- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السودان.. وصول أول سفينة حربية روسية إلى ميناء بورتسودان
الخبر:
وصلت الأحد، أول سفينة حربية روسية، إلى ميناء بورتسودان، شرقي السودان. وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، أن "الفرقاطة أدميرال جريجوروفيتش، وصلت إلى ميناء سوداني تنوي روسيا إقامة قاعدة بحرية فيه". بدوره، أكد مصدر عسكري سوداني، أن "موضوع القاعدة العسكرية الروسية لم يحسم بعد". (وكالة الأناضول)
التعليق:
كان المسلمون سادة الدنيا فكانت أنظارهم تتطلع إلى البعيد والمصالح البعيدة، وليس أدل على ذلك من مقولة طارق بن زياد فاتح الأندلس رحمه الله بأنه لو علم خلف المحيط بلاداً لخاض المحيط في سبيل الله. ولما انهدمت آخر خلافة للمسلمين "الخلافة العثمانية" أنبت الاستعمار فئةً بين المسلمين صار التطلع لديها للخارج استجداء الدول لأخذ الفيزا ودخولها، وأخذوا يعملون معاول الذل في الأمة حتى صارت بلادنا مطامع للدول القوية وغير القوية، وصارت السياسة عند هؤلاء الحكام تجارة يتاجرون بمصائر شعوبهم ويعرضون أرضهم وموانئهم ومطاراتهم للكفار لقاء ثمن بخس دراهم معدودة.
وحكام السودان برهنوا أنهم من أرخص هذه الفئة المقيتة من الحكام، فيعرضون موانئهم لبناء قواعد عسكرية لروسيا التي كان حلمها الوصول إلى المياه الدافئة، فكيف بها اليوم تصل إلى البحار الدافئة البعيدة عنها آلاف الكيلومترات، وطبعاً فإن هذا ليس قوة في روسيا، وإنما هو إذن تلقاه حكام السودان من سيدتهم أمريكا لتسهيل المهمات العسكرية الروسية في المنطقة.
فروسيا جاءت إلى سوريا للدفاع عن عميل أمريكا بشار، وكان إعلان رئيس روسيا بوتين تدخله في سوريا سنة 2015 من نيويورك وليس من موسكو، وذلك عقب اجتماعه مع الرئيس الأمريكي آنذاك أوباما، وفي ليبيا لم تختلف الصورة فقد أرسلت روسيا مرتزقة شركة "فاغنر" وهم عسكريون روس سابقون لمؤازرة عميل أمريكا حفتر.
وبعد أن كانت أمريكا تنسق مع روسيا مباشرة في سوريا إبان إدارة أوباما فإنها قد أنزلت مرتبة روسيا إبان إدارة ترامب ودفعتها للتنسيق مع تركيا وكيلاً عنها في الأزمة السورية، ولما نجح هذا التنسيق في كبح جماح الثورة السورية قامت إدارة ترامب بنقل هذه التجربة الروسية-التركية إلى ليبيا، وها هي تقوم بنقل ما يشبهها إلى السودان لتوريط روسيا في الدفاع عن المصالح الأمريكية في منطقة تزداد فيها الأزمات المشتعلة من سد النهضة والخلاف الإثيوبي مع مصر والسودان إلى النزاع في تيغراي داخل إثيوبيا وما تخطط له أمريكا في تلك المنطقة.
وبغض النظر عن مخططات أمريكا ودرجة انخراط روسيا فيها فإن ما يهم أهل السودان أن سلاح الأجهزة الأمنية مسلط على رقاب الناس، ويستعمل لقمع المظاهرات وأي تحرك للشعب السوداني، بل وتقوم الحكومة السودانية بسياسة تجويع الشعب ثم ترسل مرتزقتها للقتال في اليمن وليبيا بثمن بخس، واليوم وعلى الرغم من عدم تأكيد السودان لمسألة القاعدة العسكرية الروسية فإن حكام السودان هؤلاء لم يعد لديهم حرام في منح الكفار كل الامتيازات في السودان، بل يوهمون الناس بأن هذا مصدر مالي للحكومة الفقيرة، وما هو كذلك بل مزيد من التآمر على شعب السودان وإهدار ثروته والتفريط بالبلاد والعباد.
ولن يتغير حال السودان إلا إذا وثبت فئة قوية من أهل السودان على هؤلاء الحكام وأخذت بحلاقيمهم وأقامت دولة الإسلام، الخلافة على منهاج النبوة، وما ذلك ببعيد لمن وضع نصب عينيه إرضاء الله تعالى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي