- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دعاة على أبواب السلطان
الخبر:
وسائل الإعلام ومنها موقع جريدة السفير يوم الأربعاء 2018/4/24: وصف رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة خلال حفل عشاء أقيم لمرشحي تيار المستقبل السبت 2018/4/21 "كل من لا ينتخب لائحة المستقبل في عكار بالخونة للدين والوطن والطائفة.. وختم كلامه مسقطا دلالة الآية الشريفة: ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾ على مرشح المستقبل طارق المرعبي فقال: "هذا الطارق (المرعبي) ابن تلك السماء طلال المرعبي".
التعليق:
عشية انتخابات المجلس النيابي اللبناني، ازداد التنافس بين الكتل والمرشحين بشكل كبير، ولم يكن بين الكتل ولا بين المرشحين من يطرح برنامجا انتخابيا إسلاميا يرضي الله تعالى يستند إلى الكتاب والسنة الشريفة، وكان لافتاً اعتمادُ المرشحين على المشايخ والعمائم بكافة أشكالها وألوانها للترويج لأنفسهم، وللأسف فقد وقف الكثير من المشايخ مع الكتل والمرشحين بكافة فئاتهم، وراحوا يروجون للمرشحين ويطالبون الناس بانتخابهم، ووصل الأمر ببعضهم لتحويل منابر المساجد لهذا الترويج، ويسقطون الآيات والأحاديث على غير وجهها. وينتشر على وسائل التواصل قول بعض المرشحين "سعر الشيخ 500 دولار"! هؤلاء الذين تعلموا العلم وسخروه للترويج للعصاة، بأي وجه سيلاقون الله تعالى، وكيف يجيزون لأنفسهم إسقاط معاني الآيات على الظالمين طلبا لمنصب أو لمال...؟! وحين يحتج بعض الناس عليهم يتهمونهم بالجهل والداعشية كما حدث مع رئيس دائرة أوقاف عكار، إذ رد على المعترضين على وصفه للمرشح العلماني طارق مرعبي ولوالده النائب السابق بقول الله تعالى ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾ ووصف الوالد بالسماء والابن بالطارق، فقال "كثير من العلماء أجازوا الاقتباس من القرآن في كلامهم وهذا من البلاغة"!، ونسي الشيخ المعمم الساعي لرضا السلطة عسى أن يرفعوا منصبه لمفتي عكار، نسي أن هؤلاء يسقط عليهم النصوص التي تحرم التشريع من دون الله كقوله تعالى ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ﴾ وقوله تعالى ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾ وقوله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ﴾ وقوله تعالى ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ فبدل أن يذكرهم بوجوب طاعة الله ورسوله وحرمة التشريع من دون الله والحكم بغير ما أنزل الله نراه يثني عليهم ويسقط عليهم آيات قرآنية زورا وبهتانا!!
ثم نقول للمشايخ وطلاب العلم الذين يروجون للمرشحين العلمانيين ويتصدرون مجالسهم والمهرجانات الانتخابية، ألم تعلموا أنكم مسؤولون أمام الله، وعليكم تبيان الحق للناس؟ ألم تعلموا أن فتنة القرب من السلطان الجائر ومداهنته في ظلمه مشاركة له في الظلم؟ ألم تعلموا أن مدح السلطان الجائر فيه نفاق ظاهر؟ أين أنتم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام «تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ ثُمَّ اعْمَلُوا بِهِ، فَوَاللَّهِ لا تُؤْجَرُوا حَتَّى تَعْمَلُوا بِهِ»؟ رحم الله علماء السلف الذين لم يداهنوا الظالمين ولم ينافقوا على المسلمين، ووقفوا مواقف ربانية بوجه السلاطين الجائرين وشهدت لهم الأمة بذلك، وعملوا بما علمهم الله فانتفعوا بعلمهم ونفعوا به، ولم يكونوا كإبليس يعلم ولكنه لم ينتفع بعلمه بطاعة الله!
نسأل الله أن يصلح أحوال مشايخ وعلماء المسلمين وأن يهديهم للعمل بما علمهم الله ابتغاء مرضاته، وأن يصلح أحوالنا وأحوال الأمة، وأن يجعلنا ممن يعمل لتحكيم شرعه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ الدكتور محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
وسائط
1 تعليق
-
لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم أصلح شأن الأمة