- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة القمع علامة واضحة على هزيمة الطغاة
(مترجم)
الخبر:
شدد النواب الروس عقوبة التشهير، ويمكنك الآن الحصول على إدانة فعلية بسبب ذلك. (يورونيوز)
التعليق:
النظام الروسي يشدد الخناق مرة أخرى، لأنه لا يخفى على أحد أن هذا القانون يهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة المسؤولية عن انتقاد السلطات.
وبطبيعة الحال، سيتم استخدام هذا الابتكار في القانون الجنائي لرفع الدعاوى، بما في ذلك مسلمو روسيا، سواء في شمال القوقاز، ومنطقة الفولغا، وكذلك في شبه جزيرة القرم، التي وسعت روسيا سلطتها الفعلية عليها بعد عام 2014.
يحدث تشديد واضطهاد مماثل لأي مظهر من مظاهر المعارضة في العديد من البلدان الإسلامية، حيث كان الطغاة في السلطة لعقود من الزمن، واضطهدوا شعوبهم.
نعلم جميعاً أنه، على سبيل المثال، في أوزبيكستان، وكذلك في عدد من البلدان الإسلامية الأخرى في الشرق الأوسط، هناك مسؤولية جنائية عن تدريس الإسلام دون الإذن المناسب من السلطات الرسمية. تأتي المسؤولية الجنائية لتدريس المعارف الإسلامية الأساسية، مثل أركان الإسلام أو حروف الأبجدية العربية، ناهيك عن دراسة الإسلام كعقيدة بأحكامها السياسية والاقتصادية.
غالباً ما يسمع المرء بين المسلمين فكرة أن مثل هذا التشديد في القوانين يشير إلى انتصار آخر للطغاة وإضعاف المسلمين.
في الواقع، تشير هذه المحاولات غير المسبوقة من حكام المسلمين إلى عكس ذلك تماماً.
تعود الأمة الإسلامية يوماً بعد يوم إلى أصولها، وتحيي في وعيها الفهم الصحيح للإسلام في جميع خواصه ومجالاته، من العقيدة والصلاة والصوم، وانتهاءً بالشريعة التي تنظم قضايا السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية.
أود أن أعطي مثالاً بليغاً حدث قبل أسبوعين فقط في مصر.
نعلم جميعاً أن أمريكا لها تأثير هائل على الجيش المصري، وهي التي طالبت الجيش المصري بإزاحة حسني مبارك من الحكم في 2011، مما سمح لممثل الإخوان المسلمين، محمد مرسي، بالوصول إلى السلطة. وبالمثل، في عام 2013، عندما كان الوضع السياسي والاقتصادي مناسباً في البلاد، قام الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي، وبأوامر من أمريكا، بالإطاحة بمرسي.
بناءً على هذه الأحداث، يتجادل العديد من المسلمين حول استحالة حدوث أي تغييرات إسلامية في مصر على وجه التحديد بسبب الجيش المصري الموالي لأمريكا.
ومع ذلك، فإن هذا التصريح غير الصحيح تم دحضه مرة أخرى من خلال صورة واحدة التقطت في 12 كانون الأول/ديسمبر 2020 خلال كلمة السيسي أمام ضباط وجنود الكلية الحربية، حيث إنه ألقى خطابه من خلف زجاج مضاد للرصاص.
اتهمت وسائل الإعلام المصرية مرارا الرئيس المصري بمثل هذه الإجراءات الأمنية غير المسبوقة. على سبيل المثال، ففي تموز/يوليو 2015، أثناء وجوده في مقر أكاديمية الشرطة المصرية أثناء حفل التخرج، ألقى أيضاً كلمة خلف زجاج مصفح. وهكذا، لكونه محاطاً بحراسه في واحدة من أكثر القلاع منعة في البلاد، بين الجيش والشرطة، المدعوين للدفاع عن سلطته الإجرامية، ظهر فرعون مصر الجديد كرجل خائف من ظله.
هذا مجرد مثال واحد على مدى هشاشة سلطة الطغاة في البلدان الإسلامية أكثر من أي وقت مضى، وتزايد القمع هو علامة على معاناة الأنظمة الإجرامية، وليس بأي حال من الأحوال علامة على زيادة قوتها.
فبعد كل شيء، فإن حكام المسلمين المستبدين على وعي تام بعودة الأمة الإسلامية يوماً بعد يوم، وهذا ما يدفعهم إلى تكثيف القمع على أمل كبح عودة المسلمين الحتمية إلى أصولهم الإسلامية.
بإيجاز، تجدر الإشارة إلى أن الإدارة الطويلة لمجتمع مع ضمان التطور ممكنة فقط من خلال مبدئه. المجتمعات تحكمها قوة الفكر وليس سلطة القمع.
إن حكم البلاد بالخوف وقوة السلاح والقمع عبر تاريخ البشرية انتهى بسقوط النظام.
بإذن الله، فإن الأمة الإسلامية اليوم على عتبة القضاء المبرم على الاستبداد في بلادها.
﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا