- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إيران: خصم "الشيطان الأكبر" أم خادمه المطيع؟
(مترجم)
الخبر:
اتفقت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية على معايير المراقبة للمنشآت النووية الإيرانية. وقال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "... هذا هو وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى كاميرات الفيديو للمنشآت النووية في إيران. نحن بحاجة إلى هذا لتوفير المعلومات والضمانات لكل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعالم كله بأن كل شيء على ما يرام". (يورو نيوز)
التعليق:
مع مجيء إدارة بايدن، تكثفت مرة أخرى محاولات الدول الغربية لدفع برنامج إيران النووي إلى اتفاق استعباد لإيران. لن نتحدث عن موقف الغرب لأن عداءهم للإسلام والمسلمين واضح ومعروف. ولكن من المناسب هنا لفت الانتباه إلى موقف حكام إيران. إن مشكلة البرنامج النووي الإيراني نوقشت بجدية على جدول الأعمال العالمي لما يقرب من 20 عاماً، وإلى يومنا هذا، لم تطور إيران سلاحاً نووياً. كل هذا يدل على أن حكام إيران غير معنيين باختراعات هذا النوع من الأسلحة. وهذا ما تؤكده حقيقة أنه قبل أيام قليلة فقط، اتصل ممثل إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية متخذا موقفا محايدا، مشيراً إلى أنه في حال عدم وجود صفقة، فإن المطالب بوقف تخصيب اليورانيوم غير قانونية. بمعنى آخر، قال إن إيران مستعدة للامتثال لمتطلبات اللاعبين الدوليين إذا تم الاتفاق على صفقة جديدة، بينما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، فلا يجب على المسلمين أن يصبحوا إمعة للكافرين.
قبل ذلك، شهدنا كيف انسحبت أمريكا في ظل إدارة ترامب من جانب واحد من الاتفاق السابق، على الرغم من حقيقة أن أمريكا كانت هي المبادرة بها. هذا النهج الأمريكي، الذي لا يمكن وصفه سوى أنه صفعة على وجه القيادة الإيرانية، كان من المفترض أن حكام إيران لن يوافقوا على أي صفقات مع من يسمون "شركاء" غربيين. ومع ذلك، هذا لا يحدث ولن يحدث، لأن الهدف الحقيقي لحكام إيران في الماضي والحاضر ليس صنع أسلحة نووية حديثة وفعالة، بل الهدف الحقيقي هو المساومة على مختلف المنح الدبلوماسية والاقتصادية من المجتمع الدولي.
وحكام طهران الرويبضات لعقود من الزمان يخيفون الآخرين ببراعة اختراع أسلحة نووية، وفي الواقع يحول برنامجها النووي وخطابها ضد العالم الغربي وأداة "الشيطان الأكبر" (الولايات المتحدة) للحصول على مساعدات مما يسمى بالمجتمع الدولي. وهذا في الوقت نفسه الذي جعل فيه الله حيازة السلاح المتطور، بما في ذلك الأسلحة النووية، واجباً على المسلمين، لأنه يرهب العدو. قال الله سبحانه وتعالى في القرآن: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعدُوَّكُمْ﴾.
بدلاً من التخلي عن الرأسمالية داخليا والأغلال الدولية في السياسة الخارجية، وتوحيد المسلمين وفرض الشريعة الإسلامية، يرسل حكام إيران سفاحيهم إلى العراق وسوريا واليمن وأفغانستان لصالح أمريكا.
حكام إيران لا قيمة لهم، يقاتلون "الشيطان الأكبر" بالكلمات، لكنهم في الواقع وكيله الأكثر دعما في الشرق الأوسط، مثل السعودية وتركيا والدول العميلة الأخرى التي ظهرت على أنقاض الخلافة العثمانية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف حمزة – أوكرانيا