- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المصالحة السعودية القطرية فشل آخر للسياسة الأمريكية في المنطقة
الخبر:
وزير الخارجية الكويتي يعلن التوصل إلى اتفاق ينهي الخلاف الخليجي. (وكالات الأنباء، الجمعة 4 كانون الأول/ديسمبر 2020م).
التعليق:
كانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين قبل حوالي 3 سنوات قد أعلنت مقاطعة قطر وقامت بمحاصرتها برا وبحرا وجوا، واتهمتها بمساندة الإرهاب، علاوةً على اتهامات أخرى. وتحدثت بعض الأنباء عن أن السعودية كانت تجهز خطة لاقتحام قطر، إلا أنها تراجعت عن ذلك. وشنت الدول الأربع حرباً إعلاميةً شرسة على قطر، وظلت قطر متمسكة بموقفها ولم تغير في سياستها المعلنة شيئاً حتى يوم إعلان المصالحة.
وواضح لكل متابع أن اتخاذ قرار مقاطعة قطر وحصارها جاء بعد زيارة ترامب للسعودية، وتلقى ابن سلمان الأوامر وقام بإعلان الحصار والمقاطعة، ذلك أن قناة الجزيرة كانت تكشف السياسة الأمريكية في المنطقة وتكشف عملاء أمريكا، فكان لا بد أن (تشيطن) قطر وتحاصر وتقاطع حتى تستجيب للهيمنة السعودية على دول الخليج، إلا أن ذلك لم يحدث واستمرت قطر في سياستها نفسها دون تغيير.
واليوم بعد زيارة مبعوث ترامب وصهره (كوشنر) إلى السعودية وقطر، جاء الإعلان عن المصالحة باسم الكويت، وهي في الحقيقة أوامر أمريكية لحكام السعودية بذلك، وموافقة قطر كونها تريد أن تكسر عزلتها وكون ذلك الإعلان يعتبر انتصارا سياسيا لها.
إن الحصار والمقاطعة إنما جاءت تلبيةً للسياسة الأمريكية وليس لها علاقة مطلقا بأي خلافات خليجية أو دعم للإرهاب، وكذلك المصالحة اليوم جاءت مساندة للسعودية بعد أن أصبحت السعودية هي نفسها في عزلة جراء دخولها حرب اليمن، وطول تلك الحرب غير المتوقع ما أدى إلى استنزاف السعودية، مع خلاف السعودية مع إيران وتنافسهما على قيادة المنطقة، وحتى لا تضعف السعودية كعميل مهم لأمريكا، قامت أمريكا بإعطاء أوامرها للسعودية بإعلان التقارب مع تركيا لتقوية عملائها، وبعده بأيام قليلة جاء هذا الإعلان عن المصالحة مع قطر. ما يعني أن أمريكا قد فشلت في محاصرة قطر وفشلت في جعل السعودية قائدة لملفات المنطقة. ولهذا جاءت هذه التغييرات وتم تغليفها بمناسبة تغيير الإدارة الأمريكية.
إن حكام المسلمين لا يعدون سوى كونهم دمى للغرب الكافر يستخدمهم متى شاء لتنفيذ سياساته وحماية مصالحه في بلادنا، ووجب على الأمة الإسلامية وبالأخص أهل القوة والمنعة فيها أن ينفضوا عن تلك القيادات ويسلموا إدارة سياسة قضاياهم وثرواتهم للمخلصين من أبناء الأمة الإسلامية العاملين لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة طاعة لله ورسوله في العمل لإقامتها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن