- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ولّى زمن اللعب المنفرد
الخبر:
ذكرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تستطيع بمفردها احتواء طموحات الصين في توسيع نفوذها السياسي وقوتها الاقتصادية عبر العالم.
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أصدرت إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية تقريرا أكد أن السلطات الصينية تسعى إلى مراجعة النظام العالمي من أساسه خدمة لأهدافها الاستبدادية وطموحاتها في الهيمنة.
ويرى أرني ويستاد (كاتب التقرير) أنه سيتعين على إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن أن تفعل أكثر مما قامت به كل من إدارتي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب لمساعدة الدول الآسيوية التي تريد مقاومة الضغط الصيني، وأن تزيد وجودها العسكري في المحيطين الهندي والهادي، وأن تضع سياسات في مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا تكافئ الصين إن هي امتثلت للاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف وتعاقبها إن هي حادت عنها.
التعليق:
أرني ويستاد يرى أن أمريكا لا تستطيع القيام بأية خطوة لاحتواء الصين دون تعاون واسع من "حلفائها وأصدقائها الدوليين"، ويعقد مقارنة بين وضع أمريكا في أيام الحرب الباردة ومواجهتها الاتحاد السوفيتي وبين وضعها الآن، بأنها في ذلك الوقت كانت تحتكر بمفردها نحو ٥٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ومع ذلك احتاجت لدعم الحلفاء، أما اليوم فحصّتها أقل من نصف تلك النسبة وهي مرشحة لمزيد من الانخفاض إن لم يتم تنشيط الاقتصاد الأمريكي.
فهل تستطيع أمريكا تجنيد المزيد من الأصدقاء والعملاء لاحتواء المد الصيني؟
إن عنتريات ترامب في السنوات الأربع الفائتة أضرت بفرص أمريكا لتجنيد الدول الأخرى خاصة من تمتلك سيادة حقيقية للسير معها في محاصرة الصين، ولعل هذا التقرير يشي بما يجب على إدارة بايدن فعله كي تستطيع الحفاظ على نفوذها العالمي ومنع تآكله.
فأدوات أمريكا لبسط الهيمنة والنفوذ تتآكل شيئا فشيئا، وأبرز تلك الأدوات هي القوة الاقتصادية التي تؤهلها لتوجيه الاقتصاد العالمي الوجهة التي تخدمها أولا وقبل غيرها. بل إن كاتب التقرير يقر بأن النظام السياسي الأمريكي كشف بوضوح عن نقاط ضعف أمريكية يشاهدها الجميع خاصة مع جائحة كورونا، وبالتالي فإن النموذج الأمريكي لم يعد يستحق المحاكاة عالميا.
هذا من جهة أمريكا، أما من جهة الصين فإن ما ورد عن قيام الصين "بمراجعة النظام العالمي من أساسه خدمة لأهدافها الاستبدادية وطموحاتها في الهيمنة"، فإنه يشي بإمكانية حدوث تغير في نهج الصين مستقبلا على المستوى الدولي. ولكن مهما ملكت من قوى وأدوات فإن أقصى ما يمكنها الوصول إليه ماديا لن يؤهلها لقيادة العالم لافتقارها للمبدأ العالمي.
وفيما يتعلق بالمسلمين وخاصة المخلصين في الأمة فإن هذه التغيرات والمؤشرات هي محفزات ومبشرات مادية إضافية بقرب الانعتاق من هيمنة الرأسمالية وأذنابها في بلاد المسلمين، وأن السنوات القادمة حبلى بتغيير جذري عالمي بقيادة الإسلام ودولته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى