لست بالخبّ ووزير المالية لا يخدعني!!

الخبر:

أصدر والي الخرطوم المكلف يوسف الضي يوم الخميس قراراً سمح بموجبه بإنتاج الخبز التجاري يترواح بين 5 إلى 10 جنيهات حسب شروط، ونص القرار على أن تقتصر صناعة الخبز التجاري على المخابز الواقعة في الأسواق والمناطق الصناعية شريطة الحصول على تصريح بممارسة العمل بنظام الخبز التجاري من وزارة الصناعة والتجارة بالولاية. (سودان تربيون، 2020/6/3م)

التعليق:

كانت هنالك مقولة سرت أيام المصالحة التي أعلنها نميري مع الأحزاب السياسية، وكان كل حزب يبحث عن مبرر لمشاركة نميري في الحكم فاتكأت بعض الأحزاب على مقولة "من خدعنا بالدين انخدعنا له"، مع أنها مخالفة لمقولة سيدنا عمر رضي الله عنه "لست بالخب ولا الخب يخدعني" أي أنه ليس بالمخادع والمخادع لا يخدعه.

 إن حيلة رفع سعر الخبز بمسمى الخبز التجاري هي الخطوة قبل الأخيرة لما يسمى برفع الدعم عن الخبز بعد خلق الندرة الخانقة تفصيلاً على مقاس الوقود التجاري، وهي حيلة ليست بذكية ولكنها عمل رجل مخادع، فهل سنخدع أنفسنا كما النعامة حينما خبأت رأسها في التراب؟!

 لقد أطلق وزير المالية سياسة هيكلة الاقتصاد الكلي وفق رؤية صندوق النقد الدولي؛ فانبرت له بعض قوى الحرية والتغيير بأن رفع الدعم عن الوقود والقمح خط أحمر، لكننا نرى أن وزير المالية لا يأبه بهذه الخطوط الحمراء ويسير قدماً في الاستجابة لروشتات صندوق النقد الدولي تحت ظل جائحة كورونا، التي خبأت قوى الحرية والتغيير رأسها تحت عباءتها!

إن الحكم لا يصلح بالخداع والكذب، ولو كان الكذب ينفع أحداً لما سقطت حكومة الإنقاذ فهي أكثر كذباً وأوسع حيلة، وفي ذلك قال ﷺ: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» متفق عليه.

فهل سكوتنا على هذا الخداع أمر يجيزه الشرع؟ وهل غض الطرف عن منكر الخضوع لصندوق النقد الدولي وسياساته المالية أمر يجيزه الشرع؟! قال ﷺ: «مَنْ رَأى سُلْطاناً جائِراً مُسْتَحِلاًّ لِحُرَمِ اللهِ، ناكِثاً لِعَهْدِ اللهِ، مُخالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، يَعْمَلُ فِي عِبادِ اللهِ بالإثْمِ والعُدوان، فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ بِفعْلٍ ولا قَوْلٍ، كان حَقّاً على الله أنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ» ذكره الطبري في تاريخه. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجيرنا من مداخل الظالمين.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس حسب الله النور سليمان – الخرطوم