- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام السّياسيّ يقضّ مضاجع الغرب ويرعب ساسته
الخبر:
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها سام جونز عن إجراءات المستشار النّمساوي سبستيان كيرز لمحاربة ما يسمّيه "الإسلام السّياسيّ" ويذهب أبعد من الإجراءات التي اتّخذها الرّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون.
ويقول المحلّلون إنّ ردّ كيرز على هجمات فينّا هي مسألة ثقافيّة وأمنيّة بنفس الوقت. وجاء في التقرير أنّ المستشار النّمساوي حدّد ما قال إنّه الأرضيّة الأيديولوجيّة التي قدّمت الأرضيّة لهجوم فينّا الشّهر الماضي وهو "الإسلام السّياسيّ" مع أنّه لم يعرف ماذا يقصد منه. وتخطّط حكومته لمشروع قانون ستقدّمه إلى البرلمان هذا الشّهر يحظر الانضمام للجماعات المصنّفة "إسلاميّة" واعتقالات وقائيّة وسلطات واسعة لإغلاق المساجد والمؤسّسات الأخرى التي تصنّف بالمتشدّدة وسلطات لتجريد أفراد متشدّدين من المواطنة النّمساويّة.
وقال كيرز الشّهر الماضي: "في القتال ضدّ الإسلام السّياسيّ سنخلق جريمة سياسيّة اسمها "الإسلام السّياسيّ" لكي نكون قادرين على اتّخاذ إجراءات ضدّ من ليسوا إرهابيّين أنفسهم ولكنّهم يخلقون أرضيّة تفرّخ الإرهاب". (القدس العربيّ، 2020/12/02م)
التّعليق:
إثر الهجوم الذي استهدف العاصمة النمساوية فينّا مساء الاثنين 2020/11/2 والذي خلّف أربعة قتلى و15 جرحى دعا المستشار النّمساوي سيباستيان كورتز الاتحّاد الأوروبّي إلى مكافحة "الإسلام السّياسيّ"، معتبراً أنّه "أيديولوجية" تشكّل "خطراً على نموذج العيش الأوروبّيّ". وأوضح في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانيّة: "ينبغي على الاتّحاد الأوروبّيّ أن يركّز أكثر في المستقبل على مشكلة الإسلام السّياسيّ". وأضاف: "أتوقّع نهاية التّسامح الذي يفهم بشكل خاطئ، وإدراكاً من كلّ الدّول الأوروبّيّة للخطر الذي تشكّله آيديولوجيّة الإسلام السّياسيّ على حرّيتنا ونموذج العيش الأوروبّيّ". (الشّرق الأوسط 2020/11/03م).
تسارعت وتيرة التّصريحات المعادية للإسلام السّياسيّ وكثرت الإجراءات والتّدابير المتّخذة لمحاربته. دُقّ ناقوس الخطر عند دول الغرب الرّأسماليّ وشعر سياسيّوها بتهديدات حقيقيّة لحضارتهم العلمانيّة التي فصلت الدّين عن الحياة والتي عملت في بلادها وخارجها على صهر المسلمين بقيمها. ورغم نجاحها النّسبيّ في ذلك إلّا أنّ أبناء أمّة الإسلام ممّن فهموا دينهم الفهم الصّحيح لم يذوبوا في المجتمع الغربيّ ولم ينصهروا بمفاهيمه الفاسدة بل ثبتوا على قيمهم وعملوا على نشرها حتّى يصلح بها حالهم وحال المجتمع. فالإسلام دين يحيي النّاس ويحلّ مشاكلهم بأحكامه الرّبّانيّة العادلة وليس دينا يركن في رفوف المكاتب أو يحبس في المساجد.
هذا الفهم يقضّ مضاجع السّياسيّين في الغرب لأنّه مبدأ مناقض لمبدئهم وفي عودته ووجوده في المجتمع خطر كبير يهدّد حضارتهم ويرمي بها خارج الحياة. هم على يقين أنّ الإسلام إن تعدّى الحدود التي رسموها له وحسب المقاييس التي وضعوها (ما أطلق عليه المستشار لفظ "التّسامح") فسيصبح مشكلة كبيرة تهدم بناء حضارتهم وتقضي على نموذج حياتهم ونمط عيشهم.
يعلم الغرب جيّدا ما للإسلام السّياسيّ من تأثير وقدرة على تغيير موازين القوى فهو القادر على إعادة الإسلام إلى الحياة بعد أن أقصي وهدمت دولته. الإسلام السّياسيّ هو من سيعيد مجد الأمّة وعزّها حين يبني دولة الخلافة الرّاشدة الثّانية على منهاج النّبوّة فتحكم بما أنزل الله من هدى ورحمة وتحمله للعالم وتخرجه من ظلمات العلمانيّة وظلم النّظام الرّأسماليّ المتوحّش ﴿وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾. فليشمّر المسلمون عن سواعدهم ويعملوا لذلك متوكّلين على ربّهم متأكّدين من نصره.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت