- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
كوريا الشمالية تتحدى
صاروخ اليابان أول خطوة في عملية عسكرية في المحيط الهادي
الخبر:
نقلاً عن بي بي سي 2017/8/30 - ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على إطلاق الصاروخ الباليستي المتوسط المدى هواسونج-12. واعتبر كيم التجربة خطوة أولى لعملية عسكرية ضد "الاحتلال" الأمريكي في المحيط الهادي. وهي المرة الأولى التي تعترف فيها الوكالة الرسمية بتعمد إطلاق صاروخ نحو اليابان. ونقلت الوكالة عن كيم قوله إن "التدريب الحالي لإطلاق صاروخ باليستي مثّل حربا حقيقية وهو الخطوة الأولى من العملية العسكرية للجيش الشعبي الكوري - في إشارة للجيش الكوري الشمالي في المحيط الهادئ - ومقدمة جادة لاحتواء غوام".
وهددت بيونغ يانغ هذا الشهر بإطلاق 4 صواريخ من طراز هواسونج-12 في البحر قرب منطقة غوام الأمريكية.
وأطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء صاروخًا باليستيا جديدا مر على شمال اليابان قبل أن يسقط في المحيط.
وندد مجلس الأمن بالإجماع بالخطوة، وطالب بيونغ يانغ بالكف عن إطلاق مزيد من الصواريخ والتخلي عن أسلحتها وبرامجها النووية، لكن البيان، الذي صاغته أمريكا وجرت الموافقة عليه بالإجماع، لا يهدد بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية.
التعليق:
دولة صغيرة بحجم كوريا الشمالية تتحدى أعتى قوة في العالم "أمريكا"، تلاطفها أمريكا أحياناً بأنها لا تسعى لتغيير نظامها، ويصف رئيسها ترامب رئيس كوريا الشمالية بأنه "ذكي"، كل ذلك من باب الغزل على أمل أن تتوقف كوريا الشمالية عن تحدي أمريكا، إلا أن هذه الدولة التي تمتلك إرادة صلبة ورغم فقرها وصغرها تستمر في إدارة ظهرها لكل بوادر الغزل من أمريكا، لدرجة صار فيها الرئيس الأمريكي محرجاً للغاية.
فخيار الحرب ليس سهلاً لأمريكا لأن كوريا الشمالية تعتبر أسلحتها وصواريخها وبرنامجها النووي حصنها الحصين ضد التهديدات الأمريكية، وترفض حتى الآن التفاوض حول برامجها النووية والصاروخية وتستمر في تطويرها، فتهدد بضرب الجزر الأمريكية في المحيط الهادئ كجزيرة غوام حيث قاعدة أندرسون العسكرية الأمريكية، إلى التهديد بأن ذراعها الصاروخية يمكنها أن تطال الأراضي الأمريكية نفسها.
وبهذا فإن كوريا الشمالية يمكن أن تصلح كنموذج للدول التي تريد الصعود، فالقوة الداخلية هي الحصن الحصين ضد البلطجة الأمريكية، وأمريكا وكذلك بقية الدول الكبرى تخشى من الخسائر، وهي تخوض الحروب التي يكون فيها الخصم ضعيفاً كالعراق الذي أنهكته سنوات الحصار، وأفغانستان الضعيفة، ولا تجرؤ أمريكا على خوض حروب إذا ترجح لديها أن تتكبد خسائر معتبرة على الرغم من ثقتها بالنصر النهائي، إلا أنها لا تحتمل الخسائر، فإذا كانت أمريكا يمكنها تدمير كوريا الشمالية بالكامل إلا أنها لا تحتمل أن يصاحب ذلك تدمير مدينة أمريكية واحدة.
وهكذا فإن أمريكا التي تعربد في المنطقة الإسلامية، فتقصف بسبب أو بدون سبب، بل ومن طائرات تنطلق من المنطقة نفسها، لا يمكنها خوض الحرب حالياً مع كوريا الشمالية لأنها قد بنت ترسانة معتبرة يمكنها أن تخيف أمريكا.
وفي البلاد الإسلامية فإن كل الحكام عاجزون عن تشكيل أي خطر على أمريكا، ناهيك عن حقيقة أنهم عملاء لها أو لأوروبا، فهم لا يكترثون أصلاً بمصالح بلادهم ودينهم، فأقصى همهم هو الحفاظ على عروشهم فقط، ولأجل ذلك يتعاونون مع أمريكا ضد شعوبهم، ولا تنتظر الأمة من هؤلاء أي موقف يشفي صدور قوم مؤمنين.
ولا يعقد الأمل في رد الغطرسة الأمريكية إلا على حاكم قادم يحكم الأمة بشرع الله، ويبني خلافتها، ويسير باتجاه الصعود وبناء القوة الذاتية، وعندها فقط يتم رد البلطجة الأمريكية عن المنطقة الإسلامية، فتطوى صفحة هذا التاريخ الأسود من الحكم الجبري الخانع لأمريكا، ويطرد نفوذها من ديار الإسلام، بل ويتم ملاحقتها إلى عقر دارها، إن شاء الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم