- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تأكل صنم الديمقراطية
الخبر:
كشف مصدر مقرب من نائب الرئيس الأمريكي، أن بنس لا يستبعد تطبيق التعديل 25 في الدستور الأمريكي وعزل دونالد ترامب، وقال إنه يفضل الاحتفاظ بهذا الخيار في حال أصبح الأخير أقل توازنا عقليا. وذكر المصدر أن هناك مخاوف في فريق بنس من تطبيق التعديل وعزل ترامب وذلك بسبب احتمال خروج الأخير واتخاذ خطوات طائشة من شأنها وضع البلاد كلها في خطر. وأشار مصدران مقربان إلى أن ترامب غاضب جدا من بنس في حين إن الثاني محبط وحزين بسبب ما يفعله الرئيس الأمريكي. (سي إن إن عربي)
التعليق:
لقد كشفت أمريكا عن نفسها بنفسها، فها هي رأس الديمقراطية تتخبط في عشوائية جعلت العالم الغربي كله يقف مبهورا مما حدث يوم الأربعاء وكأن على رؤوسهم الطير، كيف لا وهم ينظرون إلى أمريكا بأنها القلعة التي يتحصنون بها دفاعا عن مبادئهم العفنة، كيف لا وهم يرون دمار ديمقراطيتهم ووجهها الحقيقي بدخول الشعب إلى حصن الديمقراطية بحد ذاته في مبنى الكونغرس! لقد ذهل الغرب المتشدق بالديمقراطية مما رآه في ذلك اليوم وبانت حسرتهم وإحباطهم من ضياع إرثهم الفاسد على أيدي أبناء جلدتهم.
والآن ها هو نائب الرئيس الأمريكي الذي كان يدا بيد مع رئيسه في القيام بكل ما قام به طوال فترة حكمه السوداء على مدار أربع سنوات قام خلالها ترامب بما لم يجرؤ عليه أحد قبله، ها هو بنس اليوم يسعى جاهدا من أجل تلميع ما أفسده مؤيدوه الذين يفوقون الـ75 مليون أمريكي، ولكن الأوان حقا قد فات، فأهل المبدأ الرأسمالي بدأوا بأكل آلهتهم العفنة، فعندما أراد الرأسماليون استخدام الشعب من أجل تحريضه على الإسلام قاموا بإيجاد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر ثم جيشوا شعوبهم ضد تنظيم القاعدة كعدو مشترك وما لبثت أن حرقت ورقة القاعدة حتى خرجوا لهم بتنظيم الدولة، وبعد أن استهلكت ورقة تنظيم الدولة جاء الأرعن ترامب واعدا الشعب الأمريكي بوعود ظهر فيها بمظهر المنقذ وصور لهم بأنهم الشعب الوحيد المستحق للحياة على هذه الأرض وأنهم أصحاب القول الفصل في كل أمر! فوجدت عندهم هذه النزعة الباطلة بعد تخاذل الحكام الأذلاء، حتى وصل الأمر بسيدهم لأن صدق ترامب نفسه وأراد التمرد على النظام الذي جاء به، فخرج المحتجون في الشوارع ينادون باسمه واستحقاقه لحكم أمريكا والعالم حتى وصل بهم الأمر إلى التمرد في بيتهم وتحطيم وتكسير ما قاموا بتحطيمه وكسره.
وما إن جاوز السيل الزبى في أمريكا وبعد أن تحطم الصنم الذي شيدوه وعبدوه حتى علت الأصوات التي تنادي بوقف هذه المهزلة وعزل الرئيس ومحاسبة كل من قصر في حماية ديمقراطيتهم المزعومة حتى يكونوا عبرة لمن بعدهم، ولكن الأمر في حقيقته ليس كما يسطحونه بل إن الواقع ينطق بأن الرأسمالية تأكل نفسها، فمن خرج ودمر هيكلهم هم أنفسهم من انتخبوهم وجاءوا بهم، وما المشاهد التي شاهدها العالم كله سوى قطرة من بحر همجية وتمرد الشعب الأمريكي على كل ما لا يعجبه. على أن فكرة استدعاء الجيش من أجل ضبط الأمور هي فكرتهم الأصيلة التي صدروها إلى عملائهم في بلاد المسلمين من أجل إخضاع البلاد والعباد فدارت الدائرة عليهم حتى طبقوا فكرتهم على أنفسهم.
إن الأحداث التي تجري في أمريكا اليوم ما هي إلا دليل قاطع على من هم الأمريكان شعبا وحكومة، هذا الدليل الذي لا يبصره سوى أعمى أو مضبوع بالنظام الديمقراطي العفن، فبماذا يبررون ما يحدث في أمريكا الآن؟ إن ما حصل ما هو إلا غيض من فيض، وقلعة الديمقراطية تتساقط وتتهاوى على أصحابها، بل إن الشعوب أصبحت تبحث عن البديل المقنع الذي يوافق بشريتهم التي حررها الله تبارك وتعالى من عبودية البشر والأنظمة البشرية العفنة، وليس هذا كائناً إلا في خير الأنظمة الذي وبلا شك فيه ولا ريب هو النظام العادل للبشرية جمعاء وهو الإسلام والإسلام فقط.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا