- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هيستيريا البيتكوين
الخبر:
تجاوزت قيمة عملة بيتكوين الإلكترونية 17 ألف دولار، في صعود قياسي جديد. وكانت قيمة العملة أقل من ألف دولار في مطلع العام الجاري، لكنها استمرت في الصعود الكبير (بي بي سي العربية)
التعليق:
رغم أن العملة الإلكترونية هي مجرد أرقام في الواقع الافتراضي، وبالرغم من أنها لا تستند إلى الذهب ولا إلى أي شيء مادي، وبالرغم من أنه لا يتم إصدارها من أي بنك مركزي ولا من شركة خاصة ولا تقف وراءها أي دولة بل حتى البنوك العالمية ما زالت ترفض التعامل بها... بالرغم من كل ذلك ارتفع سعرها بشكل جنوني بداية شهر كانون الأول/ديسمبر 2017 وهذا أمر يحتاج للوقوف عنده.
لن أتعرض هنا للواقع الشرعي بخصوص بيع وشراء العملة الإلكترونية، فقد سبق وقام البعض بتبيان حرمتها، لكن التعليق يتمحور حول قدرة وكيفية تلاعب الرأسماليين في الأسعار وجني الربح السريع من عامة الناس.
لقد كان سعر البيتكوين الواحد بداية هذا الشهر حوالي 10 آلاف دولار ووصل سعرها في 7 أيام إلى 17 ألف دولار، أي ارتفع بنسبة 70 بالمئة، ثم هبط السعر في أقل من 12 ساعة إلى 13.5 ألف دولار أي هبط 3.5 ألف دولار البيتكوين الواحدة. بمجرد قراءة الأرقام وفهم واقع البيتكوين نرى أنها أصبحت وسيلة من وسائل الربح السريع لمن معه كميات ضخمة من المال. فعملية صعودها وهبوطها تشبه تماما أسهم البورصة التي تخضع للمضاربة.
إن الكتل المالية الضخمة، وليس مبدأ العرض والطلب كما يسوقون، هي الوحيدة التي تستطيع أن ترفع الأسعار بهذا الشكل السريع. فالذي اشترى على سعر العشرة آلاف وقام بعملية المضاربة ورفع الأسعار وبقي يشتري ثم باع بالسعر العالي (17ألف) ليهبط السعر 3.5 آلاف دولار هو الذي استفاد بنسبة 70 بالمئة في أسبوع واحد. فلقد تم الإعلان نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر بأن هناك المئات من صناديق التحوط بدأت تستثمر في العملة الإلكترونية مما يكشف مصدر الكتل المالية الضخمة. والمرجح أن تتكرر عملية "النصب" هذه مرات ومرات.
مع أن الناشطين الذين يدعمون عملة البيتكوين قالوا إنهم في اختراعهم هذا يريدون ضرب نظام النقد الدولي وهيمنة الدولار والبنوك المركزية وسياسة محاصرة الدول من خلال النقد وما شاكل، إلا أن النظام الرأسمالي جعل من البيتكوين فقاعة مالية يفرض من خلالها قاعدته التي تنص على حصر الأموال بيد فئة قليلة من الرأسماليين الكبار، وهذا عن طريق المضاربة.
إن هزيمة الرأسمالية لا تكون إلا عبر قطعها من الأسفل، أي عبر ضرب فكرتها الأساسية وإزالتها من العقل الغربي، وهذا لا يتم إلا حين يرى العالم طريقة عيش أخرى لا خبث ولا نصب ولا خداع فيها، بل طريقة عيش ارتضاها الله لخلقه يعيش الناس في ظلها آمنين، لا يكون همهم الكسب السريع والرزق المريح بل يعيشون مطمئنين لمستقبلهم في ظل نظام عادل يؤمن لهم المأكل والمشرب والمسكن والطبابة والعلم ليكون هَمُّ الإنسان الوحيد هو أن يرضى الله عنه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد اللطيف داعوق
نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان
وسائط
2 تعليقات
-
إن هزيمة الرأسمالية لا تكون إلا عبر قطعها من جذورها الفكرية
-
جزاكم الله خير الجزاء