- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مظاهرة تضامنية في ماليزيا مع استمرار تدهور الوضع في غزة
(مترجم)
الخبر:
إنّ الوضع في غزة يزداد سوءاً، حيث يواصل كيان يهود غير الشرعي هجماته، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 37 ألف شخص، وإصابة أكثر من 82 ألفاً آخرين. ومن المعروف على نطاق واسع أنه لم تعد هناك أماكن آمنة حقاً لسكان غزة للجوء إليها من هجمات كيان يهود غير الشرعي. والآن يضّطر جميع المسلمين تقريباً في غزة إلى الفرار من منازلهم، بحثاً عن مأوى في أقصى الجنوب حتى رفح، بالقرب من الحدود المصرية. وعلى الرّغم من إصدار الأمم المتحدة قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار، فإن كيان يهود يواصل هجماته بلا هوادة.
ونظراً للوضع المروّع الذي يواجهه المسلمون في غزة وفلسطين بشكل عام، نظّم حزب التحرير في ماليزيا مظاهرات سلمية أمام السفارات المصرية والأردنية والأمريكية يومي 14 و21 حزيران/يونيو، تضامناً مع إخواننا وأخواتنا في فلسطين. وقد نظّمت المظاهرات للضغط على مصر والأردن لإرسال الجيوش لوقف الإبادة الجماعية وتحذير الأمريكيين من العقوبة من الخلافة القادمة قريبا بإذن الله.
التعليق:
إن ما يقرب من 1.7 مليون من سكان غزة يعيشون في خُمس مساحة جنوب قطاع غزة. وما زالت هذه المنطقة، المخصّصة لأغراض إنسانية، تفتقر إلى الضروريات الأساسية، وما زال الآلاف من سكان غزة يُقتَلون بلا رحمة على يد قوات الاحتلال. وفي الوقت نفسه، تواصل الولايات المتحدة التركيز على البلدان المحيطة بكيان يهود لضمان عدم تدخل جيوشها في الصّراع في غزة. إن الولايات المتحدة تدرك مدى هشاشة الوضع، الذي قد يتغير بشكل غير متوقع في أي وقت. فقد استمرّت هذه الإبادة الجماعية لمدة ثمانية أشهر، ولكن كيان يهود غير الشرعي، بدعم كامل من الولايات المتحدة، لم يحقق أهدافه بعد، ويواجه مقاومة عنيفة من جانب المقاتلين المسلمين غير المجهّزين في غزة. تخيلوا ماذا سيحدث لو تدخلت جيوش بلاد المسلمين المجاورة لفلسطين للدفاع عن سكان غزة! ولكن من المحبط للغاية أن يكون ردّ فعل المسلمين على الإبادة الجماعية في غزة فاتراً في أفضل الأحوال، مقارنةً بأفعال قسم كبير من المجتمع الغربي. والحقيقة أن المسلمين لا بد أن يظهروا دفاعاً أعظم عن مسلمي غزة. فأهل غزة هم إخوانهم في الدّين، وغزة جزءٌ من أرض المسلمين. والإجراء الأكثر أهمية الذي ينبغي على المسلمين في جميع أنحاء العالم أن يتخذوه هو الضغط على حكّامهم، خاصةً أولئك الذين يسكنون بالقرب من فلسطين، لإرسال قوات عسكرية على الفور للدفاع عن المسلمين في فلسطين وحمايتهم، مع الاستمرار في الدعاء. إن التاريخ يثبت كيف دافع الخلفاء والمحاربون السابقون عن المسلمين بالقوة العسكرية، وحلّوا مثل هذه القضايا بشكل حاسم. واليوم يحتاج المسلمون بشدة إلى "المعتصم" الذي يقود جيشه للدفاع عن المسلمين.
وبموجب المذكّرة التي سلمت إلى سفارتي مصر والأردن، فإن المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وخاصةً في ماليزيا، يجب عليهم أن يقوموا بالإجراءات التالية كجهود كبيرة بالإضافة إلى الجهود الجارية الأخرى:
1- حثّ جيوش المسلمين والضغط المستمر على حكام المسلمين، وخاصةً في مصر والأردن والسعودية وتركيا، لتعبئة جيوشهم. يجب على هؤلاء الحكام أن يحرّروا أنفسهم من النفوذ الأمريكي وأن يكفّوا عن أن يكونوا دمىً في أيديها، وعن خداع المسلمين. إن هؤلاء الحكام الخونة يشهدون بأعينهم الإبادة الجماعية لسكان غزة، ويسمعون صراخهم، ويشاهدون طردهم ومعاناة أطفالهم ونسائهم. يجب حثّهم على حشد جيوش الأمة الإسلامية لإنقاذ مسلمي غزة من الإبادة الجماعية، وتحرير فلسطين وتحرير أنفسهم من الألعاب السياسية الأمريكية.
2- دعوة الحكام إلى التصرف بحزم من خلال إرسال الجيوش والضغط بقوة على نظرائهم لتعبئة جيوش المسلمين إلى فلسطين. كفى تفرجا سلبيا ومتابعة عمياء للولايات المتحدة، ما أدى إلى التقاعس عن إنقاذ مسلمي فلسطين. لقد حان الوقت لحكام المسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ماليزيا، أن يكفوا عن تجاهل فلسطين، التي سُلبت كرامتها وشرفها منذ عام 1948.
3- حثّ علماء الدين على إصدار فتاوى الجهاد للدفاع عن فلسطين. إن دعوات هؤلاء العلماء هي لتذكير الحكام والضغط عليهم لاتخاذ إجراءات عملية وقيادة المسلمين للنهوض واتخاذ خطوات فعالة لإنهاء المعاناة والقتل في فلسطين.
4- دعوة جميع المسلمين من خلال الأحزاب السياسية أو المنظمات غير الحكومية أو الأفراد إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات العملية جنباً إلى جنب مع العلماء المخلصين للدفاع عن مسلمي غزة. ويشمل ذلك التظاهر أمام سفارات الدول ذات الأغلبية المسلمة القريبة من فلسطين للضّغط على قادتهم لقطع العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفائها. وحثّ المسلمين على النّهوض وممارسة أي شكل من أشكال الضغط، في حدود الشريعة، بشكل مستمر، وخاصةً على الحكام العرب والأتراك حتى يحشدوا جيوشهم للدفاع عن مسلمي فلسطين.
يجب على المسلمين أن يتحركوا لإظهار الحلّ الحقيقي لحلّ العدوان على غزة، وهو الجهاد في سبيل الله. إذا استمر حكام المسلمين في هذا التراخي فإن سقوطهم سيكون وشيكاً، وستعلن الخلافة القادمة الجهاد ضد كيان يهود المجرم بلا أدنى شك!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا