الجمعة، 24 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح9) نبذة من سيرة عمر رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

   (   ح9   )    نبذة من سيرة عمر رضي الله عنه

 

 

 

الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبتنا الكرام :

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْحَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t ". وَمَعَ الحَلْقَةِ التَّاسِعَةِ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "نُبْذَةٌ مِنْ سِيرَةِ عُمَرَ t ". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:

 

هُو عُمَرُ بنُ الخَطابِ بنُ نُفَيلٍ بنُ عَبدِ العُزَّى بنُ رَبَاح. وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بنتُ هِشَامٍ بنِالمغيرة. أَسْلَمَ فِي العَامِ الخَامِسِ مِنَ البِعْثَةِ، وَعُمُرُهُ سَبْعٌ وَعِشرُونَ سَنَةً، بَعدَ أربَعِينَ رَجُلًا، وَإِحْدَى عَشْرَةَ امرَأةً، أَسْلَمُوا قَبلَهُ، وَكَانَ قَبْلَإِسلَامِهِ مُعَادِيًا لِلإِسلَامِ شَدِيدًا فِي عَدَاوَتِهِ، لَكِنَّ اللهَ شَرَحَصَدْرَهُ لِلإِسلَامِ استِجَابَةً لِدُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَهُ: الَّلهُمَّ أعِزَّ الإِسلَامَ بِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ. عُرِفَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ بِشَخْصِيَّةٍ قَوِيَّةٍ، وَإِرَادَةٍ لَا تَلِينُ، وَحَزْمٍ وَعَزْمٍ فِي الأُمُورِ، وَهَيبَةٍ فِي القُلُوبِ، وَكَانَ سَفِيرُ قُرَيشٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَهِيَ مُهِمَّةٌ تَحتَاجُ إِلَى عِلْمٍ وَعَقْلٍ، وَكِيَاسَةٍ، وَحُسْنِ تَصَرُّفٍ.

 

عَمِلَ عُمَرُ فِي بِدَايَةِ نَشأَتِهِ بِالرَّعيِ، ثُمَّ عَمِلَبِالتِّجَارَةِ إِلَى الشَّامِ، وَإِلَى اليَمَنِ، وَكَانَ يَحرِصُ عَلَى مُقَابَلَةِ ذَوِى الشَّأنِ فِي تِلْكَ البِلَادِ؛ لِيَزْدَادَ عِلْمًا وَخِبرَةً بِالحيَاةِ، وَكَانَ وَاحِدًا مِنْ سَبعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ قُرَيشٍ يَعْرِفُونَ القِرَاءَةَ وَالكِتَابَةَ فِي مَكَّةَ. واشتَهَرُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ قَوِىَّ البُنيَةِ، طَوِيلَ القَامَةِ، إِذَا مَشَى بَينَ النَّاسِ أَشْرَفَ عَلَيهِمْ، كَأَنَّهُ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّتِهِ، أَبيَضَ اللَّونِ تَعُلُوهُ حُمْرَةٌ، جَهُورِيَّ الصَّوتِ، قَلِيلَ الضَّحِكِ، لَا يُمازِحُ أحدًا، مُقْبِلًا عَلَى شَأنِهِ.

 

أَمَّا صِفَاتُهُ الأَخلَاقِيَّةُ فَهِيَ الإِحْسَاسُ الكَامِلُ بِالمسئُولِيَّةِ، وَالشِّدَّةِ وَالفِرَاسَةِ، وَالعَدلِ وَالهيبَةِ، وَوَاضِحٌ أَنَّ هَذِهِ الصِّفَاتِ هِيَ نَتَاجُ عَوَامِلَ كَثِيرَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ، مِثلِ نَشأَةِ عُمَرَ الأُولَى وَثَقَافَتِهِ، وَالقِيَمِ الَّتِي غَرَسَهَا الإِسْلَامُ فِي نَفْسِهِ.

 

أَمَّا إِحْسَاسُ عُمَرَ الكَامِلُ بمَسئُولِيَّتِهِ قِبَلَ الرَّعِيَّةِ، فَذَلِكَ مَا لَا حَاجَةَ بِنَا إِلَى التَّدلِيلِ عَلَيهِ، وَيُمكِنُ إِرجَاعُهُ إِلَى النَّزعَةِ الدِّينِيَّةِ الَّتِي مَلَكَتْ عَلَيهِ شِغَافَ نَفْسِهِ، وَالَّتِي شَهِدَ لَهُ بِهَا الجَمِيعُ، وَعَلَى رَأسِهِمْ رَسُولُاللهِ صلى الله عليه وسلم، فَالعَقِيدَةُ وَحْدَهَا هِيَ الَّتِي تَبْلُغُ بِالمرْءِ هَذَا المستَوَى القُدْسِيَّ، وَهِيَ الَّتِي تَجعَلُ الإِنسَانَ رَقِيبًا عَلَى نَفْسِهِ فِي جَمِيعِ حَركَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ، وَلَنْ تُغنِيَ عَنهَا أَيَّةُ رَقَابَةٍ أُخْرَى. وَمِمَّا أَعجَبَنِي وَأَشْغَلِ فِكْرِي مَا وَجَدْتُهُ مِنْ عَظِيمِ الصَّفَاتِ وَرَوْعَةِ الأَفكَارِ وَعَبْقَرِيَّةِ الذَّكَاءِ فِي شَخْصِيَّة عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t وَأَرضَاهُ؛ فَلِذَلِكَ تَنَاوَلْتُ هَذِهِ الشَّخصِيَّةِ لأُبَيِّنَ أَنوَاعَ الذَّكِاءِ فِي شَخصِيَّتِهِ مِنْهَا:

 

أولا: دِقَّتُهُفي انتِقَاءِ وَاخْتِيَارِ الأَلْفَاظِ: رُوِيَ أَنَّهُ خَرَجَ يَعُسُّ المدِينَةَ بِاللَّيلِ، فَرَأَى نَاراً مُوقَدَةً فِي خِبَاءٍ، فَوَقَفَ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الضَّوءِ. وَكَرِهَ أَنْ يَقُول: يَا أَهْلَ النَّارِ.

 

ثَانِيًا: قوة إيمانه:خَيرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِكَ عَزْلُهُ لخَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ عِندَمَا افْتَتَنَ المسلِمُونَ بِانتِصَارَاتِهِ فَخَافَ عَلَيهِمْ أَنْ تَزِيدَ عَقِيدَتُهُمْ بِخَالِدٍ، وَتَنقُصَ عَقِيدَتُهُمْ بِرَبِّ خَالِدٍ، وَيَضْعُفَ تَوكُّلُهُمْ عَلَى اللهِ وَيَتَّكِلُونَ عَلَى خَالِدٍ، وَلِذَلِكَ قَدَّمَ أَمِيرُ المؤْمِنِينَ دَرأَالمفَاسِدِ عَلَى جَلْبِ المصَالِحِ، وَأَنْعِمْ بِرَأيِهِ!!

 

ثَالِثًا: فِرَاسَتُهُ:عَنِ ابنِ عُمَرَ t قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ لِرَجُلٍ: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: جَمرَة، قَالَ: ابنُ مَنْ؟ قَالَ: ابنُ شِهَاب، قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنَ الحُرقَةِ، قَالَ: أينَ مَسكَنُكَ؟ قَالَ: الحَرَّةَ، قَالَ: بِأَيِّهَا؟ قَالَ: بِذَاتِ لَظَى، فَقَالَ عُمَرُ: أَدْرِكْ أَهْلَكَ فَقَدِ احَتَرقُوا.فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ أَهْلَهُ قَدِ احتَرَقُوا..   (   صفحه126 تاريخ الخلفاء.الإمام السيوطي   )   .

 

رَابِعًا: قُوَّةُ حُجَّتِهِ:رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ t وَزَّعَ عَلَى النَّاسِ أَثوَاباً فَكَانَ لِكُلِّ رَجُلِ ثَوبٌ وَاحِدٌ، إِلَّا عُمَرَ ثَوبَانِ، وَعِندَمَا أَرَادَ ابنُ الخَطَّابِ t أَنْ يَخْطُبَفِي النَّاسِ قَالَ: اسمَعُوا وَأَطِيعُوا. فَقَالَ أَعرَابِيٌّ: لَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ. مَاهَذَا الظُّلْمُ؟ لِمَ يَأخُذُ أَمِيرُ المؤْمِنِينَ ثَوبَانِ، وَنَحنُ نَأخُذُ ثَوبًا وَاحِدًا؟فَقَالَ عُمَرُ t لابنِهِ: قُمْ فَأَخْبِرْهُ؛ فَرَدَّ عَلَى الأَعرَابِيِّ قَائِلًا: إِنَّ أَبِي يَفُوقُ النَّاسَ طُولًا، وَقَدْ أَعطَيتُهُ ثَوبِي لِيَكْفِيَهُ أَنْ يَسْتَتِرَ بِهِ.

 

خَامِسًا: إِحْسَاسُهُ المرْهَفُ:رُوِيَ عَنْ عُمَرَ t قَالَ: كُنتُ لِلإِسلَامِ مُبَاعِدًا، وَكُنتُ صَاحِبَ خَمرٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ أُحِبُّهَا وَأَشرَبُهَا، وَكَانَ لَنَا مَجلِسٌ يَجتَمِعُ فِيهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيشٍ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ جُلَسَائِي أُولَئكَ فَلَمْ أَجِدْ مِنْهُمْ أَحَدًا، فقلت: لو أنني جئت فلاناً الخمَّار!! وَخَرَجْتُ فَجِئتُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ .. قُلتُ أُرِيدُ أَنْ أَطُوفَ بِالكَعْبَةِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يُصَلِّي، وَكَانَ إِذَا صَلَّى استَقْبَلَ الشَّامَ، وَجَعَلَ القِبْلَةَ بَينَهُ وَبَينَ الشَّامِ، وَاتَّخَذَ مَكَانَهُ بَينَ الرّكنَينِ: الركْنِ الأَسوَدِ، وَالركُنِ اليَمَانِيِّ، فَقُلْتُ حِينَ رَأيتُهُ: وَاللهِ لَو أَنَّنِي استَمَعْتُ لِمُحَمَّدٍ الَّليلَةَ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يُقُولُ، وَقَامَ بِنَفْسِي أَنَّنِي لَو دَنَوتُ أَسْمَعُ مِنْهُ لأُرَوّعَنَّهُ، فَجِئْتُ مِنْ قِبَلِ الحَجَرِ فَدَخَلْتُ تَحْتَ ثِيَابِهَا مَا بَينِي وَبَينَهُ إِلَّا ثِيَابَ الكَعْبَةِ، فَلَمَّا سَمِعْتُ القُرآنَ رَقَّ لَهُ قَلْبِي فَبَكَيتُ وَدَخَلْتُ الإِسلَامَ ...    (   صفحه83 عبقرية عمر. عباس محمود عقاد   )   .

 

سَادِسًا: مُرَاعَاتُهُ قَدْرَ الصَّحَابَةِ:وَرَعَى عُمَرُ t قَدْرَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَمَا رَعَوا قَدْرَهُ،جَمَعَ مِنْهُمْ مَجْلِسَ المشُورَةِ لَا يُبرِمُ أَمرًا، وَلَا يَنقُضُهُ إِلَّا بَعدَ مُذَاكَرَتِهِمْ وَالاستِئنَاسِ بِنَصِيحَتِهِمْ، وَسَابِق عِلْمِهِمْ مِنْ مَأثُورَاتِ النَّبِيِّ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأَحَادِيثِهِ. وَفِي تَقدِيمِهِ فِي الدَّخُولِ عَلَيهِ لِصُهَيبٍ وَبِلَالٍرَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- وَهُمَا مَولَيَانِ فَقِيرَانِ- عَلَى سَادَةِ قُرَيشٍ كَسُهَيلِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سُفيَانَ وَغَيرِهِمَا، خَيرُ دَلِيلٍ عَلَى إِنزَالِ النَّاسِ مَنَازِلَهُمْ حَسْبَ أَسبِقِيَّتِهِمْ فِي الإِسلَامِ وَتَضْحِيَاتِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ.   (   صفحه177 عبقرية عمر. عباس محمود عقاد   )   .

 

سَابِعًا: سَدَادُ رَأيِهِ:وَقَدْ كَانَ مِنُ خُلُقِ عُمَرَ أَنْ يُقَدِّمَ الحَذَرَ، وَيَأْخُذَ بِالحَيطَةِ، وَيُطِيلَ الرَّوِيَّةَ، ثُمَّ يَجزِمُ بِالرَّأيِ السَّدِيدِ فِي غَيرِ إِبْطَاءٍ ...    (   صفحه185 عبقرية عمر.عباس محمود عقاد   )   

 

ثَامِنًا: تَأْيِيدُ الوَحْيِ لِقَولِهِ:عِندَمَا استَشَارَ الرَّسُولُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَصْحَابَهُ فِي حَادِثَةِ الإِفْكِ قَالَ عُمَرُ: مَنْ زَوَّجَكَهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: اللهُ، قَالَ: أَفَتَظُنُّ أَنَّ رَبَّكَ دَلَّسَ عَلَيكَ فِيهَا؟؟ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهتَانٌ عَظِيمٌ!!فَنَزَلَ القُرآنُ مُؤَيِّدًا كَلَامَ عُمَرَ..   (   صفحه123 تاريخ الخلفاء. الإمام السيوطي   )   .

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا،نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم ، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ: محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالثلاثاء, 20 نيسان/ابريل 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع