بسم الله الرحمن الرحيم
أوقفوا الدم الحرام... أوقفوا استباحة الحرمات
إلى متى ستبقى بعض الفصائل تائهة طريقها، ضالة هدفها، تمشي خبط عشواء، لا تدري لمَ وُجدت، ولا تعلم لمَ تقاتل؟ فسرعان ما تتحول وجهة البندقية من صدر العدو إلى صدر الأخ المسلم؟!
هل حقاً ما زال أحدٌ يجهل أن أي اقتتال في ثورة الشام لا يوصل إلى نصر، ولا يخدم إلا نظام الإجرام، ومن ورائه أمريكا التي تمكر بثورة الشام ليل نهار؟
من أين لمسلم يشهد أن لا إله إلا الله الجرأة على أن يقتل أخاً له يشهد ذات الشهادة، ويقاتل لذات الهدف، ويعمل معه في ذات الخندق ضد عدو لدود يتربص بهما الدوائر؟ ثم هل عدمت أرض الشام العقلاء حتى تعطي الفرصة للجهلاء لكي يفسدوا في الأرض ويسفكوا الدم الحرام؟
أيها المجاهدون في جميع الفصائل المتقاتلة في أرض الشام...
اعلموا أنكم ما خرجتم لأجل اقتتال شنيع، ولا لأجل تثبيت فرقة مقيتة، بل خرجتم لإعلاء كلمة الله، وهي لا تعلو بمثل أعمالكم هذه، بل تكون هي العليا بتوحيد الصفوف وإسقاط النظام، وتحكيم شرع الله، ولتعلموا أنكم حرّاس على ثورة الشام، فإذا ما فرّطتم بهذه الحراسة وانشغلتم بما يحرفكم عن هدفكم ويبعدكم عن أهلكم فلتكونوا على يقين أنكم لستم أهلاً لهذه الحراسة، وإن في أرض الشام الكثير ممن هو أهل لها، فلتوقفوا شلال الدم الذي لم يكن يتوقع أهل الشام أن يكون على أيديكم، ولتفسحوا الطريق لغيركم.
أيها المسلمون في الشام...
إن الدور المنوط بكم لعظيم، فأنتم صمام الأمان الذي يمنع أي سفك لدم حرام في أرض الشام، فلتقفوا سدّاً منيعاً أمام كل محاولات الاقتتال، ولتعلموا أن السكوت في مثل هذه المواضع هو جريمة بحق ثورة الشام، وأن كلمة الحق هي التي توقف كل ظالم عند حدّه، وهي التي يخشاها صبيان السياسة وأرباب الفتن، فقولوها متوكلين على الله، فالثورة ثورتكم والدماء دماؤكم، فلا تسمحوا لأيّ كان أن يعبث بها.
إن الحل لمثل هذه الحوادث مسطور في كتاب ربي لا يراه كل فتّان أثيم، فإن الله أوجب الاعتصام بحبله، وحرم الفرقة والنزاع بين المسلمين، وحرم قتل المسلم بغير حق، وإن من يتجاهل هذه النصوص أو يحرفها أولى أن لا يتفوه بما يسخط الله، وليدع عنه قول الزور، وليلزم بيته، فما من مشكلة إلا وحلها فيما أنزله الله. وإن دخول المال السياسي القذر على تلك الفصائل قد أضر بثورة الشام، فقد فرّق بين المسلم وأخيه، وأحل الدم الحرام، وأباح مهادنة النظام... فليحارَب أصل الداء، ولتُقطع العلاقات مع دول الغرب، ليعرف المجاهدون أنهم إخوة، وأن وحدتهم ليست حلماً بعيد المنال، بل واجب فرضه الله، وبغيره لا نصر يتنزل على المسلمين.
قال عليه الصلاة والسلام: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض».
التاريخ الهجري :7 من محرم 1438هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 08 تشرين الأول/أكتوبر 2016م
حزب التحرير
ولاية سوريا
2 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..