المكتب الإعــلامي
ولاية مصر
التاريخ الهجري | 20 من صـفر الخير 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 13 |
التاريخ الميلادي | الخميس, 14 آب/أغسطس 2025 م |
بيان صحفي
تصريحات نتنياهو بين حقيقة كيانه والموقف الباهت للنظام المصري
تأتي تصريحات رئيس وزراء كيان يهود، بنيامين نتنياهو، التي تحدّث فيها بشكل مباشر عما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى" وعن خطط التهجير والتوسّع، كاشفةً مرة أخرى عن العقيدة الراسخة في نفوس قادة هذا الكيان؛ عقيدة الغدر والخيانة والطمع في أرض المسلمين. هذه التصريحات ليست زلّة لسان، بل إنها ترجمة عملية لمخططات موثّقة في الفكر السياسي الصهيوني، ولبرامج تطبّق على الأرض خطوة خطوة.
لقد اعتاد قادة يهود أن يعبّروا عن أطماعهم بجرأة، كلما شعروا أن البيئة السياسية المحيطة بهم آمنة، وأن الدول العربية من حولهم عاجزة أو متواطئة. وما كان لنتنياهو أن يتفوّه بهذه العبارات لولا علمه أنّ مصر، بجيشها الضخم وعددها السكاني الهائل وموقعها الاستراتيجي، مُقيّدة الإرادة، وأن نظامها السياسي يقوم على حماية أمن يهود والتنسيق الأمني والعسكري معهم، تحت ذريعة "السلام" واتفاقيات الخيانة.
وقد سبقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قوله إن "إسرائيل صغيرة جداً" وإنه يرى ضرورة توسيعها. وهذه العبارات، سواء جاءت من مسؤول في الكيان الغاصب أو من داعميه في الغرب، تؤكد أن هناك مشروعاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً متكاملاً يعمل على إعادة رسم خريطة المنطقة لصالح تثبيت وجود الكيان وتوسيع نفوذه.
أمام هذه التصريحات التي تمس الأمن القومي المزعوم لمصر قبل غيرها، جاء الرد الرسمي المصري من وزارة الخارجية في صيغة "الإدانة والمطالبة بالإيضاحات"، وكأن القضية قضية نزاع إعلامي أو سوء فهم سياسي، وليس تهديدا مباشرا لسيادة مصر وأرضها ومواردها!! فلم يُعلن النظام حالة التأهب، ولم يدعُ الأمة للاستنفار، ولم يتخذ أي خطوات عملية تشير إلى أن هناك إرادة حقيقية لديه لمواجهة هذه المخططات.
هذا الرد من النظام المصري ليس جديداً، بل هو استمرار لسياسة تضبط خطواتها وفق التزامات دولية وإقليمية، أبرزها اتفاقية كامب ديفيد، التي قيدت حركة الجيش المصري وربطت أمن سيناء والمنطقة برؤية الولايات المتحدة وحلفائها. وهكذا تحولت القضايا المصيرية إلى ملفات دبلوماسية تُدار بالبيانات الباردة التي تُخدّر الشعوب وتُطمئن العدو أن الأمور تحت السيطرة، بدلاً من أن تكون ساحات عمل جاد لحماية الأرض والعرض.
فالنظام المصري، كسائر الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، لا يتحرك وفق العقيدة الإسلامية التي جعلت قتال المحتل فرضاً، وإنما يتحرك وفق مصالحه الضيقة وارتباطاته الدولية، وخاصة حماية أمن كيان يهود وضمان بقائه. ولهذا، لم يكن الرد سوى محاولة لحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام، دون أن يمس جوهر العلاقة الحقيقية الودية بينه وبين كيان يهود.
إن هذه التصريحات وما تحمله من تهديدات ومشاريع توسعية ليست إلا إعلاناً جديداً للحرب على المسلمين. قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾. ويهود هم أوضح مثال على هذه الحقيقة، فقد خانوا العهود، ونقضوا المواثيق، وحاربوا المسلمين، وتحالفوا مع المشركين ضد الدولة الإسلامية. واليوم، يكررها أحفادهم، بل يزيدون عليها احتلالاً وتهجيراً وقتلاً وتشريداً، بصورة أعتى وأشد إجراماً، مدعومين من الغرب.
إن كيان يهود ينظر إلى الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين ومنها النظام المصري بوصفهم حراساً لحدوده، وضامنين لأمنه، حتى لو تبادلوا أمام الإعلام عبارات النقد. فالحقيقة هي أن النظام المصري لا يتحرك إلا ضمن حدود ترسمها له أمريكاً، وهذه الحدود تجعل حماية أمن يهود فوق كل اعتبار، حتى دماء المسلمين وكرامتهم.
إن الجمع بين تصريح نتنياهو الأخير وتصريح ترامب السابق يكشف أن أطماعهم لا تقتصر على القدس والضفة وغزة، بل تشمل سيناء والنيل وأجزاء من بلاد العرب. وهذا ليس خيالاً سياسياً، بل هو جزء من أدبياتهم وخططهم المعلنة، ويجب أن يكون مؤشراً على أن أي تراخٍ في مواجهتهم هو فتح الباب أمامهم لتحقيق أهدافهم. وهذه التصريحات هي رسالة إلى كل مسلم أن عدوك يخطط لابتلاع أرضك وتاريخك ودينك، وأن الوقت قد حان للتحرك الجاد، بجيش عقيدته الجهاد في سبيل الله، لا حماية اتفاقيات الخيانة!
يا أهل مصر الكنانة: إن تصريحات قادة يهود وداعميهم في الغرب هي رسائل واضحة المعالم. والرد عليها لا يكون بالبيانات ولا بالدبلوماسية، وإنما بالتحرك العملي الذي يفرض على العدو واقعاً جديداً.
يا جند الكنانة: إن قدراتكم وموقع بلدكم يضعان على عاتقكم مسؤولية عظيمة أمام الله، فلا تدَعوا هذه الفرصة تفوتكم، فالمعركة مع يهود معركة عقيدة ووجود، لا تُحسم إلا بتحرير فلسطين، وإن واجبكم هو إعلان الحرب الشاملة على هذا الكيان الغاصب واقتلاعه من الأرض المباركة وتحريرها كاملة، واستعادة سلطان الأمة المغصوب.
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر
المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية مصر |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: www.hizb.net |
E-Mail: info@hizb.net |