الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل تونس في حاجة إلى شرع الله العادل أم إلى دعم بريطانيا الاستعمارية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل تونس في حاجة إلى شرع الله العادل أم إلى دعم بريطانيا الاستعمارية؟

 


الخبر:


أكد رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي يوم الاثنين 07 حزيران/يونيو 2021، لدى استقباله في قصر باردو، كاتب الدولة البريطاني للخارجية المكلّف بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جايمس كليفرلي، "حاجة تونس إلى الدعم البريطاني والوقوف إلى جانبها، لا سيما في هذا الظرف الذي تستعد فيه لمفاوضات جديدة مع صندوق النقد الدولي".


وذكر بلاغ إعلامي للبرلمان، أن الغنوشي دعا إلى ضرورة تعزيز الاستثمار البريطاني في تونس، وتشجيع السياح البريطانيين على الإقبال على الوجهة التونسية، ودفع التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، وفتح آفاق أمام الطلبة والشباب التونسي في إطار التعاون الجامعي والأكاديمي. وأكد الغنوشي أن تونس تعول، في هذا المجال، "على رصيدها البشري، وأيضا على دعم أصدقائها، وفي مقدّمتهم بريطانيا التي ساندت مختلف مراحل المسار الانتقالي في تونس".


من ناحيته، أكّد كاتب الدولة للخارجية البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب المصدر ذاته، تقديره لنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس، معتبرا أن تونس تعد "نموذجا لنجاح الديمقراطية في العالم العربي". وعبر، وفق نص البلاغ، عن استعداد بريطانيا لدعم تونس في المحافل الدولية ولدى المؤسسات النقدية، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به. (جريدة الشروق).

 

التعليق:


إنه لمن المحزن والمخجل أن تستمر بريطانيا في نهب ثروات تونس الطاقيّة وعلى رأسها حقل ميسكار للغاز الطبيعي الذي حصلت عليه بالكامل وبشكل مجاني منذ سنة 1992، ثم يأتي اليوم من يطلب دعمها ووساطتها في التمسح على أعتاب صندوق النهب الدولي للحصول على قرض جديد يغرق البلاد في مزيد من الدّيون ويحرق الناس بنار غلاء الأسعار، مع أن ثروتنا المنهوبة كفيلة بسداد ديوننا الخارجية وزيادة. وما يزيدنا لوعة وحسرة، أن يُطلب هذا الدعم من عدوّة الإسلام والمسلمين الأولى وهادمة دولة الخلافة وزارعة كيان يهود: بريطانيا.


إن بريطانيا التي يعتبرها بعضهم دولة صديقة وداعمة للديمقراطية ويستميت في تبييض جرائمها أو التطبيع معها أو تفضيل حضنها على حضن فرنسا وأمريكا، هي نفسها التي احتفلت بالأمس القريب بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، وهي من تمارس الوصاية المباشرة على قضية فلسطين كأحد أعضاء اللجنة الرباعية الراعية للسلام المزعوم مع كيان يهود، وهي نفسها من صرح مسؤولوها أكثر من مرّة بأنهم يفتخرون بدورهم في تأسيس كيان يهود، فكيف يُنتظر ممّن باشر تمزيق الأمة الإسلامية إلى أشلاء وشرّد أهل فلسطين، وارتكب أبشع الجرائم إلى جانب أمريكا في العراق وأفغانستان وغيرها، أن يصبح حملا وديعا أو حمامة سلام؟! بل كيف يُطلب دعمها وعونها ويستغاث بمسؤوليها والله سبحانه يقول: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾؟! ألم يستمع الغنوشي وأمثاله إلى قوله ﷺ: «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ»؟!


إن بريطانيا عدوّة محاربة للأمة الإسلامية تتفاخر بدعمها لكيان يهود ولا يلهث وراءها إلا خائن لأمّته، وهي طامعة أصيلة في بلادنا وثرواتنا وحالمة بتدمير ديننا وثقافتنا بل لا تدخر جهدا في تحقيق ذلك. وعليه، فالإجراء الشرعي معها هو اتخاذها عدوّة بدل طلب عونها ومددها، ومن لم يفعل ذلك، سواء تمسح بالديمقراطية أم بالإسلام، فقد أصبح في فسطاط الغرب المستعمر لبلادنا الناهب لخيراتنا المحتل لأرضنا في واقع السياسة. فهل بعد ذلك من خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين؟ وهل أكبر من ذلك تفريطا في دماء الذين سقطوا في المعارك مع بريطانيا أو على يد من وعدهم بلفور بالأرض المباركة؟


إن ضباط وجيوش الأمة ممّن جعلتهم بريطانيا مجرد حرّاس لنهب حقول الغاز والنفط في البلاد الإسلامية ومنها تونس، مطالبون شرعا بالتحرك لردّ العدوان البريطاني الغربي الصليبي الحاقد على الأمة الإسلامية والداعم لكيان يهود، لا استجداء الأعداء وطلب عونهم والتمسح على أعتابهم وانتظار وساطتهم مع المؤسسات الربوّية الدولية وكأننا أمة بلا عقيدة ولا دين ولا تاريخ عريق في الحكم والإدارة ولا قدرة لنا على تسيير شؤوننا بمعزل عن تدخل الغرب! وإنه قد آن لرجال الأمة المخلصين أن يتحركوا لاقتلاع عروش الحكام الأقزام الذين جعلوا ثرواتنا وبلادنا وأدمغتنا مطمعا لكل طامع وكلأً مباحا لكل ناهب ولصّ دولي، وأن يقيموا الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فتحرر الأرض المباركة وتحمل الإسلام رسالة نور وتحرك جيوشها نحو أوروبا العجوز الشمطاء وترفع رايات العقاب عالية على روما كما رفعتها على إسطنبول من قبل تحقيقا لبشارة المصطفى ﷺ... وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس

 

آخر تعديل علىالجمعة, 11 حزيران/يونيو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع