الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحكومة الانتقالية تخضع للشروط الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحكومة الانتقالية تخضع للشروط الأمريكية

 


الخبر:


في كلمة حفل وداع القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم ستيفن كوتسيس، قال محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: (إننا نتطلع إلى علاقات مع واشنطن مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة)، وشدد حميدتي على ضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية (للإرهاب)، حتى تتمكن الخرطوم من تحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي، مشيراً إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة، تكتسب أهمية خاصة ومتميزة، وتابع: (إن تطبيع علاقاتنا مع واشنطن هو أولى أولوياتنا بعد زوال العوائق بزوال النظام السابق). (الأناضول 2019/09/08م).


التعليق:


لقد سبق رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تصريحات حميدتي هذه، حيث ربط حل جميع مشاكل السودان برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، قال حمدوك: (إنه إذا لم يتم التوصل لتفاهمات من أجل إزالة اسم السودان من قوائم العقوبات الأمريكية فلن يتغير أي شيء في البلاد على المستوى السياسي أو الاقتصادي)، الأناضول 2019/9/3م. إن هذا الكلام لا يفهم منه غير شيء واحد، وهو: يا أهل السودان إما أن تخضعوا للسياسة الأمريكية، وتستجيبوا لما تمليه عليكم من شروط، وإما أن تظلوا على هذه الحال من عدم استقرار سياسي، وغلاء طاحن، وضنك في المعيشة...


إن أمريكا ظلت تراوغ النظام السابق وتزيد له شروطاً تلو الشروط مظنة رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، حتى جثى السودان على ركبتيه، فماذا تريد أمريكا من الحكومة الحالية إذن؟ استبعد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية رفع اسم السودان من ضمن الدول الراعية للإرهاب، في الوقت الحالي، رغم التوصل لاتفاق بين المجلس العسكري وقوى التغيير، وقال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد هيل، خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم (إن الولايات المتحدة لا تزال بحاجة لتسوية قضايا قائمة منذ وقت طويل مع السودان، قبل أن تفكر في رفعه من قائمتها للدول الراعية للإرهاب)، وقد فصل هيل في هذه الشروط، حيث قال: (إن هذه القضايا تشمل حقوق الإنسان، والحريات الدينية، وجهود مكافحة الإرهاب، إلى جانب تعزيز السلام الداخلي، والاستقرار السياسي، والانتعاش الاقتصادي بالسودان)، فلماذا تهرول إلى تحسين علاقاتها مع أمريكا وجعلها أولى أولوياتها، بل جعلت منها الشرط الأساس لمعالجة جميع مشاكلها؟!! إن أمريكا تريد أن تضع كلتا يديها على السودان، بحيث تستمر سياسة السودان الداخلية والخارجية تحت إمرتها وحدها.


أن يدار اقتصاد السودان بالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة، وأن يتم السلام وفق شروطها - وهي التي فصلت جنوب السودان - وأن تتعهد الحكومة بمحاربة الإسلام باسم الإرهاب، هل بعد كل هذا سترضى عنا أمريكا؟! كلا ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾. إن الخروج من هذه الحياة الضنكا ليس بالهرولة والسعي لإرضاء أمريكا، وإلا فإن حكومة الإنقاذ قد نفذت كل ما طلبته أمريكا وفي نهاية الأمر لفظتها كما يلفظ النوى، إن الخروج من هذا الضنك يمثل في آية واحدة من كتاب الله سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، إن سبب الضنك والفقر والعوز هو الإعراض عن ذكر الله، وإن اتباع ذكره من شأنه أن يرفع الضنك، ويحيا الناس حياة كريمة في ظل أحكام الإسلام، ثم يوم القيامة يدخلون جنة عرضها السماوات والأرض.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور

آخر تعديل علىالجمعة, 13 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع