الخميس، 24 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية – الحلقة الأولى - مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية – الحلقة الأولى - مقدمة

 

 

 

غابت الخلافة عن العالم منذ عام 1924م، تاركة العالم تحت رحمة من لا رحمة عنده، فقد سيطر النظام (الرأسمالي) الفاسد الذي لا يعترف بحدود ولا بالإنسانية، وتقوم سياساته على الأسس الغربية الخالية من القيم والذي جعل السعي وراء المصالح فوق كل اعتبار.

 

سيطرت الرأسمالية على العالم رَدحا من الزمانِ، سادت خلاله أنظمة قامت على فصل الدين عن الحياة، وحكمت على امتداده دولٌ لم تقم لترعى شؤون الناس، فتأخذ على يد الظالم وتزجره، وتجزيَ المحسن أو تعينه وتشكره. دول لم ترحم الضعفاء، ولم تأخذ بأيدي الفقراء، فصار أغلبية سكان العالم مظلومون، بينما تعيش قلة قليلة على ثرواتهم وموارد عيشهم، فقد كانت وظيفتها الوحيدة - حماية حريات اللصوص من أرباب المال في نهب الشعوب واستغلال الثروات.

 

فالنظام الرأسمالي بنزعته الاستعمارية سيطر على عقلية السياسيين، وبنزعته الفردية غلَّب مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة فركز على الفرد وأدار ظهره للمحتاجين.

 

أجرمت الرأسمالية في حق شعوبها وقتلت العديد منهم في الحروب العالمية واستعبدتهم، ثم أجرمت في حق شعوب العالم جميعه، فكلنا يدرك ما صنعه الرأسماليون وأشباههم من شر مستطير في العالم، فهم لا يقيمون وزناً إلا لمصالحهم وأطماعهم... فحكام الدول الكبرى قادوا العالم إلى حافة الهلاك وجروا إليه العديد من المصائب، من ظلمٍ واستبداد وغزو ثقافي أفرزت لنا العديد من المتاجرين بصحة البشر فالرأسماليون الكبار هم الذين يقودون تجارة البشر والأعضاء، ويروجون للمخدرات وللجرائم المنظمة.  

 

ومن فُحش الرأسمالية، أن ظهر الفساد في كل نواحي الرعاية الصحية تقريبا: في نظام التأمين الصحيّ وشركاته، وشركات الأدوية وأبحاثها، واستغلال هذه الشركات للأطباء واستغلال الأطباء للمرضى حتى غلا سعر الدواء وثمن الرعاية الصحية وأَضحت القضية هي تحقيق الربح على حساب حاجة المرضى للعلاج والرعاية. وكما في كل مكان دخلته الرأسمالية، لا بقاء ولا حياة للضعيف، ولا قيمة إلا للمال.

 

لقد ضج الغرب نفسه بهذا الفساد الصحيّ، مما اضطر دوله إلى الترقيع على عادتها، وتوفير بعض الرعاية الصحية القاصرة لمواطنيها تخديراً لهم وصرفاً عن إزالة أصل الفساد. ولكن هذا الترقيع كان كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

 

وفي هذه الأيام وفي ظل أجواء انتشار وباء فيروس كورونا، وبسبب فقدان الحياة الإنسانية لقيمتها، انكشف عوار النظام الرأسمالي وإفلاسه في مجال رعاية الناس الصحية، فالرأسمالية هي المسؤولة عن الإهمال العالمي للرعاية الصحية اللازمة، والافتقار المتعمد للاستعداد لمثل هذا الوباء، وتردد السياسيين والمستشارين في اتخاذ إجراءات حاسمة في وقت مبكر بخصوص القيام بالاختبار الواسع عن الفيروس والحجر الصحي لوقف انتشار الوباء قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة.

 

واليوم، وبعد انهيار الرأسمالية اقتصاديا ومن قبل فكريا وأخلاقيا، ونحن نستشرف عهد الخلافة الثانية على منهاج النبوة القادمة قريباً إن شاء الله، سنقوم بإذن الله في شهر رمضان المبارك بعرض سلسلة نبين فيها أُسس وأهداف وبعض نواحي الرعاية الصحية في الدولة الإسلامية، وكلنا أمل أن يلهمنا الله سبل الرشاد ويؤيدنا بنصر من عنده.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 جمع وإعداد: راضية عبد الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع