- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
الاستراتيجية الأمريكية وحل الدولتين
السؤال:
نعلم أن الاستراتيجية الأمريكية المتعلقة بتثبيت كيان يهود في قلب البلاد الإسلامية في غالب الوقت كانت تقوم على حل الدولتين.. ولكن في عهد ترامب بدأ التراجع عنها أو على الأقل السكوت عنها ما جعلها محل تساؤل.. فمثلاً قال ترامب (عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط أجد إسرائيل بقعة صغيرة جدا. في الحقيقة قلت هل من طريقة للحصول على المساحات؟ إنها صغيرة جدا... سكاي نيوز، 19/8/2024) فهل يعني ذلك أن مشروع أمريكا لحلّ الدولتين قد مات وانتهى أمره أم أنه باق؟ وشكراً.
الجواب:
لكي يتضح الجواب نستعرض الأمور التالية:
1- في العام 1959 وفي نهاية حكم أيزنهاور تبنت أمريكا مشروعها بحل الدولتين ويمكن تلخيصه في (دعم كيان يهود والمحافظة عليه وإقامة كيان للفلسطينيين بجانبه..) ثم إن عملاءها في المنطقة وأبرزهم النظام المصري بدأوا بالعمل على تنفيذ المشروع، ومن أجل ذلك أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية. إلا أن بريطانيا عن طريق النظام الأردني عارضت المشروع بقوة، وقد تبنت للحكم في فلسطين مشروع الدولة الفلسطينية العلمانية التي يهيمن عليها اليهود على غرار دولة لبنان العلمانية التي يتحكم فيها النصارى.
2- وهذا كله يوم كانت الضفة الغربية تحت حكم الأردن، وغزة تحت حكم مصر، ولكن عندما وقعت الضفة الغربية وغزة بجانب سيناء وهضبة الجولان تحت سيطرة كيان يهود بحرب مسرحية في حزيران 1967 لم يعد الحديث منصبا على إقامة الدولة الفلسطينية، وإنما على انسحاب كيان يهود من هذه المناطق المحتلة بناء على قرار مجلس الأمن 242. ومن ثم وضعت أمريكا الملف الفلسطيني جانبا وبدأت تحضر لحرب تحريكية فكانت حرب تشرين أول عام 1973 لتحريك العملية السلمية ووقع النظام المصري برئاسة أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد في أيلول 1978. فانسحب كيان يهود من سيناء بموجب هذه الاتفاقية مع بقائها محدودة السلاح كمنطقة عازلة تحمي حدود الكيان، وهي للآن كذلك رغم حرب الإبادة التي يشنها الكيان الإجرامي في غزة على حدود سيناء!
3- ومن ثم انتقلت أمريكا إلى الجبهة الشمالية فأوعزت لكيان يهود بأن يقوم باجتياح لبنان عام 1982 لطرد منظمة التحرير الفلسطينية من هناك وإجبارها على الاعتراف بكيان يهود وإبرام اتفاقية صلح معه، فوقع رئيس المنظمة ياسر عرفات على ذلك يوم 25/7/1982 فيما عرف بوثيقة ماكلوسكي والتي قال فيها: "المنظمة تعترف الآن بحق إسرائيل في الوجود".. وفي عام 1988 أعلن عرفات في المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر، وكذلك في اجتماع أمام الأمم المتحدة بنيويورك قبوله بإقامة الدولة الفلسطينية.. ومن ثم وافقت بريطانيا وعميلها ملك الأردن على فك الارتباط مع الضفة الغربية في هذه السنة.
4- بعد ذلك عقدت أمريكا مؤتمر مدريد عام 1991 للسير في تنفيذ مشروعها حل الدولتين. ثم عقدت اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وكيان يهود عام 1993 لتعترف المنظمة بكيان يهود رسميا.. وكذلك عقدت اتفاقية وادي عربة (26/10/1994) بين الكيان والأردن ليتخلى الأردن عن الضفة التي كانت تابعة له ومن ثم يعلن الاعتراف بكيان يهود.. وقامت أمريكا واحتوت الاتفاقيتين لتنفيذ مشروعها حل الدولتين.. وبعد انتهاء فترتي بوش في نهاية عام 2008 وصل إلى الحكم في واشنطن أوباما. وقد طلب عقد مفاوضات مباشرة بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود برعاية أمريكية في 2/9/2010 أملا في أنه خلال سنة ينفذ حل الدولتين.. ولكن المفاوضات انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
5- وبعد فترتي ولاية أوباما نهاية 2016، وصل إلى الحكم ترامب في بداية 2017 واستمر مرحلته الأولى ثم سقط في الانتخابات وخلفه بايدن في بداية 2021، وبعد نهاية مرحلة بايدن نجح ترامب مرة أخرى في الانتخابات وأصبح الرئيس في بداية 2025.
وفي هاتين المرحلتين، أي مرحلتي ترامب وبايدن، ظهر أسلوب مختلف عن الرؤساء الأمريكيين السابقين، فقد كان السابقون منذ إعلان أمريكا نهجها في حل الدولتين، كانوا يذكرون الحل دون الدخول في تفصيلات دولة الفلسطينيين.. فظن قصيرو النظر أنه سيعطى للفلسطينيين دولة ذات سيادة في جزء من فلسطين.. فلما جاء ترامب وبايدن دخلا في بعض التفاصيل بأن ما يعطى للفلسطينيين هو دولة منزوعة السلاح أشبه بحكم ذاتي محدود لا حول له ولا قوة بل يهيمن عليه يهود مع شيء من الاختلاف بينهما في قوة التصريح وغموضه! وهنا ظهرت التساؤلات: هل انتهى مشروع أمريكا بحل الدولتين أم لم ينته وبقي مستمراً؟ ومن الجدير ذكره أن تصريح يهود حول فلسطين لا وزن له إلا بحبل من الناس (أمريكا) فالتصريح الأمريكي هو موضع البحث:
6- وبتدبر الموضوع بشكل دقيق يتبين ما يلي:
أ- سبق وأن أجبنا جواب سؤال في 23/2/2017 حول حل الدولتين بعد مباشرة ترامب رئاسته الأولى، وجاء فيه:
[(1- إن نص التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي ترامب كما تناقلتها وسائل الإعلام العالمية والمحلية كافة وكما نقلت على الهواء مباشرة هي: "سجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء تمايزا جديدا في السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط بعدما أكد أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتا إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا ما كانت تؤدي إلى السلام. وكان جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين قد دافعوا عن حل الدولتين، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين.. (موقع فرانس24، 16/2/2017) وقال ("أنظر إلى حل الدولتين وحل الدولة.. إذا كانت إسرائيل والفلسطينيون سعداء، فسأكون سعيداً بـ"الحل" الذي يفضلونه، الحلان يناسبانني".. موقع الجزيرة مباشر، 16/2/2017)، وحل الدولة الواحدة الذي ذكرته أمريكا لأول مرة على لسان ترامب لم يوضحه ترامب، فهل يعني إعطاء حكم ذاتي للفلسطينيين داخل دولة يهودية واحدة؟! أم يعني دولة علمانية بأن يشارك الفلسطينيون في إدارة الدولة اليهودية وهو ما يشبه المشروع الإنجليزي الذي عرضته بريطانيا عام 1939 عندما أخرجت الكتاب الأبيض وهو على صيغة لبنان؟ علما أن مشروع حل الدولتين هو مشروع أمريكا نفسها الذي عرضته منذ عام 1959 على عهد الرئيس الجمهوري أيزنهاور وجعلت ما يسمى بالمجتمع الدولي أن يقبله وضربت حل الدولة الواحدة الذي عرضته بريطانيا. ومهما يكن من أمر، فإن الذي يظهر من تدبر هذه التصريحات وقرائنها هو أن أمريكا لم تتخل عن مشروعها حل الدولتين، حيث قامت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي وأكدت ذلك قائلة: ("أولا وقبل كل شيء، حل الدولتين هو ما نؤيده. وأي شخص يقول إن الولايات المتحدة لا تؤيد حل الدولتين فسيكون هذا خطأ... نؤيد بالتأكيد حل الدولتين لكننا نفكر خارج الصندوق أيضا.. هو أمر مطلوب لجذب هذين الجانبين إلى الطاولة وهو ما نحتاجه كي نجعلهما يتفقان"... رويترز 16/2/2017)] فهذا يؤكد أن ترامب لم يتخل عن حل الدولتين وهو سياسة الدولة الأمريكية المعلنة منذ 1959، وإنما أراد أن يجرّب أسلوبا آخر في الضغط.. كما قالت سفيرته (نؤيد بالتأكيد حل الدولتين لكننا نفكر خارج الصندوق أيضاً..) أي باستخدام أساليب أخرى.
ب- تسارعت تصريحات ترامب (الجمهوري) حول دعم يهود في مرحلة رئاسته الأولى ومرحلته الثانية:
* (أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة "لإسرائيل".. وأكد ترامب في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون.. بي بي سي، 6/12/2017)
* قال الرئيس الأمريكي، ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ("إنه يعتقد أن أفضل خيار للفلسطينيين وإسرائيل هو حل الدولتين" وأضاف "وإنه حلمي أن أستطيع عمل ذلك قبل إنهاء ولايتي الأولى" بي بي سي، 26/9/2018)
* وقال الرئيس الأمريكي ترامب (عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط أجد إسرائيل بقعة صغيرة جدا. في الحقيقة قلت هل من طريقة للحصول على المساحات؟ إنها صغيرة جدا... سكاي نيوز، 19/8/2024 ).
* (وفي وقت سابق اليوم، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده على خطته لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل الفلسطينيين منها، قائلاً إنه "ملتزم بشراء وامتلاك غزة".. بي بي سي، 10/2/2025)، ثم عاد بعد عشرة أيام فصرح (أنه لن يفرض خطة تهجير الفلسطينيين من غزة بل "يقترحها".. سي إن إن، 21/2/2025) وذلك من باب التلاعب بالألفاظ!
ج- ومن جانب آخر فإن تصريحات بايدن (الديمقراطي) قد تجاوزت أحياناً تصريحات ترامب في دعم يهود:
* عندما سقط ترامب في الانتخابات وحلّ محله بايدن في بداية عام 2021 عادت أمريكا تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية بشكل ما من غير تحديد كيفيتها ومكانها. حيث ذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات للصحفيين يوم 3/9/2024 (أن هناك عددا من الأنماط لحل الدولتين مشيرا إلى أن دولا عدة في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة خاصة بها) أي أن بايدن يشير إلى دولة للفلسطينيين من تلك الأنماط دون قوات مسلحة، أي حكم ذاتي أو نحوه!
* كان الرئيس الأمريكي بايدن عندما زار تل أبيب يوم 18/10/2023 عقب عملية طوفان الأقصى قد اجتمع مع المسؤولين هناك وقال: (إن "إسرائيل" يجب أن تعود مكانا آمنا لليهود. وإنه لو لم تكن هناك "إسرائيل" لعملنا على إقامتها.. الجزيرة، 18/10/2023)
* قال بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض أثناء احتفاله بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) قال: ("ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً وأنا صهيوني" الشرق الأوسط، 12/12/2023م).
7- وبتدبر جواب السؤال السابق، وكذلك هذه التصريحات والمواقف يتبين أن لا خلاف رئيسي بين مواقف ترامب وبايدن إلا في بعض الأساليب التي لا تغير من جوهر القضية شيئاً.. فالولايات المتحدة هي التي تدير هذه القضية على أساس الدولتين: دولة ليهود في معظم فلسطين تدعمها مالياً وعسكرياً ودولياً، بل وإقليمياً عن طريق عملائها وأتباعها من الحكام في بلاد المسلمين.. ودولة (حكم ذاتي) منزوعة السلاح للفلسطينيين في جزء من جزء من فلسطين مع هيمنة يهود عليها!! وبغض النظر عن رغبة "السلطة والحكام العملاء" بتسميتها دولة فلسطينية فإن ذلك لا يغير شيئاً من واقعها، فأمريكا لا تريدها دولة ذات سيادة ولو على جزء من جزء من فلسطين بل أشبه بالحكم الذاتي دون سلاح إلا ما يلزم لشرطة ضمن الهيمنة اليهودية!! وقد برز في عهدي ترامب وبايدن عاملان لتثبيت كيان يهود يؤكدان ما ذكرناه أعلاه، وإن كان بروزهما أكثر في عهد ترامب وهما:
الأول، وهو قائم اليوم بتقوية كيان يهود ومده بالمال والسلاح حتى يظل القوة الكبرى التي تتفوق على كل محيطها عسكرياً.
والثاني، التطبيع، فيما سماه ترامب اتفاق أبراهام، وقد سار فيه نصف الطريق في ولايته الأولى ويريد اليوم إتمامه، لذلك يجوب المبعوثون الأمريكيون المنطقة ليس لإقناع السعودية فحسب بالانضمام إلى ما يسمى اتفاقيات "أبراهام"، بل تقوم بتمهيد عملي وفتح مفاوضات هي قائمة اليوم بين سوريا ولبنان مع كيان يهود، وتريد أمريكا توسيع ذلك ليطال حكاماً عملاء آخرين في بلاد المسلمين!
والخلاصة أن أمريكا لم تتخل عن حل الدولتين لكنها أعلنت في عهد ترامب وبايدن المقصود بدولة فلسطين بأنها أشبه بحكم ذاتي يهيمن عليه يهود.. وأما الرؤساء السابقون فذكروا حل الدولتين دون الدخول في ماهية الدولة التي يريدونها للفلسطينيين!
8- وأخيراً فإن فلسطين درة في تاريخ المسلمين منذ أن ربطها الله سبحانه مع بيته الحرام برباط واحد حيث أسرى برسوله ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾، فجعلها أرضاً طيبةً مباركةً. وقد شد قلوب المسلمين إلى حاضرة فلسطين (بيت المقدس) بأن جعلها قبلتهم الأولى قبل أن يولي الله المسلمين قبلتهم الثانية (الكعبة المشرفة) بعد الهجرة بستة عشر شهراً. كان ذلك قبل أن تصبح فلسطين تحت سلطان الإسلام عندما فتحها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15 للهجرة، وتسلمها من سفرونيوس وأعطاه عهدته المشهورة (العهدة العمرية) التي كان من نصوصها، بناءً على طلب النصارى فيها، (أن لا يساكنهم فيها يهود).. ثم كانت فلسطين مقبرةً للصليبيين، والتتار.. فيها كانت معارك فاصلة مع الصليبيين والتتار: حطين (583هـ-1187م)، وعين جالوت (658هـ-1260م)، وسـتـتبعـها بإذن الله معـارك فاصـلة أخـرى مع يهود لإعادة فلسطين خالصةً نقيةً إلى ديار الإسلام.
إن استمرار كيان يهود في فلسطين حتى اليوم ليس لقوة فيهم فهم ليسوا أهل قتال ونصر بل كما قال الله سبحانه: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾، وإنما بقاؤهم لتخاذل الحكام في بلاد المسلمين، فمصيبة المسلمين في حكامهم فهم موالون للكفار المستعمرين أعداء الإسلام والمسلمين.. يرون ويسمعون احتلال يهود لفلسطين وجرائمهم الوحشية ومجازرهم المتنوعة ومع ذلك فكأنهم لا يرون ولا يسمعون ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾! لقد منعوا الجيوش من نصرة إخوانهم في غزة هاشم حتى اليوم، والشهداء يتضاعفون والجرحى يتزايدون.. والحكام يرقبون ما يجري، وأمثلهم طريقة من يعدّ الشهداء تحت مسمى القتلى ثم يعدّ الجرحى كأنه طرف محايد بل إلى يهود أقرب! إنهم يجعلون "الكرسي" فوق بلدهم وشعبهم! ومع ذلك فإن هذه الأمة هي خير أمة أخرجت للناس فلن تسكت بإذن الله طويلاً على هذا الحكم الجبري من قبل هؤلاء الرويبضات، فقد بشرنا رسول الله ﷺ بعودة الخلافة الراشدة بعد هذا الملك الجبري كما جاء في مسند الإمام أحمد والطيالسي عن حذيفة بن اليمان: «... ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ». وعندها يعز المسلمون ويذل الكافرون ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.. والغريب العجيب أن الكفار وخاصة يهود يدركون ذلك فوق ما يدركه كثير من مسلمي اليوم.. فاليهود يدركون أن في الخلافة هلاكهم فقد قال رئيس وزراء كيانهم في مؤتمر صحفي بثته وسائل الإعلام مباشرة ومنها الجزيرة يوم 21/4/2025: ("لن نسمح بإقامة خلافة على شاطئ البحر المتوسط". وأضاف "ولن نقبل بوجود دولة الخلافة هنا أو في لبنان ونعمل على ضمان أمن إسرائيل").. ولكنها ستقوم بإذن الله، رغم أنفهم وتزيلهم من هذه الأرض الطاهرة، خاصة وأن حزب التحرير، الحزب المخلص لله سبحانه الصادق مع رسول الله ﷺ هو الذي يقود العمل لإقامة الخلافة برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وهم مطمئنون بنصر الله: ﴿وَاللّٰهُ غَالِبٌ عَلَى أَمرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
العاشر من ربيع الأول 1447هـ
2/9/2025م