- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عداء ساسة فرنسا للإسلام وتواطؤ الموقعين على "ميثاق الإسلام"
الخبر:
قالت الوزيرة الفرنسية المنتدبة للمواطنة، مارلين شيابا (Marlène Schiappa)، الأربعاء 24 آذار/مارس، في لقاء تلفزيوني على قناة (LCI)، أن الأئمة "يعترفون"، بموجب ميثاق الإسلام الذي وقّعوا عليه، بحق الأزواج المثليين في الزواج في فرنسا.
وشجبت عدة اتحادات إسلامية، بما في ذلك المسجد الكبير في باريس، تصريحات الوزيرة التي كانت سابقا عضوة في حركة "فيمينست" المطالبة بتحرر النساء.
وتوالت الردود من هيئات إسلامية حول الموضوع. هذا وتجدر الإشارة أنّ المجلس الفرنسي للعبادة الإسلامية (CFCM) قد أعلن، يوم السبت 16 كانون الثاني/يناير، عن أنه وافق على نص مشترك بشأن "ميثاق المبادئ"، الذي أراده الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون وأقام الدنيا وأقعدها من أجل إرسائه، وهو ميثاق لا يزال أيضا موضع خلاف داخل لجنة المجلس الفرنسي للعبادة الإسلامية. (آر تي عربي)
التعليق:
إنّ ميثاق المبادئ موضوع الحديث هو ميثاق يسعى لإنشاء إسلام فرنسي معدّل وفق الأهواء فارغ من محتواه يرضى عنه ساكن قصر الإليزيه؛ إسلام لا احتكام فيه لشرع الله بل يوّلي وجهته شطر الجمهورية والعلمانية الفرنسية يضمن ذوبان الجالية المسلمة والقضاء على مميزاتها. ولذلك منذ البداية كانت هناك ردود كثيرة من أئمة وهيئات إسلامية رافضة ومستهجنة للمشروع حتى خرج علينا المجلس الفرنسي للعبادة الإسلامية (CFCM) يوم السبت 16 كانون الثاني/يناير معلنا عن أنّ خمس هيئات من صلبه وافقت على نص مشترك بشأن "ميثاق المبادئ".
إنّ تنازل الموّقعين عن الميثاق هو ما جرّأ الوزيرة المفوضة بوزارة الداخلية المكلفة بالمواطنة مارلين شيابا لدعوة الأئمة لتزكية زواج المثليين، ولن يتوقف السيل هنا طبعا ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
لقد كان حرّيا بمن يدّعون تمثيل المسلمين في فرنسا أن يقفوا شامخين معتزين بدينهم ثابتين على الحق فيكونوا خط الدفاع الأول أمام هجمات النظام وسعيه لتضييق الخناق على الملتزمين بأحكام ربهم المتميّزين بعقيدتهم ونمط عيشهم؛ بل كان حريّا بهم الوعي على مخططات ماكرون ورفض السير في ركابها وأن ينأوا بأنفسهم على أن يكونوا بيادق بيده أو بنادق توجه لصدر أمتّهم ودينهم.
لم يعد مستهجنا تصريح الوزيرة ولا تصريحات وزير الداخلية الفرنسي من قبلها ولا القوانين التي تفرض بين الفينة والأخرى مثل منع الذبح الحلال وإغلاق المساجد والجمعيات وغير ذلك، فماكرون ووزراؤه قد انخرطوا في مشروع يستعدي الإسلام وأهله، مشروع يهدف لتخريح مسلمين قادرين على التخلي عن كل ما له علاقة بدينهم ووجهة نظره في الحياة وحتى التخلي عن كل شعائره؛ مشروع يخاطب ودّ اليمين الفرنسي المتطّرف ويستقطب الغلاة كرصيد انتخابي وينتصر للعلمانية العوراء ويدرأ صدع المجتمع الفرنسي.
لكن المستهجن اليوم أن ينجح ساسة فرنسا في ترويض البعض من أبناء جلدتنا وجعلهم منخرطين في هذا المشروع وهم يعلمون أنّهم سيُسألون وسيحاكمون أمام الله عمّن وراءهم من عامة الناس.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي – ولاية تونس