- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى رئيس المفوضية الأوروبية:
"شباب تونس يعمل على القطع مع الاستعمار لا التمديد فيه"
الخبر:
اختتم جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، زيارته إلى تونس، والتي امتدت على مدى يومين 24 و25 تشرين الأول/أكتوبر 2018، اختتم زيارته بجلسة نقاش مع مجموعة من شباب (المجتمع) المدني التونسي، وتمحور اللقاء حول "الديمقراطية التونسية الشابة بحاجة إلى شبابها"، وكان شعار الملتقى "لنذهب أبعد معاً". (الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي)
التعليق:
إن دول الغرب اليوم، لم يعد لها من الزاد الفكري والثقافي ما تروج له وما تعمل لترسيخه لدى شباب الأمة، سوى فكرة الديمقراطية الخبيثة التي أعلنت فشلها وعقم معالجاتها لمشاكل الناس في عقر دارها، وما تلك الإحصائيات الكارثية على مستوى المجتمعات والأزمات الاقتصادية المالية العالمية المتتالية إلاّ خير دليل.
ومع ذلك، فإن من يزعُمون حكم البلاد، لا ترى أعينهم سوى هذه البضاعة المُنتهية الصلاحية المستوردة من الغرب المستعمر كمنهاج لتسيير البلاد وحكم العباد رغم ما ذقناه من جرّائها من ويلات ومن تبعيّة مذلّة مخزية.
وها قد بان أن الاتحاد الأوروبي قد وصلته رسالة شباب تونس من خلال عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة، ومن خلال عزوفهم عن الانخراط في الوسط السياسي العلماني المتعفن، ومن خلال حقدهم على أغلب أحزاب ونواب السفارات الاستعمارية. فتراه اليوم، أي الاتحاد الأوروبي، يعمل ليلا نهارا لاستقطاب ما أمكن له ذلك من الشباب من خلال بعض الشعارات الرنانة الخاوية المناهضة لعقيدة الأمة ولمبدأ الإسلام، ومن خلال بعض جمعيات المجتمع المدني المخترَقة المموّلة منه، علّه يظفر بقادة وزعماء جُدد يعوّل عليهم على غرار من مكّنوا له وثبّتوا مصالحه في الماضي القريب من وكلاء وعملاء خانوا البلاد ونهبوا الثروات.
وهنا نبشّر الاتحاد الأوروبي، أن الشباب الذي ثار على الطاغية بن علي والذي نادى بتغيير النظام والذي قام بحراك "وينو البترول" والذي نادى بقلع الاستعمار والذي ما فتئ كل يوم يلعن الحكام وعبثهم السياسي، هذا الشباب من الصعب أن يذهب أبعد مع الاتحاد الأوروبي ومع سياسات الاتحاد الأوروبي الاستعمارية وعلى رأسها اتفاقية التبادل المعمق والشامل ومع الأفكار التي ينادي بها الاتحاد الأوروبي كالمثلية الجنسية ومحاددة الأحكام الشرعية القطعية.
هذا الشباب يبحث عن فكرة أعمق من ذلك، وعن دولة أسمى وأرقى من هذه الدول الكرتونية المرتهنة للمؤسسات المالية العالمية الناهبة، هذا الشباب اكتسب من الفهم السياسي ما يخوّله التمييز بين مشروع التحرر من براثن العلمانية الليبرالية ومشروع الاستعمار الغربي الذي يعمل على كبت إبداع الأمة من خلال سلبها لثرواتها التشريعية والبشرية والباطنية...
صحيح أن تعبيرات هذا الشباب لم تتضح وتتبلور بعد في شكل مشروع مبدئي قائم على العقيدة الإسلامية ولكنها في طور التشكّل وفي طور البناء. فلا الدولة الديمقراطية بنظامها الرأسمالي المتوحش لبّت طموح هذا الشباب، بل بالعكس رمت به في أعماق البحار وجعلته لقمة سهلة لعصابات المخدرات والقمار والفساد، ولا الدولة المدنية عكست أفكاره وقناعاته ومفاهيمه في صلب الحياة.
هذا الشباب لن يجد ضالته إلا في دولة تقوم على أساس العقيدة الإسلامية، دولة تقطع دابر المستعمر الناهب لثروات الأمة، دولة تدفع بالشباب نحو الإبداع والرقي والتطور العلمي، دولة تضمن لرعاياها كرامة العيش، دولة العدل والقانون، دولة الخلافة على منهاج النبوة...
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ممدوح بوعزيز
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس