الأربعاء، 23 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/15م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    21 من ربيع الثاني 1447هـ رقم الإصدار: 1447هـ / 017
التاريخ الميلادي     الإثنين, 13 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م

 

بيان صحفي

 

الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى

ثمارٌ سُقيت بالدماء الزكية

 

صادف يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، فقد مر عامان كاملان على استهداف الكيان الغاصب لأهلنا في غزّة وإعماله آلة القتل والتشريد والتجويع فيهم واستخدامه أقصى درجات الهمجية والوحشية معهم، فما الذي تغيرّ مع هذه الحرب الجائرة؟!

 

أوّلا: لقد صوّر جيش يهود نفسه بأنه الجيش الذي لا يقهر بعدّته وعتاده العسكري والاستخباراتي وبغلبته على أهل فلسطين وعلى جيوش بلدان الطوق حوله على مدى العقود الأخيرة، فجاءت عملية طوفان الأقصى لتمسح هذه الصورة من الوجود وتؤكد زيفها وتؤكد أنّه كيان أوهن من بيت العنكبوت، وأنّ علوجه هم حفنة من الجبناء الأذّلاء، وأنّه لولا الأنظمة المجاورة والدعم الأمريكي لمُسح عن الأرض مسحاً منذ أمد بعيد.

 

لقد مرّغت حفنة قليلة من أهل غزّة أنف يهود في التراب فكان التسلل إلى المناطق الخاضعة لهم والاستيلاء على الدبابات، وأسر الجنود والهجوم من المسافة صفر ضربةً موجعة أذلّتهم أمام العالم وكشفت كذب ادعاء الأنظمة العميلة عجزها وعدم امتلاك القوّة لدحر هذا الغاصب.

 

إن عملية طوفان الأقصى ستبقى شاهدا على تخاذل الأنظمة وجيوشها عن نصرة إخوانهم وادعائهم الكاذب أنّهم لا حول ولا قوّة لهم، فشتّان بين ما يملكه المجاهدون من أسلحة وعتاد وبين ما تملكه الجيوش! وشتّان بين من سمع نداء الثكالى فهبّ ملبيّا وبين من سمعها فصمّ آذانه عنها.

 

ثانيا: كشفت هذه العملية ما كان مخفياً عن العالم من نفاق من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريّات...إلخ. فأظهرت الفجوة العميقة بين الخطاب الغربي وشعاراته الفارغة وبين تواطئه في قتل الأبرياء وإمداد الاحتلال بالسلاح.

 

لقد بان للعالم بأسره الوجه الحقيقي لـ"حامي القيم الإنسانية" ومنظمات المرأة وحقوق الطفل التي أنشأها "حماة الحقوق والحريّات!" إذ خرسوا جميعا خرساً شنيعا وهم يشاهدون المجازر التي طالت نساء غزّة وأطفالها، بل إنّهم قد ضربوا عرض الحائط بالقانون الدولي واتفاقيات المرأة واتفاقيات الحقوق والحريّات وكل دعاويهم الغرور، ليُكشف النقاب بفضل ذلك للشرفاء في العالم بأسره.

 

لقد حرّكت مأساة أهل غزّة كثيرا من الشعوب فخرجت إلى الشوارع في مظاهرات مليونية غير مسبوقة في عدد من عواصم العالم، معبرة عن رفضها لجرائم الاحتلال، متحدّية القوانين والقيود التي فرضتها بلدانهم عليهم، ولهذا كله كانت حرب غزة فاضحة للنظام العالمي المخادع ومظهرة مدى الهوّة بين الأنظمة المجرمة الملطخة أياديها بدماء أهل غزّة والشعوب الرافضة والمنددة بالجرائم التي تنأى عنها الوحوش.

 

لقد ساهمت بشاعة جرائم الحرب في غزة في تشكيل وعي عالمي جديد يرفض الاستبداد الغربي في تعريف الخير والشر وازدواجية المعايير الإنسانية، وقد ظهرت بوادر هذا التغيير في حركات المقاطعة وفي المظاهرات وفي محاولات كسر الحصار حول غزّة.

 

ثالثا: إنّ نساء غزّة ورغم مصابهنّ الجلل قد قدمن للعالم أجمع خلال هذين العامين نموذجا مضيئا للمرأة المسلمة الصابرة المحتسبة فحارت عقول كثير من الغربيات في صمودهنّ وثباتهنّ وهنّ يودعن الشهيد تلو الشهيد من أبنائهن وأزواجهنّ وعائلاتهنّ.

 

لقد استطاعت خنساوات هذا العصر أن يعكسن أثر العقيدة الإسلامية في نفوسهنّ وسلوكهنّ ليؤكدن حقيقة أنّهنّ لن يلنّ ولن يستكنّ وسيبقين دوما مصنعا للأبطال ومنبتاً للرجال وأنّهن سيواصلن البذل والعطاء حتى تحرّر فلسطين من النهر إلى البحر ولن يترجلن دون ذلك المبتغى.

 

إنّ كثيرا من نساء غزّة قاطبة يدركن أنّ حلّ الدولتين الذي تنادي به أمريكا ومن ورائها الدول العربية هو تصفية للقضيّة وأنّ التضحيات التي قدمت يجب أن تجعل الأعناق تشرئب للتحرير الكامل الحقيقي الذي يردّ الأرض المغتصبة ويدحر كيان يهود دحرا.

 

فنسأل الله سبحانه أن يردّ كيد الأعداء في نحورهم وأن يهيئ للأمة رشدها فيوحدّ صفوفها فتعود قضيّة فلسطين إلى أصلها وتنهض جيوشها ملبية نداء الثكالى، تقتص من المعتدين وتشفي صدور القوم المؤمنين، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
المركزي
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0096171724043
https://www.hizb-uttahrir.info/
فاكس: 009611307594
E-Mail: ws-cmo@hizb-uttahrir.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع