المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 26 من محرم 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 04 |
التاريخ الميلادي | الإثنين, 21 تموز/يوليو 2025 م |
بيان صحفي
خذلان غزة عار على جبينكم يا جند الكنانة... وفوقه سؤال الله يوم القيامة
في كل يوم يموت طفل من أهل غزة جوعاً، أو شيخ يلفظ أنفاسه الأخيرة بلا دواء، أو امرأة تغمض عينيها المرة الأخيرة على ألمٍ لا يُطاق من العطش أو الجوع. وفي كل ساعة، تذرف السماء دمعة، ويصرخ الحجر، وتلعن الأرض من خذل هؤلاء. إنها غزة... غزة التي حوصرت ليس بحدود ومدافع وحسب، بل بسياج من خذلان قادة الجيوش وحكام الخيانة، ومن الصامتين من أمتهم.
إن ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية، بل هي جريمة مكتملة الأركان، تُرتكب على مرأى ومسمع من عالم يزعم الحضارة، وجيوشٍ أنفقت عليها الأمة أموالها، وأطعمتها من جوعها، لتكون درعها وسيفها، فإذا بها لا تحرك ساكناً، وكأن ما يحدث في غزة لا يعنيها، أو كأن أهل غزة ليسوا من أمتها!
يا جيوش الأمة: أما آن للدماء أن تغلي في عروقكم؟! يا من تعلقون على صدوركم الرتب والنياشين، تذكروا أن هذه الدنيا، بكل ما فيها من مناصب ورواتب ورتب، ستزول في لحظة؛ لحظة الموت الذي لا يؤجل، لحظة الوقوف أمام الله جلّ جلاله، حفاةً عراةً، يوم لا ينفع مال ولا جاه، ولا تنفعكم رُتَبٌ ولا أوسمة، ولا يشفع لكم قانون ولا دستور وضعي، بل تُسألون عن غزة، وعن أهلها الذين قُتّلوا وجُوّعوا وعُذّبوا وأنتم قادرون على نصرتهم ولم تفعلوا!
سيأتي ذلك اليوم، ويُسأل كل جندي في جيوش مصر والأردن وتركيا وباكستان؛ لماذا خذلت إخوانك في غزة؟ لماذا تركت أطفالهم يموتون جوعا؟ لماذا تركت الشيوخ يهلكون عطشاً؟ ألم تكن تملك السلاح؟ ألم تكن تعرف الطريق؟ ألم يكن فيك بقية من إيمان؟!
إن الذي يجري في غزة هو يوم الامتحان الحقيقي؛ امتحان الجيوش، وامتحان العقيدة، وامتحان الرجولة، وامتحان الإيمان. وليس هناك أقدس من لحظة يرفع فيها الجندي سلاحه نصرة لإخوانه، ولا أعظم من لحظة يُكسر فيها حاجز الذل والطاعة العمياء للطغاة. هذه اللحظة هي التي تكتب المجد، وتُسجّل في ديوان الخالدين، لا تلك اللحظات التي تُؤدّى فيها التحية لأعداء الأمة في البروتوكولات العسكرية!
أيها العلماء، والدعاة، والمفكرون، والشباب الصادقون: لا تظنوا أنكم غير مسؤولين، فالصمت جريمة، والسكوت على خذلان غزة هو مشاركة في الجريمة. اكتبوا، اخطبوا، أنكروا، اربطوا بين الأمة وقضيتها، وبين الجيوش ودورها الحقيقي. ذكّروا الأمة بأن أبناءها يُذبحون وهي صامتة. ذكّروا الجيوش بأن لهم فرصة للنجاة، فرصة أخيرة لخلع الذل، وكسر القيود، والسير إلى الجهاد.
يا أجناد الأمة عامة وجند الكنانة خاصة: إن واجبكم هو إعلان الحرب الشاملة على الكيان الغاصب حتى تحرير كامل فلسطين، وإننا نعلم يقينا أن هذا ما يتمناه كل مخلص في جيش الكنانة ولا يحول دون تحقيقه إلا نظام العمالة الذي جعل الجيش حارسا للكيان الغاصب منفذا لأهدافه، فواجبكم هو اقتلاع نظام العمالة من جذوره بكل أدواته ومنفذيه وتسليم حكم البلاد لقيادة سياسية واعية تحمل مشروع الإسلام وقادرة على تطبيقه فورا، وبينكم حزب التحرير قيادة سياسية واعية مخلصة من جنس الأمة تعي قضاياها وتحمل همها وتسعى بكم لنيل رضوان الله عز وجل بتطبيق شرعه وحمله في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |