- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نظام آل سعود يدلل على الابتزاز الأمريكي
الخبر:
صرح وزير خارجية السعودية عادل الجبير يوم 2018/4/25 (العربية) أن "على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات الأمريكية في سوريا، ويجب عليها أن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك، وذلك قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي الحماية الأمريكية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية على أراضيها.. ولو قامت أمريكا بسحب الحماية الأمريكية المتمثلة بالقاعدة العسكرية من قطر فإن النظام سيسقط هناك خلال أقل من أسبوع". وذلك بعدما طلب ترامب يوم 2018/4/24 من دول الخليج إرسال قوات إلى سوريا ودفع ثمن الحماية الأمريكية. وقال ترامب "هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا، عليهم دفع ثمن لذلك" في إشارة إلى دول الخليج كلها.
التعليق:
لقد حاول عادل الجبير وزير خارجية آل سعود أن يرمي الكرة في مرمى قطر ليغطي على خيانات آل سعود والذي أعلن أنه سيدفع لأمريكا 460 مليار دولار. علما أن ترامب قال أثناء الحملة الانتخابية عام 2016 "لولانا لما وجدت السعودية وما كان لها أن تبقى". وقال ترامب "دفعنا 7 ترليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط، وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك". علما أن أمريكا دفعت هذه الترليونات في حروبها الاستعمارية التي شنتها على البلاد الإسلامية لتهيمن عليها ولتسرق ثرواتها ولتمنع عودة الإسلام إلى الحكم فيها، فعندما لم تحصل على رأسمالها الذي دفعته عمدت إلى الابتزاز بصورة مباشرة. فأنفقت الأموال فكانت حسرة عليها فتريد أن تردها، وقد خرّبت البلاد ومزقتها وقتلت وشردت الملايين فمن يدفع ثمن ذلك؟ فلو كان لدى النظام السعودي أو غيره أية كرامة لقال ذلك لأمريكا، فعليها أن تدفع 7 ترليونات أخرى تعويضا عن الخراب الذي أحدثته والضحايا الذين أزهقت أرواحهم.
إن النظام السعودي بجانب أنه أظهر الذل والمهانة خلال عشر سنوات فقد أصبح دلالا وسمسارا للذل والمهانة حتى يدفع الجميع لأمريكا، فلا يبقى الذليل الوحيد والمهان، فليكن الكل سواء في الذل والمهانة تطبيقا للقول "ودت الزانية لو أن كل النساء زواني". فيريد وزير خارجية آل سعود أن يقول ليس نظامنا فقط الذي يُذل ويدفع فعلى الدول الخليجية الأخرى وهي ذليلة ومهانة ومثلنا فعليها أن تدفع وإلا لا تبقى حسب مبدأ ترامب الذي يعتمد على الابتزاز والإذلال والإهانة للآخرين ويتعمده مباشرة، فملخصه ادفع مهانا لتبقى! فعندما طلب ابن سلمان بقاء القوات الأمريكية في سوريا أجاب ترامب: "حسنا إذا كانت السعودية ترغب ببقائنا في سوريا فيجب عليها دفع تكاليف ذلك".
قد علم المسلمون علم اليقين أنه لا خير في هؤلاء الحكام كلهم وقد خبروهم وجرّبوهم لعشرات السنين وذاقوا الأمرين منهم وهم يطبقون السياسات الاستعمارية، وكان حزب التحرير يكشف ولكن الناس لم يكونوا ليصدقوا لأن تصريحات الأمريكان والغربيين لم تكن صريحة، وكان الحكام يغطون ذلهم ومهانتهم بالعنتريات الكاذبة فيخدعون السذج من الناس. ولكن الآن أصبحت أمريكا تكشف سياستها علنا وكذلك الدول الغربية تخرج ملفات قديمة تكشف فيها كيف تعامل الحكام معها وخانوا شعوبهم سواء آل سعود أو غيرهم من حكام البلاد الإسلامية وأنظمتهم. وأمريكا أنفقت الأموال ولكنها خسرت، وسوف تخسر كل شيء، فلتعد إلى ما وراء الأطلسي وتتمتع بترليوناتها أفضل لها. وإلا ستنفق أكثر على حروبها ولن تجني شيئا ومن ثم ستُغلب، لأن الأمة الإسلامية قد صحت ودب فيها الوعي وهو يزداد يوما بعد يوم وهي تخوض صراعا مع كل الدول الاستعمارية والطامعة وعملائهم في المنطقة والأنظمة الفاسدة التي أقامتها بعدما هدمت الخلافة العثمانية الإسلامية عام 1924م، والتي ستعود خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله. وصدق الله العظيم عندما قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور