- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد هارون وحميدتي وصراع أولاد المدارس!
الخبر:
أوردت وسائل الإعلام المحلية خبر هجوم قائد قوات الدعم السريع في السودان المدعو حميدتي على والي ولاية شمال كردفان أحمد هارون متهما إياه بأنه أول من شوه صورة قوات الدعم السريع في الأذهان، مضيفا بأن هارون مكانه السجن وليس الولاية.
التعليق:
محمد حمدان دلقو هو الفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع في السودان. الدعم السريع هذا هو ما يطلق عليه الجنجويد بعد محاولة إجراء عمليات تجميل فاشلة من قبل نظام عمر البشير. فما زال أهالي دارفور يطلقون الجنجويد على هذه القوات. قوات عصبها وقادتها من قبيلة الرزيقات العربية في غرب السودان كما اعترف قائدهم في لقاء مباشر متلفز. حقيقة هذه القوات أنهم مرتزقة سلطهم البشير على الحركة المتمردة في دارفور مستغلا النعرة القبيلة العنصرية التي أذكى نظامه أوراها بين مسلمي غرب السودان في 2003 إبان اندلاع الصراع المسلح هناك. حميدتي وقواته تم تنظيم وجودهم دستوريا من قبل برلمان الحركة الإسلامية في الخرطوم، ووضع لهم قانونا سمي بقانون الدعم السريع في كانون الثاني/يناير 2017، جعلها مرتبطة برئيس الجمهورية وتعمل تحت إمرته، وله وحده حق تعيين قائدها. هذا الوضع غير الطبيعي هو ما جعل حميدتي، غير المتعلم، غير المدرب عسكريا في كلية حربية يتطاول على الجيش وقدراته، وعلى وزير الداخلية الأسبق الفريق عصمت، والآن على والي شمال كردفان أحمد هارون. بدلا من أن يعيد البشير التفكير في هذه القوات فيسرّحها ليعيد للمؤسسة العسكرية العريقة احترامها ومكانتها سعى الرئيس الهمام في حركة طفولية للجمع بين الرجلين في لقاء مصالحة أشبه ما يكون بفعل مدير مدرسة في الجمع بين طالبين مشاغبين يتشاجران في الفصل في مدرسة ابتدائية، منهيا صراعا بين ما يفترض أنه صراع مؤسسات دولة بتأكيد الرجلين أن ما حدث سحابة صيف وعدّت، هكذا بكل صفاقة وبلاهة!!
تخلص البشير من رجالات الحركة الإسلامية الأقوياء الواحد تلو الآخر حتى خلت له الساحة تماما، فأصبح هو الآمر الناهي في الخرطوم لا ينافسه أحد، وزين له الشيطان إنشاء قوات الدعم السريع هذه ضاربا بها الجيش السوداني وحاميا بها حكما معوجة قوائمه، حاله كحال الراعي يربي ذئبا بين أغنام سرعان ما يفترسها! قوات الدعم السريع (الجنجويد) لا ضابط لها: دينيا، وأخلاقيا ومهنيا، فهي مجموعة من شذاذ الآفاق جمعوا على عجل في غفلة من تاريخ أمة الإسلام في السودان، نُفخوا نفخا وأُعطوا سلاحا فتاكا يعيثوا به فسادا في الأرض شرقا وغربا، وقد أدخلهم البشير للخرطوم حماية لعرشه وتخويفا لمن تسول له نفسه شق عصا الطاعة ممن بقي حوله من رجالات الحركة الإسلامية. وجودها في قلب الخرطوم قد يصعب عملية التغيير ويجعلها باهظة الثمن، ولكن تميزها بعدم المهنية وافتقار قادتها لفهم وفكر يسهلان القدرة على شل حركتها لو تم قطع التواصل بينها وبين من يلقنها ما تفعل وكيف وإلى أين تتحرك.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحمي أهلنا من شرها وأن يعجل بنصره الموعود بإقامة حكمه في الأرض.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي