إلـــى أهـلــنا في تـــونـــس

 

 أيّها الأهل الكرام:

 

نخاطبكم اليوم وقد مرّت 5 سنوات على ثورتكم على الظّلم والفساد

 

نخاطبكم اليوم ومحترفو السياسة في بلدنا توافقوا على تسليم البلاد للكافر المستعمر باتّفاقيّات خيانيّة أسوأ من اتّفاقيّة الحماية التي وقّعها باي تونس في 1881.

 

-         فقد تواطؤوا على إبعاد الإسلام من التّشريع والسّياسة.

 

-         ووضعوا دستورا مناقضا لعقيدتنا بإشراف الاتّحاد الأوروبي ونوح فلدمان اليهودي الأمريكي.

 

-         وسلّموا الاقتصاد إلى صندوق النّقد الدّولي يسيّره كيف يشاء.

 

-         وتركوا ثروة البلاد (ملح، بترول، غاز...) للشّركات الاستعماريّة تستأثر بها من دون أهل البلاد الذين يعانون الفقر والبطالة وغلاء المعيشة، وزعموا أنّ تونس لا ثروة فيها.

 

-         سلّموا أمن تونس لبريطانيا باتّفاقيّة، تجعل بريطانيا (وبتمويل من الاتّحاد الأوروبيّ) هي المتحكّم في أهمّ أجهزتنا الأمنيّة تدريبا وتكوينا وتشريعا...

 

-         يريدون تسليم قطعة من بلدنا الإسلامي العزيز لأمريكا عدوّتنا وعدوّة المسلمين الأولى.

 

-         يعملون للتّمهيد لبريطانيا وفرنسا (التّدخّل العسكريّ) لاحتلال ليبيا

 

-         أعادوا العلاقات مع سفّاح الشّام رغم قتله لإخواننا في كلّ أنحاء الشّام وها هو اليوم يحاصر النّساء والشّيوخ والأطفال في "مضايا" ليموتوا جوعا.

 

-         صمتوا صمت القبور عمّا يفعله كيان يهود بالمسجد الأقصى مسرى نبيّنا e، وعن قتله لأبنائنا كلّ يوم، بل إنّ هذه الحكومة كشفت نواياها تجاه كيان يهود المجرم بأن عيّنت على رأس الدّيبلوماسيّة وزيرا صديقا ليهود، فهل سيناصر الجهيناوي شبابنا في فلسطين؟ أم الأطفال والنّساء في مضايا؟ قطعا لا. لأنّه لا يحسن إلا الانبطاح ليهود ولم يتعلّم إلا تنفيذ أوامر بريطانيا (منذ أن كان سفيرا لتونس في لندن).

 

أيّها الأهل الكرام في تونس أيّها المسلمون:

 

ليس خطابنا لكم اليوم لنُعلمكم بما لا تعلمون فقد بانت لكم دخائل هاته الحكومة وخيانتها وتفريطها.

 

وما خاطبناكم اليوم لنبكي ونبكيكم. وإنّما خاطبناكم اليوم لنذكّركم بأمرين اثنين:

 

-         بأنّكم مسلمون وأنّكم يوم وقفتم وقفة رجل واحد تصدّعت أركان بن علي وانهارت.

 

-         بأنّكم أحفاد رجال رجال، لمّا رأوا الباي سنة 1881 يُسلّم البلاد لفرنسا، تبرّأوا منه وخلعوا طاعته وأعلنوا عصيانه، وأعلنوا ولاءهم لله ولرسوله وللمؤمنين، في رسالة عزّ وشرف أرسلوها (من صفاقس) سنة 1882 إلى خليفة المسلمين (السلطان عبد الحميد الثّاني).

 

فهل ترضون أن تُسلّم بلادكم للمستعمر وأنتم تنظرون؟

 

أترضون أن تذهب ثورتكم سدى بعد كلّ التّضحيات وبعد كلّ الدّماء الزكيّة التي سُفكت؟

 

أتطيعون من خذلكم ويريد إهدار ثورتكم؟ وتنسون دينكم وإسلامكم وربّكم؟

 

• نخاطبكم اليوم لنقول لكم:

إنّنا في حزب التّحرير قد عاهدنا الله ورسوله على أن نصل ليلنا بنهارنا لنمنع تسليم البلاد لأعدائها. وأنّنا لن نستكين أو نهدأ حتّى نُقيم شرع ربّنا في ظل خلافة راشدة على منهاج النّبوّة.

• نخاطبكم اليوم لنطلب منكم:

 

-         أن تُعلنوا معنا البراءة أمام الله، من النظام العلماني الحاكم وما انبثق عنه من حكومات العجز والخيانة.

 

-         أنْ تجدّدوا العزم معنا متوكّلين على الله لنقف جميعا وقفة رجل واحد ونأخذ على يد الظّالمين الذين يريدون بيعنا وبيع بلادنا للعدوّ الكافر المستعمر.

 

-         أن تقفوا معنا صفّا واحدا لا نرضى عن الإسلام بديلا. لأنّ التغيير الحقيقيّ لا يكون بتغيير الأشخاص وإنّما بتغيير الأنظمة الوضعيّة العاجزة الفاسدة وجعل الإسلام موضع التّنفيذ المباشر في دولة أمرنا الله سبحانه أن نقيمها فرضا لازما ووعدنا أن ينصرنا (إن صدق العزم منّا) وعدا لا يتخلّف.

 

ومن هذا المكان الطّاهر ومن هذا الجوار الطّيّب: نتوجّه إلى أهل القوّة والمنعة في بلادنا ومنهم جيشنا وضبّاطنا المخلصون لدينهم وبلدهم وأمّتهم ونذكّرهم:

 

-         أنّ بن علي وجبروته تهاوت في لحظات حين عصى بعض منكم أوامره بقتل الناس وانضموا إلى النّاس وحموهم.

-         أنّ المستعمرين لم يستطيعوا دخول بلادنا إلا عن طريق الضعفاء والعملاء ومحترفي السياسة.

 

-         أنّ البلاد التي تُنتهك هي بلادهم وأنّ الأرض التي يريد محترفو السياسة تسليمها لأمريكا هي أرضهم

 

-         وأنّ أهل البلاد الذين يُفقّرون ويتحكّم فيهم المستعمر هم أهلهم وذويهم.

 

نتوجّه إلى أهل القوّة من الضبّاط والجنود:

 

أن قفوا مع أهلكم وانصروهم ولا تطيعوا فيهم هاته الحكومات التي انكشف للجميع مقدار عجزها وضعفها وتسليمها للمستعمرين.

 

أن كونوا معنا لنقيم شرع ربّنا خلافة راشدة على منهاج النّبوّة، التي فرضها ربّنا علينا ووعدنا وعدا صادقا لن يتخلّف أن ينصرنا.

  

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾