- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نظام السيسي أهلك الحرث والنسل في أرض الكنانة
الخبر:
حلت كوارث كثيرة بأهل الكنانة خلال الأسبوع الماضي، فقد وقع تصادم قطارين في محافظة سوهاج أدى إلى مقتل 32 شخصا وإصابة 91، وفي منطقة جسر السويس انهارت عمارة مكونة من 10 طوابق فلقي 8 أشخاص مصرعهم وأصيب 29 آخرون، وشب حريق في محطة قطارات مدينة الزقازيق دون وقوع خسائر بشرية بحسب ادعاء محافظ الشرقية.
التعليق:
إن الناظر في كل هذه الأحداث الأليمة نظرة ولو جد بسيطة يدرك أن السبب الرئيسي فيها هو انعدام الرعاية الصحيحة وغياب الشعور بالمسؤولية عند عصابة مغتصبي السلطة، وهو ما يزيد المؤكد تأكيدا أن هذه الأنظمة الجاثمة على صدور المسلمين منذ ما يقرب من مائة سنة لم تأت لترعى شؤون الناس بل لإفقارهم وإذلالهم وسحقهم بمختلف الوسائل والأساليب، وهي أنظمة لا تعرف إلا ابتزاز الناس وسرقة أموالهم ومقدراتهم وإفقارهم، وبمجيء عميل أمريكا السيسي إلى الحكم ازداد الأمر سوءا في أرض الكنانة وازداد عدد الكوارث والمصائب دون أي اهتمام من هذا العميل ونظامه، وكأنه يريد أن ينتقم لسيدته أمريكا من هذا الشعب الذي قرر يوما الخروج على عميلها مبارك في ثورة لو استمع القائمون عليها لنصح الناصحين لأدت إلى زوال النفوذ الأمريكي من أرض الكنانة ومن كافة بلاد المسلمين، ولكنهم بدل أن يستمعوا لنصح الناصحين قاموا باستنساخ النظام السابق مع تغيير في الوجوه وحسبوا أنهم يحسنون صنعا!
إن حوادث تصادم القطارات وغرق العبارات وسقوط العمارات على رؤوس ساكنيها تكررت عشرات المرات في أرض الكنانة، ومع ذلك لم يقم النظام بأية معالجة حقيقية لهذه الجرائم بحق الشعب المسكين، فهو مشغول في إضاعة المليارات في مشاريع لن تعود بأي نفع على أهل الكنانة بل سترهقهم الضرائب، كبناء القصور الرئاسية الفارهة وبناء الجسور ومشروع العاصمة الإدارية وغيرها، فلم يقم بأعمال لإصلاح البنية التحتية من أجل سكك قطار آمنة ولم يوقف الغش والسرقات في البناء، وكيف يقوم بذلك وهو أصل كل فساد وشر في مصر؟! أما وزير النقل المصري كامل الوزير فقد علق بكل وقاحة على حادث تصادم القطارين فقال: "يعني إيه لو حادثة حصلت في وزارة النقل، يبقى وزير النقل يمشي؟ دي مش دول، الدول لا تدار بالمنظر ده"، أي أن قتل الناس الأبرياء أمر طبيعي عند وزير النقل!
قال الإمام مالك رحمه الله: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، ونحن نقول لأهل الكنانة إنه لن يصلح حالكم وحال المسلمين جميعا إلا بدولة الخلافة دولة الرعاية لا دولة الجباية، دولة كالدولة التي قادها الفاروق عمر رضي الله عنه فقال ذات يوم: "لو أن بغلة في أرض العراق تعثرت لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة لم لم تسو لها الطريق يا عمر"، وكان يتفقد أحوال رعيته ليل نهار، وكان يذهب بنفسه إلى بيت المال ليأتي بالطعام ليطعم الجوعى من رعيته، وكان لا ينفق المال إلا في وجهه الشرعي، وكان شديد المحاسبة لولاته وعماله، ولم يكن لأحد أية حصانة عنده، فالمخطئ أيا كان موقعه ومنزلته يُعاقب والظالم يؤخذ على يديه والمظلوم يُنتصف له، فيا أهل الكنانة اعملوا معنا لإقامة دولة الخلافة التي بشرنا بها النبي ﷺ حيث قال: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ»، اعملوا معنا لنطوي هذه الصفحة السوداء من الملك الجبري الذي أطبق علينا مائة سنة، اعملوا معنا ففي هذا العمل خلاصكم وخلاص المسلمين جميعا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام