- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الاقتصاد الرأسمالي الاستعماري: أداة لاستعباد دول العالم الثالث
(مترجم)
الخبر:
قامت كينيا برفع أسعار النفط الممتاز على الرغم من انخفاض معدل تكلفة المنتوجات النفطية، متسببا بالمزيد من الألم لسائقي السيارات.
حيث قامت السلطة التنظيمية للنفط والطاقة برفع أسعار النفط الممتاز بمعدل 0.03 دولارا للتر الواحد في الوقت الذي تبقى فيه أسعار السولار والكاز ثابتة لا تتغير للفترة بين 15 أيار/مايو إلى 14 حزيران/يونيو.
وآخر مراجعة للسعر رفعت السعر لكل لتر للنفط الممتاز في نيروبي إلى 1.18 دولارا، بينما يبقى سعر النفط والكاز ثابتين غير متغيرين بسعر 1 دولار و0.91 دولارا على الترتيب.
حيث زادت الوكالة سعر النفط الممتاز بـ0.07 دولار لكل لتر، وسعر السولار بـ0.05 دولار لكل لتر، وسعر الكاز بـ 0.05 دولار لكل لتر، أكبر زيادة خلال الـ10 سنوات الماضية والتي تهيئ الوضع لزيادة تكلفة المعيشة وإبطاء عجلة الاقتصاد بسبب زيادة تكاليف المواصلات وزيادة تكاليف المواد الخام للمصنعين. (دي إيست أفريكان 14 أيار/مايو 2021)
التعليق:
في ظل الانتشار العالمي لكوفيد-19، فإن العالم يشهد سقوطا اقتصاديا، حيث تم إغلاقه فعليا للحد من انتشار الجائحة. أما دول العالم الثالث فهي تكافح من أجل استمرار دوران الاقتصاد والطريقة الوحيدة للنجاة من الظروف الحرجة هي الرغبة بالمزيد من القروض، أما خيار طباعة المزيد من النقود في ظل هيمنة الدولار فهي مخاطرة قاتلة تؤدي إلى التضخم المفرط، مع زيادة الدين القومي والعبء الثقيل لسداده الذي سيؤثر طبعا على حياة عامة الشعب.
وكون كينيا دولة من دول العالم الثالث مع اقتصاد ناشئ تركته بريطانيا، السيد المستعمر السابق لها، فقد وقعت ضحية للاستعباد الاقتصادي. حيث وبشكل صاعق، فإن 71.47% من الدين القومي له علاقة بالناتج المحلي الإجمالي، حيث خسرت كينيا سيادتها وراهنت بمستقبل أهلها. وبكونها دولة استهلاكية تعتمد بشدة على المنتوجات الزراعية (كالمحاصيل والأزهار النقدية) والسياحة، أما الصادرات فكينيا هنا تضيع حيث إن التصدير عندها تراجع بشكل كبير بسبب الجائحة.
كما أن الحكومة قامت باتخاذ تدابير مالية لزيادة العائدات من خلال فرض الضرائب على الخدمات والسلع الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى المزيد من الصعوبات لحياة الشخص العادي. وإن فرض ضريبة الوقود وتقديم ضريبة القيمة المضافة على وجه الخصوص بتوجيه من صندوق النقد الدولي منذ 2018 بهدف سداد القروض، ما هو إلا إجراء سريع وخفيف بتأثير مباشر على الاقتصاد العام.
وبشكل مماثل، فمع زيادة الرسوم الجمركية والضرائب على البضائع المستوردة أصبحت جميعها باهظة الثمن، كل هذا بهدف تحقيق توازن في التجارة. وهذا أدى إلى زيادة التضخم بشكل واضح مما يشير إلى أن العملة المحلية مربوطة بالدولار الأمريكي، فهي تفقد السيادة على سبيل المثال. إن الاستعمار بكل أشكاله شرير في جوهره لدرجة أن على البشرية أن تكافح لتحرير نفسها من سلاسل العبودية.
إن الإسلام عقيدة سماوية، أنزله خالق الإنسان والحياة والكون على أفضل مخلوقاته، حبيبه الرسول محمد ﷺ، ليحرر البشر من عبودية الدنيا ليكونوا عبادا لخالق الدنيا، كما قال الصحابي الجليل ربعي بن عامر لرستم قائد جيش الإمبراطورية الفارسية: "لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".
ولتحقيق ذلك لا بد من العمل على إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي عمر البيتي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا