- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عواصف النسوية المدمرة تتمكن في الإعلام وتبث سمومها
الخبر:
تناول برنامج "مسلات" بتلفزيون السودان، موضوع النسوية في السياق الثقافي السوداني، تحت عنوان: (النسوية السودانية حق أم احتجاج مجاني) استضاف من خلاله الكاتبة ويني عمر والناشطة النسوية هدى شفيق، فشرحت ويني استناداً إلى الفكر الغربي فلسفة النسوية واستشهدت بمفكرين غربيين منهم مارغريت مد. واستندت إلى فكرة تقسيم الأدوار ووصفت الأدوار التي قسمت من قبل بالظالمة للمرأة ووصفتها بالتقليدية...، أما هدى شفيق فقالت إن دور النساء في المجتمع كأدوار إنجابية فيها ظلم وهي على حساب صحة المرأة واستمتاعها بالحياة لذلك يجب أن تكون اختيارية!! وطالبت الناشطتان إما بإعادة تفسير النصوص المتعلقة بالولاية وشروط الزواج أو فصل الدين عن الدولة.
التعليق:
إن أهل السودان لهم هوية وثقافة نابعة من قناعاتهم التي تتناقض مع ما طرحته هؤلاء النسويات في هذا البرنامج، وإن كانت حقبة الاستعمار وما أعقبها أزالت سيما هذه القناعات في الحكم والاقتصاد، لكنها لم تجرؤ على ما تجرأت عليه هذه الحكومة من إثارة الجدل الواسع والتناقضات الكبيرة جداً على ساحته الثقافية والسياسية والاجتماعية على وجه التحديد، وكون تلفزيون السودان يستضيف نساء لا يعرف كونهن من أهل السودان إلا من اللهجة، فهنّ غربيات الطبع والطباع بل يطلبن من النساء أن يطالبن بحقوقهن على أساس منهجية العمل النسوي، بذلك تكون عواصف النسوية المدمرة قد تمكنت في الإعلام وأصبحت تبث سمومها التي لا علاقة لها بمعتقدات وثقافة أهل البلد بل هي من صميم حضارة تتناقض مع الإسلام جملة وتفصيلاً.
ما طرح في البرنامج بشكل عام هي أفكار ومفاهيم تساعد في إعادة تشكيل المجتمعات كما صرحت المستضافات لتواكب نظيراتها في العالم، لكن السؤال ماذا جنت المرأة في العالم من نضال النسويات المأجورات إلا تسليع المرأة وتدمير الأسرة، ولم تحل لا مشاكل الفقر ولا التعليم؟!
أما موضوع التغيير في الأدوار والمساواة فإنه أمر غير وارد في شرع الله الحنيف دين أهل البلد، فرب الرجل والمرأة لم يجعل للناس جميعهم حكماً واحداً في كل قضية، بل يراعي واقعاً معيناً وأوصافاً معينة عند التشريع تلائم واقع القضية المراد علاجها؛ فمثلاً حين نظم علاقة الرجل بالمرأة لاحظ في أحكامه وصفي الذكورة والأنوثة لتعلقهما المباشر بهذه المسألة، فجاء بأحكام تتعلق بالمرأة تختلف عن أحكام الرجل بهذا الاعتبار، فجعل عورة الرجل تختلف عن عورة المرأة، وخصها بأحكام الحيض والنفاس والولادة، إذ طبيعة بنيتها الجسدية تقتضي ذلك، وجعل الأصل في المرأة أن تكون أماً وربة بيت وعرضاً يجب أن يُصان، إذ طبيعة استعداداتها الجسدية والنفسية المختلفة عن الرجل تقتضي ذلك. وفي المقابل أوجب على الرجل القيام على أمر المرأة والعيال ورعاية شؤونهم وأوجب عليه النفقة لمن يعول، وفي الميراث أعطى أحياناً الذكر مثل حظ الأنثيين مراعياً ما أوجبه على الذكر من النفقة على المرأة... فهذا الاختلاف في الأحكام لا يعد تمييزاً بين الناس بل هو وضع للأمور في نصابها ممن خلق الذكر والأنثى، وليس رأياً لنسوية فضح التاريخ أخلاقهن مثل (كاثرين مود).
والمستغرب أن هؤلاء المستضافات عشن في الغرب وشهدن ما تعانيه المرأة هناك، وهي تئن من جور النظم الرأسمالية التي حولتها لسلعة تباع وتشترى، ويتمتع بها الرجل حتى إذا كبرت رموها في دور العجزة حتى الموت، لا أحد يسأل عنها، لذا كثر عندهم الإجهاض وقتل النساء وتعذيبهن، فخرجت منظمات تدافع عن المرأة، أما نحن بوصفنا مسلمات فلا حاجة لنا بهذا النضال لأجل حقوق شرعتها عقول البشر فلنا حقوق وواجبات نتعبد بها رب البشر.
إن المرأة في السودان اليوم، مطالبة بأن تنزع يدها من دعاوى النسويات التي تسعى لتحرر المرأة من إسلامها إلى جحيم الرأسمالية المتوحشة، وأن ندرك أن الغرب الرأسمالي وأذنابه لا يريدون من حرية المرأة، إلا إفسادها وأنهم يرمون من وراء ذلك إلى إفساد المجتمعات ليسهل عليهم تنفيذ أجندتهم الاستعمارية من نهب الثروات والسيطرة على العالم، وأن العمل لإعادة كيان الأمة السياسي الخلافة الراشدة الذي هو الدرع الواقي من هذه المخططات الخبيثة هو الحل الأوحد والأنجع بل هو الفرض الذي يجب أن يسعى له الجميع.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار (أم أواب)
وسائط
1 تعليق
-
اللهم اكفنا شر الأعداء وهيئ لنا من امرنا رشدا