الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا الله لقد جعلوا من اسمك مشكلة ولكن شريعتك لا ذكر لها!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا الله لقد جعلوا من اسمك مشكلة ولكن شريعتك لا ذكر لها!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

انتهى اليوم إجراء قانوني بدأته جيل إيرلند، وهي امرأة نصرانية من أصل ملاوي، وفي عام 2008، عندما قضت المحكمة العليا الماليزية بالسماح للنصارى في البلاد باستخدام كلمة "الله" وثلاث كلمات أخرى من أصل عربي في منشوراتهم الدينية لأغراض تعليمية، قال قاضي محكمة الاستئناف، القاضي نور بي عارفين، إن الأمر التوجيهي الذي حظر استخدام الكلمات الأربع من غير المسلمين كان "غير قانوني" و"غير دستوري". وفي شرح قرارها، أضافت القاضية أن النصارى في صباح وساراواك كانوا يستخدمون كلمة "الله" في اللغة الملاوية لتعني "الله" لأجيال في ممارستهم الدينية للنصرانية لأكثر من 400 عام منذ القرن السابع عشر، وهذا لا يمكن تجاهله. ورداً على القرار، أعلن سلطان ولاية سيلانجور أن استخدام كلمة "الله" في إشارة إلى الله في المطبوعات النصرانية أو الكتاب المقدس للنصارى في بهاسا ماليزيا لن يسمح به في الولاية. وأخيرا صدرت تعليمات إلى المجلس الديني الإسلامي في سيلانجور لتقديم طلب للانضمام إلى استئناف الحكومة الفيدرالية ضد قرار المحكمة العليا الأخير.

 

التعليق:

 

ظلت هذه القضية على حالها لأكثر من عقد من الزمان حتى أصدرت المحكمة العليا هذا الحكم. في الواقع، في عام 2009، أصدرت المحكمة العليا حكماً مشابهاً عندما سمحت لصحيفة هيرالد - ذي كاثوليك ويكلي باستخدام كلمة "الله" في منشوراتها. أثار القرار خلافاً عندما جادل المسلمون الذين احتجوا على قرار المحكمة العليا بأن كلمة "الله" هي حق حصري للمسلمين والديانات الأخرى ليس لهم الحق في استخدامها. واليوم تسمع أصوات إسلامية متشابهة ووجهت انتقادات إلى العديد من الشخصيات الدينية، وخاصة وزير الدين لصمته الواضح وعدم اكتراثه بالقرار.

 

تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من قلق بعض المسلمين من أن استخدام النصارى كلمة "الله" يسبب لهم البلبلة، إلا أنه يجب الرد على هذه المسألة بناءً على نصوص الشريعة. هذا هو الموقف الذي يجب أن نتخذه كمسلمين. بداية، كلمة الله قد استخدمها العرب حتى قبل زمن رسول الله ﷺ وكان كفار قريش يستخدمون كلمة الله في حياتهم اليومية، سواء أثناء العبادة أو في القسم. ولما جاء رسول الله، بقي استخدام كلمة الله من الكفار وأهل الكتاب والمشركين، ولم يمنعه النبي ﷺ. من ناحية أخرى، فإن ما رآه رسول الله مداناً هو تصرفات أولئك الذين يربطون أنفسهم بالله ويرفضون الإيمان بالقرآن. أي أن ما رآه رسول الله هو العقيدة الفاسدة والنظام الفاسد الذي يمارسه الكفار. علاوة على ذلك، توجد آيات كثيرة في القرآن يقر الله فيها باستخدام الكفار لاسمه، ولكنه يسب من يتخلى عن عبادته ويشرك معه. قال تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: 39]. وقال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [سورة المائدة: 73]

 

ولذلك من المهم أن نفهم هذه المسألة من منظور القرآن والسنة. إن القضية الحقيقية ليست استخدام كلمة الله بل السياق الذي تستخدم فيه هذه الكلمة. والتعامل مع هذه المسألة منصوص عليه بوضوح في كثير من الآيات في القرآن وأمثلة من السنة النبوية.

 

إن الكفار لم يتوقفوا عن محاولة تضليل المسلمين عبر مئات السنين، من خلال الهجمات التبشيرية والمستشرقة ويحاولون دائما تضليلهم من الداخل. وللأسف، نجحوا أخيراً في إضعاف وتدمير المسلمين، بل نجحوا أيضاً في تدمير الدرع الذي يحمي الأمة والإسلام - الخلافة. حيث استبدلت بطريقة الحياة الإسلامية الآن أفكاراً وأنظمة غربية. وقد كان للكفار دور فعال في ضمان غياب الفكر الإسلامي عن حياة المسلمين اليوم، كما أن الرأسمالية والديمقراطية تهيمنان على حياتنا وتحرصان على أن نشغل أنفسنا بقضايا كثيرة تلهينا عن توجيه الاتهامات لهما. وبالتالي، فإننا لا نشتغل إلا في مسائل مثل استخدام كلمة "الله"، بينما في الوقت نفسه نضع شريعة الله وراء ظهورنا!! والأسوأ من ذلك أننا ندعي الجهاد من أجل الإسلام، ولكننا نفعل ذلك بالاعتماد على الدستور الاتحادي الذي وضعه الكفار في المقام الأول.

 

اللهم وفقنا لصراطك المستقيم، وامنحنا القوة لنتحرر من الكفار ونتحد تحت درع الخلافة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد – ماليزيا

آخر تعديل علىالسبت, 03 نيسان/ابريل 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع