المكتب الإعــلامي
أفغانستان
التاريخ الهجري | 18 من ربيع الاول 1446هـ | رقم الإصدار: أفغ – 1446 / 08 |
التاريخ الميلادي | السبت, 21 أيلول/سبتمبر 2024 م |
بيان صحفي
النّشيدُ الوطني هو ترنيمة القومية التي تؤجج نار الجاهلية الحديثة!
(مترجم)
رفض القنصل العام لأفغانستان في بيشاور بباكستان والممثل الدبلوماسي الأفغاني في مؤتمر دولي في إيران مؤخراً، الوقوف احتراماً للنشيدين الوطنيين لهذين البلدين. وقد قوبلت تصرفاتهما الجريئة بانتقادات شديدة وغضب من المسؤولين الباكستانيين والإيرانيين، الذين اعتبروا هذا التصرّف انتهاكاً للمعايير الدبلوماسية والقانون الدولي.
إنّ المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان يُشيد بكلّ إخلاص بتصرفهما الشجاع، لأنه يجسد الروح الحقيقية للإيمان والعزيمة. فالنشيد الوطني في جوهره ليس أكثر من ترنيمة تمجّد القومية، وتؤجّج نيران الجاهلية والعبودية الحديثة. في عالم اليوم، يُنظر إلى الأمة على أنها المصدر النهائي للسلطة، التي تملي ما هو صواب وما هو خطأ. لقد حلت المصالح الوطنية محلّ مفاهيم الحلال والحرام. وتقف الدول الوطنية الآن في طريق وحدة الأمة، وتعمل كبديل للدولة الإسلامية (الخلافة). لقد تمّ رسم الحدود الوطنية كخطوط تقسيم بين البلاد الإسلامية، بينما ترفرف الأعلام الوطنية كرموز للجهل فوق جسد الأمة الممزق. إنّ هذه القومية ذاتها هي التي اختزلت القضايا الحيوية للأمة (على سبيل المثال معاناة أهل غزة) إلى مجرد هموم محلية تتعلّق بفلسطين، ما شجّع كيان يهود قاتل الأطفال وحلفاءه العالميين على ارتكاب الإبادة الجماعية دون خوف من العواقب. وبالتالي، فإن القيم الوطنية لا يتمّ نزعها فحسب، بل لا ينبغي لنا أبداً أن ننظر إلى رفضها على أنه إهانة. ومن المؤسف أنه في عالم اليوم، تُقدس أفكار الدولة القومية والوطنية كما كانت تُعبد الأصنام ذات يوم، حيث قُدِّمت التضحيات من أجلها وخيضت الحروب للدفاع عنها. وبالتالي، فإن تكريم هذه الأصنام المعاصرة ليس خطأ فحسب، بل إن الواجب هو كسرها وإزالتها من على وجه الأرض، ﴿أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
إننا نحن المسلمين لا نعارض الأعراف الدولية، ولكن لأن هذه الأعراف ملوثة بأفكار علمانية ومعادية للإسلام، فإننا لا نستطيع أن نتبعها. إننا نرى أن القانون الدولي الحالي قد ولد من مبادئ علمانية تناقض الإسلام. ومن المؤسف أن بعض الممثلين الأفغان اعتذروا في وقت لاحق، قائلين إنهم لم يقصدوا عدم احترام النشيد الوطني للبلد المضيف! وإننا نلفت انتباهكم إلى هذه الحقيقة، وهي أنه في هذا العصر حيث يُنظر إلى الإسلام باعتباره فكرة غريبة، لا ينبغي لكم أن تنحنوا أمام ضغوط العالم. لا تستمعوا إلى أولئك الذين هم على استعداد للتنازل عن الشريعة تحت ستار المصلحة. إنّ الإسلام، بكل قيمه، يأمرنا بالوقوف بثبات إلى جانب الحق، مهما كانت الظروف. وفي هذه الأوقات العصيبة، عندما يُنظر إلى الإسلام على أنه غريب، فإن الدعوة إلى الصّبر والتحمل أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وفي مواجهة محن آخر الزمان، يتمسك المؤمن الحقيقي بالإسلام كما لو كان يقبض على الجمر، لا تردعه أي قوة أو أي مناخ سياسي أو أية مصلحة دنيوية أو أي توجيه.
إنها حقيقة لا يمكن إنكارها أنك كلما تعمّقت في النظام العالمي العلماني، تآكلت هويتك الإسلامية حتى تضّطر إلى التراجع. ولهذا السبب، يجب أن نقول لا للدولة القومية ونحطم الحدود الوطنية؛ لأن كسر الأصنام كان أحد المهام الرئيسية لهذه الأمة، وقد وقف نبي الإسلام ﷺ بثبات ضدّ الأصنام والمعتقدات الجاهلية في عصره، ولم يتراجع أبداً. عندما توسل إليه زعماء المشركين من قريش أن يكفّ عن إهانة آلهتهم والتخلي عن رسالته، قال رسول الله ﷺ: «واللهِ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ في يَمِينِي، والقَمَرَ في يَسَارِي عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ، ما تَرَكْتُهُ».
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أفغانستان |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: |
E-Mail: hizbuttahrir.af@gmail.com |