- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية الخانقة في فرنسا وسبيل خلاص المحجبات
الخبر:
بدعوى ممارسة "الانفصالية"، أغلقت السلطات الفرنسية المدرسة الوحيدة بالعاصمة باريس التي تسمح للطلاب من جميع الأديان بحرية ارتداء الرموز الدينية.
ففي 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أغلقت سلطات باريس مدرسة ميو الثانوية الخاصة. هذا وقد أعلنت المدرسة في الأيام الماضية عن قرارها الاستئناف والطعن ضد ما قالت إنه "ادعاءات كاذبة" ضدها أمام القضاء.
ففي بداية الأمر أوزعت السلطات قرار الإغلاق لخروقات إدارية ومشاكل تتعلق بالسلامة ليتبين فيما بعد أنه جاء في سياق "الحرب على الإسلام الراديكالي والانطواء المجتمعي في باريس بهدف حماية الأطفال والشباب" كما ورد في البيان الصادر في 9 كانون الأول/ديسمبر الماضي، عن وزارة العدل وشرطة باريس!
وقالت لوكيلي إنه اتضح لها بعد ذلك أن المدرسة "كانت مستهدفة (بمزاعم) الانفصالية وليس لأسباب تتعلق بالسلامة أو لأسباب فنية إدارية، لأننا سمحنا للطالبات بارتداء الحجاب وباقي الرموز الدينية وأنّ المدرسة ستستأنف وتطعن في القرار".
التعليق:
لا تكاد تخبو قضية محاربة الإسلام بدعوى الانفصالية في فرنسا حينا حتى تشتعل مرة أخرى بوهج أقوى وأشد
فلقد أكدّ قرار سلطات باريس بإغلاق مدرسة ميو بسبب سماحها للطالبات بارتداء الحجاب مرة أخرى على مدى الحقد والحنق الفرنسي على كل ما فيه رائحة الإسلام ومدى رغبتها في القضاء على تلك المظاهر وضمان صهر المسلمين في فرنسا في بوتقة العلمانية.
إنّ الحجاب في نظر فرنسا يعدّ تهديدا وجوديا لقيم الجمهورية العلمانية، لذلك هي تودّ لو يمكنها أن تجعل المسلمات يتخلين عنه ويلتحقن بركب "الفرنسيات المتحررات"! ولكن غاظها إقبال العديد من المولودات على التراب الفرنسي على ارتدائه رغم المنع في المدارس والمعاهد الفرنسية.
إنّ إقبال أولئك المسلمات على الحجاب مع صغر سنهنّ وتمسكهنّ به والتحاقهنّ بالمدارس النادرة التي تسمح بارتدائه خاصة في باريس يعدّ صفعة في وجه العلمانية وقيمها، فهنّ قد خبرن حقيقتها فلفظنها وانصرفن عنها وهو ما يعرّي فشل القيم الغربية في استقطابهنّ وتشكيل قناعتهنّ؛ فكان لا بدّ من إغلاق تلك المدارس ومزيد من التضييق والتضييق.
تبخرت حينها دعاوي حقوق الطفل والحريات التي يتشدقون بها ليترك أطفال تلك المدرسة في منتصف العام الدراسي للمجهول وخاصة المحجبات فلا سبيل للالتحاق بالمدارس الحكومية التي تمنع اللباس الديني ولا يوجد مدارس خاصة أخرى تسمح به.
إنّ هذا الخناق الذي تفرضه فرنسا على المحجبات خصوصا وعلى المسلمين عموما بعد إعلان ماكرون حربه على الإسلام ليكشف النقاب عن حقائق جوهرية في هذا الصراع؛ أولها أنّ القيم الليبرالية التحررية لا يمكنها تصدير نفسها للمسلمين سوى بقوة الحديد والنار، وثانيها أنّ اندماج المسلمين المطلوب في الغرب هو دعوة لاتباع ملتهم وتقديس العلمانية والتخلي عن إسلامهم، وثالثها أنّ ثبات المسلمين في فرنسا على معتقداتهم وقناعاتهم رغم كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة ضدهم سيسجل هدفا في مرمى العلمانية وسيجعل الحرب تحمى وتستعر أكثر.
أيها المسلمون في فرنسا: إنّكم على ثغور الحق فإياكم أن تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله بإذن الله تفلحون.
وإلى المحجبات خصوصا نقول: ثبتكنّ الله، لعلّ التضييق عليكنّ سيزيد ويزيد فلا تنسين سبيل النجاة أبدا أخلصن لله توكلن عليه واعتصمن بالعروة الوثقى ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾ [الطلاق: 2]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي – ولاية تونس