الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مقاول الجيش!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مقاول الجيش!

 


الخبر:


داخل مكتب هادئ وخلفية متأرجحة بين جدار وبحر مدينة برشلونة الإسبانية، يجلس رجل أربعيني أمام كاميرا هاتفه المحمول ليسرد وقائع الفساد المالي لرئيس بلاده ولقادة الجيش فيها.


تتوالى مقاطع الفيديو التي يبثها محمد علي الذي يقدم نفسه بوصفه كاشفا لأسرار الفساد المالي للنظام الحالي، وذلك لكونه مقاولا مقرّبا عمل مع القوات المسلحة لأكثر من خمسة عشر عاما، ثم تعرض لقمع هذه القوات ولاستيلائها على كل أمواله السائلة، مما اضطره لترك البلاد.


ولقيت المقاطع المصورة التي وصل عددها حتى الآن إلى سبعة مقاطع، رواجا كبيرا بين رواد مواقع التواصل، فقفز عدد متابعي صفحة محمد علي الشخصية - قبل اختراقها من جانب السلطة كما قال صاحبها - من نحو ألفي متابع إلى 160 ألف متابع.
وتصدر وسم #محمد_علي و#محمد_علي_فضحهم و#ادعم_محمد_علي، على موقع تويتر لأكثر من خمسة أيام، كما تُحقق مقاطع الفيديو الخاصة به ملايين المشاهدات. (عن الجزيرة نت)


التعليق:


فسر رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري انشغال الرأي العام بفيديوهات محمد علي التي وصفها بالزلزال، بكونها تعدّ متنفسا لحاله المضغوطة تحت وطأة الفساد والفشل الاقتصادي والقبضة الأمنية للنظام، حسب قوله...


لا شك أن مقاطع الفيديو هذه أعادت إلى الواجهة الوضع المزري في أرض الكنانة، فمحمد علي خرج من داخل المنظومة العفنة ليقدم للناس شواهد حسية وأرقاما وأحداثا تفصيلية عن حقيقة نظام له جيش يسخّر الشعب ومقدراته وثرواته لخدمة منظومة إجرامية وشلة هرمية من المنتفعين والمقتاتين على ما ليس لهم.


وهنا لا بد من الوقوف عند مسألتين مهمتين:


الأولى أن ما قدمه محمد علي من معلومات عن النظام المصري وجيشه المقاول ورأس منظومة الفساد والإفساد ينسحب على كافة الأنظمة في بلاد المسلمين مع اختلاف الأشخاص والمناصب والمواقع في تلك الدول. ففي الملكيات وأشباهها تجد زمرة العائلة "المالكة" ويدور في فلكها شلة منتفعة من الوضع القائم، وفي الجمهوريات تجد عائلة "الرئاسة" ومن يدور في فلكها أيضا من المتنفذين يسطون على مقدرات الشعوب... الأسماء والمناصب تختلف ولكن الفعل واحد.


أما المسألة الثانية فهي أن حجم المتابعة والتفاعل مع هذه المقاطع ينبيك بأن الأمة تعي على فساد الواقع وفساد هذه المنظومة المتربعة في المراكز المتنفذة، وتدرك أنها أس بلائها، وهذا يتخطى حدود أرض الكنانة ليشمل كل بلاد المسلمين أيضا.


وفي المحصلة فإن خروج محمد علي - وإن كان لا يخلو من أسباب ومنافع شخصية - فإنه يضع الإصبع بشكل مباشر على أس البلاء في بلادنا عموما، وينبيك كذلك أن حبال الظلم والظالمين منقطعة مهما طال الزمن أو قصر، وأن وعي الأمة المتصاعد كفيل بأن يدفعها دفعا نحو تغيير هذا الواقع. ولئن خرج شريك في الفساد اليوم من تلك المنظومة ليفضحها، فإنه سيخرج من هو أنقى وأصفى ليهدمها على رؤوس أصحابها ويعيد الأمور إلى نصابها.


وفي الختام فإن دور حملة الدعوة هو استثمار هكذا أحداث لجعل الأمة تبصر معهم ما وراء الجدار أي ما يجب أن يكون عليه حالها وما يرضاه الله لها من عيش في ظل عدل الإسلام ونظامه وتشريعاته.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالجمعة, 13 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع