. ثم ألم يسمع علماء الاتحاد عن التنسيق والتطبيع بل التعاون الأمني والاستخباراتي بين هذه الأنظمة العميلة وكيان يهود المحتل لأرض فلسطين المباركة والذي أصبح محل تفاخر وتسابق بينها؟! فكيف يؤمل موقف واحد مشرف أو حتى نصف موقف في خدمة قضايا الأمة ممن يعدون تحرير فلسطين وتطهيرها من يهود (إرهابا) وبدلا من ذلك يسخرون جيوش الأمة لقتل إخوانهم خدمة لمصالح الاستعمار!!

 

إن المطلوب شرعا من علماء المسلمين، بدلا من كلماتهم الرنانة فارغة المضمون التي تقر بشرعية هؤلاء الحكام الجبريين وتحافظ على أنظمتهم العميلة الفاسدة، هو أن يتقوا الله حق تقاته ويقولوا قولا سديدا، ويوجهوا خطابهم إلى أبناء الأمة لتوحيد جهودهم لخدمة قضيتهم المصيرية المتمثلة في إقامة الخلافة على منهاج النبوة وللعمل الجاد مع حملة الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية، وأن يناشدوا جيوش الأمة لأن تتحرك لقلع هذه الأنظمة العميلة الخائنة وإزالة كياناتها القطرية، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاضها، التي ستحرر فلسطين وكل بلاد المسلمين المحتلة، وتحقق ما تتطلع إليه شعوب هذه البلاد من العيش الكريم والعزة والكرامة تحت ظل دولة الخلافة، ونرجو الله أن يكون ذلك قريبا.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد

 

 

آخر تعديل علىالسبت, 09 كانون الأول/ديسمبر 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع