- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الوصاية على الأوقاف في القدس أم تحرير القدس من نير الاحتلال؟!
الخبر:
بيت لحم - معا - قال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الخلاف حول أين تقع العاصمة في "صفقة القرن" لم يكن من الأساس خلافا فلسطينيا، لكن الأردن هي من أثارت ذلك وهو أمر مقبول".
وقال كوشنر في تصريحات لقناة العربية "لدينا خريطة وسيتم الإعلان عنها ليطلع عليها جميع الأطراف بدل من استخدام المفاهيم، وحاولنا أن نكون دقيقين لأن الكلام قد يحور".
وأضاف كوشنر: "الخطة من 80 صفحة بإمكان الجميع للاطلاع عليها".
وختم يقول: "منذ سنوات وهم يحاربون ويحاولون الحصول على دولة، الأن بات بالإمكان ذلك لأن المقترح على طاولة المفاوضات".
التعليق:
بغض النظر عن أن كوشنر هذا لا حق له أن يتحدث عن فلسطين، فإن التعليق لن يتركز على ذلك لأنه حقيقة لا تحتاج إلى توكيد، ففلسطين أرض إسلامية وليست ولاية من الولايات الأمريكية حتى يحق لكوشنر أن يخوض بمستقبلها، لكن تعليقي سيكون عن خطة ترامب التي يبين كوشنر أنها قائمة على أساس أوسلو مع بعض التغييرات. فاتفاقية أوسلو المشؤومة هي التي اعترفت ليهود بالقدس عاصمة لدولتهم المسخ، وهي التي حددت العيزرية عاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة. وبموافقة المنظمة على هذه الاتفاقية فما عاد لها الحق في الاعتراض على صفقة القرن، وإن كل ما تفعله السلطة الآن إنما هو مسرحية تتوسل بها خداع أهل فلسطين لعلها تتجنب غضبتهم، وما عرفت السلطة أن أهل فلسطين شبوا على الطوق، وما عاد الخب يخدعهم.
أما الأردن الشقيق الحنون فإن اعتراضه جاء على خلفية مصلحية ليس إلا؛ فالأردن صاحب الوصاية على الأوقاف الإسلامية والنصرانية في القدس وبخاصة الأقصى الشريف، وهذا منحه منزلة شرفية ودعما ماديا جعله يحرص على هذا الشرف والمنفعة وعدم التنازل عنها بسهولة.
وإذا عرف السبب بطل العجب. نعم فالعجب كل العجب أن يعترض الأردن على موقع العاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة في حين إن الأصل هو أن يعترض على أي تسوية للقضية الفلسطينية لا تعيد فلسطين للأمة الإسلامية لو كانت الغاية هي الدفاع عن الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى النبي الأمين. لكن هيهات هيهات أن يصدر من الأردن أو أي كيان من الكيانات القائمة في البلاد الإسلامية أي اعتراض على ما تقرره أمريكا الحاكم العام للعالم اليوم. فإذا سمعنا اعتراضاً فلا بد له من مبرر، والمبرر هو مصلحة مادية بالتأكيد، فلا شيء غير المصالح المادية ما يسمعنا أصوات الحكام والمتنفذين في عالمنا اليوم.
أما زمن "الرد ما ترى لا ما تسمع" فلن نعود لسماعه إلا بعودة أصحابه اللائقين به؛ إنهم الخلفاء الأعزاء بدينهم والأقوياء بربهم. وإن عودتهم بلا شك قريبة؛ فما عاد يسع المسلمين الصبر على حكامهم الأذلاء الخانعين، وما هي إلا أن نصدق الله حتى يصدقنا، حينها سنسمع صولة أسد الخلافة تعلن وفاة الحكم الجبري ومولد الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ولنر حينها إن كان ترامب سيربت على كتف بيبي حبا وحنانا، ولنر ممثلي دول الضرار إن كانوا سيتضاحكون في حضرة سماسرة أرض الإسراء والمعراج، وإن كان النظام في الأردن سيتباكى على الأقصى الشريف. ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة