- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة ارتباط الأمة بحكامها اليوم
الخبر:
زوجة موغابي، رئيس زيمبابوي المتنحي، تطلب الطلاق منه بعد رحيله عن الرئاسة.
التعليق:
ليست هذه الحالة الأولى من نوعها، فقد طلبت زوجة زين العابدين بن علي الطلاق من زوجها بعد عزله. وهذا يبين أن حقيقة العلاقة بين هؤلاء الحكام وزوجاتهم إنما هي علاقة مصلحة، تدور حيث دارت المصلحة وجودا وعدما، فإذا ما انتهت المصلحة انتهت العلاقة.
وكذلك هي العلاقة بين حكامنا اليوم وبعض أفراد الأمة، فقد تبدو الشعوب ملتفة حول الحاكم أو الرئيس، إلى درجة قد تجعل المرء يتساءل كيف للتغيير أن يكون والشعوب ملتفة حول الحاكم أو الرئيس؟ إلا أن أصحاب البصيرة يدركون أن هذا الالتفاف أو التعلق إنما هو مبني على مزيج من المصلحة والخوف معا، فإذا ما سقط الحاكم انفض الناس من حوله.
وقد بين الله سبحانه لنا هذه الطبيعة البشرية في قصة قارون حيث قال الذين يريدون زينة الحياة الدنيا ﴿يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ﴾ ولكن لما خسف الله به وبداره الأرض قالوا ﴿وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.
إن ما حدث لزين العابدين بن علي وحسني مبارك والقذافي وبشار الأسد وعلي عبد الله صالح لخير دليل على أن الأمة في قرارة نفسها منفصلة تماما عن حكامها اليوم. وإنا على ثقة بأنه عند قيام الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، سيكون الحب والالتفاف حول الخليفة والولاة حقيقيا صادقا نابعا من حب الله عز وجل وحب رسوله e.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غسان الكسواني – بيت المقدس