- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
«لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»
(مترجم)
الخبر:
في 23 آذار/مارس 2021 احتفلت باكستان بالذكرى السنوية الـ81 لصدور قرار تأسيس باكستان. رسالة من الرئيس الدكتور عارف علوي بمناسبة اليوم الباكستاني: "وفي يوم الباكستان، نشيد بالآباء المؤسسين لباكستان الذين أدت خدماتهم وتضحياتهم إلى إنشاء وطن منفصل لمسلمي شبه القارة". (سما تي في)
التعليق:
شهد 23 آذار/مارس 1940م طلباً لأرض منفصلة لـ80 مليون مسلم هندي كانوا يكافحون من أجل هويتهم الدينية لبعض الوقت. تحولت شبه القارة الهندية، التي حكمها المسلمون ذات يوم، إلى مكان يصعب عليهم العيش فيه وممارسة الإسلام. لم يكن الغزو الإنجليزي عسكريا، لقد جاءوا كـ"ذئاب بفروة الغنم" باسم التجارة. ففي أوائل عام 1600م، وطأت إحدى الشركات الهندية بإذن من الإمبراطور المغولي جهانجير. وشكلت الهند، تحت حكم الإمبراطور المغولي أورنجزيب، 27% من الاقتصاد العالمي. كما استغرق البريطانيون أكثر من 200 عام للسيطرة على المنطقة وإسقاط هذا الفيل. في عام 1857 اندلعت أول ثورة كبرى، وفي عام 1858 أعلنت الملكة فيكتوريا تولي إدارة الحكم في الهند من شركة الهند الشرقية. في هذه الأثناء، تم بناء خطوط السكك الحديدية لنهب كنوز الهند ونقلها. وفي عام 1897 تم الاحتفال باليوبيل الماسي للملكة فيكتوريا على الرغم من أن الهند كانت في منتصف مجاعة كبرى. فمن جهة، بلغت صادرات الشاي الهندي إلى بريطانيا 137 مليون جنيه، لكن من جهة أخرى، لم يستفد شعب الهند من ذلك، وتدهور وضعهم مع الوقت. كما أيقظت القلاقل في الناس وبدأوا بجدية في البحث عن حل، وقدم لهم حل اسمه القومية. قبل ذلك في عام 1920م بدأت حركة الخلافة وكان المهاتما غاندي جزءاً منها، وهذا يدل على أن المسلمين والهندوس في تلك المنطقة كانوا يعرفون أن لديهم عدواً مشتركاً، حتى جاء ذلك العدو بينهم وزرع بذور الكراهية في داخلهم. لقد نجحوا في ذلك وبدأ الهندوس والمسلمون والسيخ في قتال بعضهم بعضا، وبكنوزهم فقدوا ثقتهم ليس فقط في بعضهم بعضا ولكنهم فقدوا الثقة بأنفسهم أيضاً واستقروا على أي فتات يحصلون عليه بأي ثمن كان عليهم دفعه. لذلك غادرت بريطانيا المنطقة فعلياً في عام 1947 لكن لا تزال هناك قواعد تحكم الروح.
الغرض من هذا المخطط الموجز هو إظهار نمط الدوامة التي نحن محاصرون فيها. فقد كان الهدف من قرار عام 1940 لمسلمي شبه القارة الهندية منحهم أرضاً يمكنهم فيها ممارسة الإسلام. لكن هل حدث ذلك؟ بالطبع لا. ما قدمه لنا في الواقع هو نصب تذكاري للعبادة، وعطلة، والله وحده يعلم مقدار أموال دافعي الضرائب التي تنفق على عرض كل القوة العسكرية، والتي لم تنوِ السلطات استخدامها للدفاع عن المسلمين. كل هذا الكنز في شكل الدماغ والقوة لا يزال تحت استخدام الغرب، ونحن ما زلنا عبيدا.
إن كل الخسائر التي عانى منها المسلمون حدثت في 3 آذار/مارس 1924م، عندما فقدت هذه الأمة درعها الحامي وأصبحت أرضها مكاناً للاحتفال بالمتسللين. هذا هو التاريخ الذي نحتاج إلى تذكره بالفعل وهذه هي الخسارة الفعلية التي نحتاج إلى تعويضها. لقد واجه نبينا الكريم كل أنواع المصاعب عندما بدأ العمل من أجل قضيته النبيلة، وكان إيمانه بالله سبحانه وتعالى، ومعرفته بهدفه الحقيقي ومرونته التي ساعدته على تحقيق هدفه. نحن أمته، وهو قدوتنا، ولا يمكننا أن نستعيد الشرف الذي منحنا إياه الله ونحتفظ به إلا باتباع خطاه. ففي الواقع، هناك صراع دائم للمسلمين لأنه عندما يكون لديك شيء ثمين، عليك أن تحرسه بعناية حتى تمرره. فقط دولة الخلافة ستكون قادرة على خدمة أمتها. علينا أن نجمع طاقاتنا ونركز على هدف إقامة الخلافة ونطالب هذه القوات بالعمل من أجل إقامتها. إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف نستمر في الاحتفال بالأيام وعبادة الآثار حتى نصبح أيضاً فقرة موجزة في التاريخ للناس ليتساءلوا لماذا لم يفعلوا الشيء الصحيح. إذا لعبنا دورنا بشكل صحيح، فسوف يتذكرنا التاريخ نفسه كرواد، مثل تاريخ شبه القارة الهندية الذي يتذكره الأخوان جوهر. جعلنا الله من الناس الذين لهم دور في إعادة الخلافة.
قال رسول الله ﷺ: «لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ».
كتبته لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان