الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
ماليزيا

التاريخ الهجري    17 من ربيع الاول 1446هـ رقم الإصدار: ح.ت.م./ب.ص. 1446 / 08
التاريخ الميلادي     الجمعة, 20 أيلول/سبتمبر 2024 م

 

بيان صحفي

 

يا رئيس وزراء ماليزيا! اتّباع رسول الله ﷺ ليس بالقول فقط، بل بالقلب والعمل

 

(مترجم)

 

خلال الاحتفال الوطني بالمولد النبوي 2024م/1446هـ في مركز بوتراجايا الدولي للمؤتمرات، شارك رئيس وزراء ماليزيا، داتوك سيري أنور إبراهيم، رسالة على صفحته على الفيسبوك حث فيها المسلمين على اتّخاذ رسول الله ﷺ قدوة - ليس فقط لشخصيته ولكن أيضاً كقائد للدولة والمجتمع والأسرة، خاصة في سياق نموذج المدينة المنورة. وصرح أنور: "في البحث عن قدوة، من اللائق لنا أن ننظر باستمرار إلى رسول الله ﷺ باعتباره أسوة حسنة". ألم يكن من المناسب أن يستخدم أنور كلمة "واجب" بدلاً من "لائق" عند وصف الرسول ﷺ كقدوة؟ ويضيف أنور أن طموح الدولة المدنية لا ينفصل عن أخذ الدروس والعبر من صحيفة المدينة التي وضعها رسول الله ﷺ، والتي تقوم على صيغة التنوع في إطار الوحدة، وتدعمها العدالة والإحسان.

 

ومن المشجع أن نسمع أنور يعبر عن رغبته في أخذ الدروس والعبر من صحيفة المدينة كنموذج في حكم هذه البلاد. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ينوي أنور حقاً اتباع أحكام رسول الله ﷺ في المدينة كنموذج لدولته المدنية التي يتصورها، أم أن هذا مجرد كلام خلال الاحتفال الوطني بمولد رسول الله ﷺ؟ ألا يعلم أنور أن المدينة المنورة كانت في البداية دار كفر، ثم تحولت إلى دار إسلام على يد رسول الله ﷺ، على أساس الوحي! هل سيسعى أنور إلى تحويل ماليزيا إلى دولة إسلامية قائمة على الوحي؟ فضلاً عن ذلك، ألا يعلم أنور أن الميثاق وكل القوانين التي طبقها رسول الله ﷺ في المدينة المنورة كانت أيضاً قائمة على الوحي؟ هل سيغير أنور الدستور والقوانين التي سنها المستعمرون البريطانيون الكفار إلى دستور إسلامي وقوانين قائمة على الوحي؟

 

إذا كان أنور يطمح حقاً إلى تبني وثيقة المدينة المنورة كنموذج، فقد حان الوقت له للتخلص من ميثاق اللورد ريد (الدستور)، الذي كان بمثابة أساس الحكم في البلاد حتى الآن. نود أن نذكر أنور بأن وثيقة المدينة المنورة تعتبر دستورا وقانونا أساسيا يحكم العلاقات بين المسلمين، وبين المسلمين وغيرهم، وخاصة يهود، بصفتهم رعايا. تنص وثيقة المدينة المنورة صراحة على أن التعامل بين الرعايا يجب أن يكون على أساس الإسلام، مع خضوعهم جميعا للشريعة الإسلامية. علاوة على ذلك، فإن نص الوثيقة يحدد بوضوح التزام يهود بالخضوع لأحكام الإسلام والتعاون مع المسلمين لصالح الدولة الإسلامية. ومن بين أحكام الوثيقة العديدة، يكفي أن نسلط الضوء على حكم واحد يوضح بجلاء أن جميع قضايا الدولة يجب أن تحل بالكتاب والسنة: «وَإِنّهُ مَا كَانَ بَيْنَ أَهْلِ هَذِهِ الصّحِيفَةِ مِنْ حَدَثٍ أَوْ اشْتِجَارٍ يُخَافُ فَسَادُهُ فَإِنّ مَرَدّهُ إلَى اللهِ عَزّ وَجَلّ وَإِلَى مُحَمّدٍ رَسُولِ الله».

 

إن دراسة وثيقة المدينة المنورة تكشف بوضوح أن الدولة التي أقامها رسول الله ﷺ كانت دولة إسلامية تحكم بما أنزل الله، أما الدولة التي يقودها أنور فهي دولة ديمقراطية علمانية تحكم بما يريده الناس، وإذا كان أنور يريد حقا أن يحذو حذو المدينة المنورة فعليه أن يثبت هذا الالتزام بتحويل هذه البلاد إلى دولة إسلامية كما تركها رسول الله ﷺ لأمته، وبذلك تحل محل الدولة الديمقراطية العلمانية الحالية التي أنشأها المستعمرون. نود أن نذكر أنور بأن تصريحاته حول اتباع رسول الله ﷺ ودولة المدينة كقدوة، إذا لم تتحقق من خلال أفعال ملموسة، فلن تؤدي إلا إلى غضب الله سبحانه وتعالى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾!

 

إن الاعتراف بالرسول ﷺ كقدوة حسنة لا يجوز أن يكون فقط بالكلام أو الكتابة، بل يجب أن يكون أيضاً مقبولاً في القلب ويتجلى من خلال العمل. يجب على أنور أن يفكر ويسأل نفسه، منذ أن أصبح رئيساً للوزراء، إلى أي مدى سعى إلى حكم ماليزيا بالقرآن والسنة، بما يتماشى مع زعمه باتباع دولة المدينة المنورة كنموذج؟ إذا فشل أنور في تطبيق كلماته، فإنها ليست أكثر من خطاب فارغ، يكشف عن وجهه الحقيقي. لو كان أنور لديه أي شعور بالخجل، لأدرك أنه خلع قناعه مراراً وتكراراً، ما دفع المزيد والمزيد من الناس، بما في ذلك أنصاره، إلى رؤية وجهه الحقيقي.

 

من الواجب على كل من يرغب في المدينة المنورة كدولة نموذجية أن يعمل بجدية لإقامة الدولة الإسلامية؛ هذه الدولة النموذجية التي أسسها الرسول ﷺ، ثم التزم بها الخلفاء الراشدون والأمويون، والعباسيون، والعثمانيون، حتى تم هدمها رسمياً في 28 رجب 1342هـ الموافق 3 آذار/مارس 1924م. إن هذا النموذج لن يعود أبداً من خلال خطابات الزعماء أو مجرد الأقوال، بل يحتاج إلى الإيمان، والجهود المخلصة من كل من ينادي بها. لقد وعد الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بأنه سيعطيهم السلطة (على شكل خلافة)، بقوله سبحانه: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾.

 

عبد الحكيم عثمان

الناطق الرسمي لحزب التحرير

في ماليزيا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ماليزيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
Khilafah Centre, 47-1, Jalan 7/7A, Seksyen 7, 43650 Bandar Baru Bangi, Selangor
تلفون: 03-89201614
www.mykhilafah.com
E-Mail: htm@mykhilafah.com

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع