- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصين تسير على غير هدى وتتخبط في سياسة تحديد النسل
الخبر:
في خبر نشره موقع BBC عربي بتاريخ 31 أيار 2021 بعنوان "الصين تسمح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال" جاء فيه: أعلنت السلطات في الصين السماح للأزواج بالإنجاب حتى ثلاثة أطفال، في خطوة تضع نهاية لسياسة الطفلين الحازمة. وجاءت الخطوة بعدما أظهر إحصاء يُجرى كل عشرة أعوام أن النمو السكاني في الصين سجل أدنى مستوياته.
التعليق:
بات التخبّط في سياسات دولة الصين الشيوعية سمة بارزة لعقود مضت، أبرزها تلك المتعلقة بإنجاب الأطفال، لأنها رأت فيها سبباً لمشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية. فمِن تشجيع على الإنجاب بلا حد في زمن الرئيس ماو إلى التراجع عنه زمن المجاعة، ثم التنبّه لضرورة الحد من الانفجار السكاني وفرض قانون "سياسة الطفل الواحد" في العام 1979. لتظهر الآثار الكارثية لهذه السياسة بعد عقود من تطبيقها على كافة الصعد حتى عدّلت عليه في العام 2013، ثم سمحت في العام 2015 بإنجاب طفلين للعائلة الواحدة على الأكثر. وأخيراً التعديل الذي سمح بإنجاب ثلاثة أطفال في العام 2021.
إنّ هذا الكم من التخبط في عدم معرفة الصواب والأنفع للناس هو في الواقع نتيجة عدم إدراك الحكومة الصينية الشيوعية لكيفية التعامل مع الإنسان، باعتباره مخلوقاً لخالق هو أعلم به من نفسه وأعلم بحاجاته وغرائزه. وكيف لها أن تعرف وهي تعلن الإلحاد وتحارب الإسلام والمسلمين وحكم الله وحدوده! فكانت سياساتهم عبارة عن اتباع وتقديس لأهوائهم، التي أزهقت بسببها أرواح ملايين البشر بين حالات الإجهاض القسري والطوعي نتيجة القيود المفروضة على الناس، وأوجدت حالة من الخلل في ازدياد أعداد الذكور مقابل الإناث، وأوقعت نفسها في مشاكل اجتماعية واقتصادية ما كانت في الحسبان، قال تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً﴾. ثم سارعت إلى تدارك الحل، وهي أجهل من أن تدركه بعيداً عن سنن الخالق سبحانه، فأوشكت أن تعود من حيث بدأت بعواقب أخزى وباتوا في ضيق وضنكٍ، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.
ولو عملوا بشرع الله لعلموا أنّ الذي فعلوه باطل ومردّه الخسران المبين، وأنّ الله لا يخلق الخلق إلاّ ورزقه وأجله مقسوم في السماء لا ينقص منه شيء، قال تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله العلي