- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حامد لن ينفع الكلام ما لم يتغير النظام
الخبر:
شدد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد على أهمية أن يتحلى المسؤولون في مؤسسات الدولة بالرشد واستشعار الرقابة الإلهية والمسؤولية الوطنية في التعامل مع المال العام. (صحيفة الثورة 23 كانون الأول/ديسمبر 2020م، العدد 20488).
التعليق:
تأتي هذه الورشة ضمن ما يسميه الحوثيون برنامج إصلاح مؤسسات الدولة والنهوض بها ومكافحة الفساد وإعداد أولويات العام 2021م التي تنظمها وزارة المالية، وبهذا لا تزال مليشيا الحوثي في شمال اليمن تتخبط في دياجير الظلام لا تخرج منها بل تتوغل فيها أكثر فأكثر، فمنذ دخولهم صنعاء وإحكام سيطرتهم عليها يقيمون الورشة تلو الأخرى وفي كل مرة لا يتغير من الحال شيء بل يزداد الحال سوءاً، فقد أوهموا الناس في بداية الأمر أنهم ليسوا إلا مصلحين لما أفسده الآخرون من قبلهم، ثم ما لبث أهل اليمن حتى رأوهم كسابقيهم بل أشد إفساداً وبعداً عن الإسلام وأحكامه، فأين المشكلة؟!
تكمن المشكلة الأساسية في أن الحوثيين كسابقيهم ركزوا جل اهتمامهم في تغيير وجوه ورموز النظام، ثم حلوا مكانهم دون أن يمسوا النظام الفاسد أو أن يلتفتوا إلى تغييره أصلاً، فكان من جراء ذلك أن ازداد النظام الفاسد تجذراً في البلاد يُنبت كل حين فاسدين جدداً أكثر من سابقيهم، وما الرؤية الوطنية التي أصدروها إلا تجذيرٌ للفساد والحكم بغير الإسلام، فأينما وجهت نظرك تجد الفساد والبعد عن الإسلام، فالفساد والباطل من رأس النظام حيث يقبع أحمد حامد، إلى كل مرافق حكومته.
إن أساس الفساد هو الحكم بغير ما أنزل الله والاحتكام لغير شرع الله والارتباط بالغرب الكافر وإفساح المجال له بالتحكم بمصير البلاد والعباد عبر تنفيذ مخططاته بواسطة العملاء والمنظمات والهيئات المرتبطة به فتعيث في الأرض الفساد وتبعد الناس عن حكم رب العباد، فيضمن الغرب استمرار سقوط وانحدار أمة الإسلام، ويضمن العملاء بقاءهم في كراسي الحكم المعوجة أرجلها.
كان الأصل بجماعتك يا حامد أن تحكم بالإسلام منذ أول يوم وأن تقطع يد الأجنبي، لا أن تعتمد عليه في الغذاء والدواء والخبراء! وأنت أكثر من يعرف هذا كونك كنت منسقاً ومسهلاً للمنظمات الأجنبية المختلفة، لكن جماعتك اكتفت برفع الشعارات ثم رمت بها عرض الحائط في واقعها العملي مع أن كثيراً من شعاراتكم ليست من الإسلام في شيء أو أنها شعارات عامة غامضة.
إن الفلاح واستئصال الفساد من على الأرض مرتبط بالاستجابة لأمر الله وتحكيم شرعه ونبذ ما سواه والصبر على ذلك مهما كانت التحديات والصعاب ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي القاضي – ولاية اليمن