- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متى يا ورثة الأنبياء تكونون مفعولاً بكم فى السياسة؟؟
الخبر:
أشاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بجماعة أنصار السنة المحمدية ودورها في وحدة البلاد وتماسكها، جاء ذلك خلال لقائه بمكتبه اليوم بالرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية عبد الكريم محمد عبد الكريم، والدكتور محمد الأمين إسماعيل نائب الرئيس، والأستاذ عبد المنعم صالح الأمين العام للجماعة؛ حيث تناول اللقاء الأوضاع بالبلاد؛ وتأكيدات الجماعة على أهمية الحفاظ على الاستقرار والسلام والمساهمة في جعل الحلول ممكنة تجاه كافة القضايا. (سودان تربيون 2020/8/12م)
التعليق:
هذه ليست المرة الأولى التي تسارع فيها جماعة أنصار السنة وتتزاحم على أبواب الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، فقد التقت الجماعة برئيس الوزراء الذي لم يخف إرادته القوية بفصل الدين عن الحياة وإقامة النظام العلماني المدني، وها هي الجماعة نفسها تلتقي البرهان الذي التقى مع رئيس وزراء كيان يهود الغاصب لأرض المسرى.
لقد أرغمت التغييرات التي أطاحت بحليفهم البشير، هذه الجماعة على إبداء اهتمامٍ ببلورة رؤية تتوافق مع الأوضاع الجديدة فانقسموا على أنفسهم، وشكّلت الأوضاع الجديدة تحدّياً خاصّاً لسببين اثنين على الأقل:
أوّلا: سلّطت الضوء على واقع أن الشأن العام ورعاية شؤون الأمة بالشرع الحنيف وتطبيق الإسلام لم يكن قط في صُلب أولويات هؤلاء، الذين يتمحور انخراطهم السياسي أساساً حول مسألة تأييد ولاة الأمر أينما كانوا.
ثانياً: لا تستطيع هذه الجماعة صياغة برنامج يقوم على تطبيق الإسلام كاملا في الحكم؛ بسبب عدم وجود رؤية ومشروع دستور يؤهلهم لذلك، فالجماعة تنأى بنفسها عن دراسة السياسة في حلقاتها بل تصل إلى درجة مواجهة كل من يقوم بأعمال سياسية، وقد نحّى العديد منهم نفسه جانباً عن السياسة بذريعة عدم الرغبة في انخراطهم في العمل السياسي لأنهم حزب ديني، ولم يبدوا قط اهتمامهم بمسألة نظام الحكم في الإسلام أو الأزمة الاقتصادية الطاحنة وحلها من الإسلام، وهذا يتجلّى بوضوح في شح ما يطرحونه في الشأن العام من سياسة وحكم واقتصاد. مثل هذا القصور لا يزال عقبة كأداء تجعل منهم تبعا للأنظمة الحاكمة.
وبسبب هذه المقاربة البراغماتية، فقد وضع هؤلاء أنفسهم في أطراف متباينة داخل لوحة الطيف الأيديولوجي من كونهم ممثلي طبقة عريضة من المسلمين المؤيدين لتطبيق شرع الله في الحكم، الذين يحسنون بهم الظن فقد طالبوا أحد مشايخهم في صلاة الجمعة أيام بداية ثورة ديسمبر بأن يبايعوه فرفض، وحين تصبح هذه التناقضات أوضح من الشمس في رابعة النهار تتكشّف مدى صعوبة المواقف على هذه الجماعات التي لا تستطيع العيش بمبدئية الإسلام العظيم.
وبما أن الدين النصيحة، فإننا ننصح هؤلاء بالاستناد إلى العقيدة التي يدعون إليها، وأن يتبنّوا سياسات شرعية من خلال تشكيل أحزاب سياسية على أساس ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ويتعيّن عليهم لتحقيق النجاح أن يطرحوا على الأمة، كما تفعل الأحزاب الأخرى، برامج سياسية واقتصادية من نبع الإسلام تستند على أدلة شرعية حصراً كحل لكل الأزمات.
وهم يملكون شعبية وحاضنة وقواعد كبيرة مكوّنة من طبقات اجتماعية مُتباينة، فهم يحظون بدعم المسلمين بسبب رؤيتهم الاجتماعية المُحافِظة، بيد أنهم يتمتعون أيضاً بدعم الفقراء بسبب الخدمات التي توفّرها الجمعيات الخيرية التي يهتمون بها... إن التحدي أمام هذه الجماعة هو بأن تقوم بإمكاناتها المؤهلة لإيصال الإسلام إلى سدة الحكم وإلا سيظلون مفعولاً بهم بل فاعلين في تضليل الأمة في سبيل نهضتها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة غادة عبد الجبار – أم أواب