- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
القروض الرأسمالية ليست سوى فخاخ استغلالية
(مترجم)
الخبر:
وقعت حكومة تنزانيا وبنك ستاندرد تشارترد اتفاقية قرض بقيمة 1.46 مليار دولار ما يساوي (3.3 تريليون شلن) من أجل تمويل المرحلة الثانية من خط السكك الحديدية القياسي (SGR).
التعليق:
أخيراً فإن مشروع البنية التحتية لسكك حديد تنزانيا القياسي سوف يربطها بالبلدين المجاورين رواندا وأوغندا، ومن خلال هذين البلدين سيصل إلى بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ليحل محل نظام السكك الحديدية القديم غير الفعال.
بدأت بناء هذا المشروع شركة يابي المركزية التركية، بالشراكة مع الشركة البرتغالية موتا-إنجل الأفريقية في نيسان/أبريل 2017، بتمويل جزئي للمرحلة الأولى، بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي، والتي تم اقتراضها من بنك ائتمان الصادرات التركي. وفي تشرين الثاني/فبراير 2019، أعلن أن 42% من هذا القسم لم يكتمل بعد. في منتصف عام 2019، أعلن أن تشرين الثاني/نوفمبر 2019 هو الموعد النهائي للمرحلة الأولى من 1.9 مليار دولار بطول 300 كيلومتر بين دار السلام وموروغورو.
في الحقيقة هذا النوع من مشاريع البنية التحتية الباهظة الثمن قد تخدع الناظر بأنها مفيدة في تشجيع الحوافز الاقتصادية، ومع ذلك، أثبتت التجربة وفي معظم الحالات أنها خدع خبيثة واستغلال اقتصادي بحت يستفيد من فساد السياسيين وتكون حصة الأسد من نصيب الشركات الرأسمالية متعددة الجنسيات.
يعد المشروع المجاور لخط سكة حديد مومباسا - نيروبي القياسي في كينيا والذي يبلغ طوله 470 كيلومتراً (292 ميلاً) مثالاً حياً على ذلك، حيث قامت الصين ببنائه بتكلفة 3.6 مليار دولار، وهو أغلى مشروع للبنية التحتية في كينيا منذ الاستقلال والذي ربط المحيط الهندي الكبير بمدينة مومباسا مع نيروبي، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2018، أفادت "أفريكان ستاند" أن كينيا كانت معرضة لخطر كبير بفقدان ميناء مومباسا الاستراتيجي والذي يدرُ الأرباح بسبب الديون الصينية الضخمة، وكان عليها المخاطرة بمينائها بينما سيتولى بنك إكسيم الصيني سلطة الميناء "حساب الضمان" من أجل استعادة الإيرادات.
تماماً كما انتهى الحال في زامبيا، حيث قامت الصين بالاستيلاء على مطار كينيث كاوندا الدولي بسبب عجز حكومة زامبيا عن سداد ديونها الخارجية الضخمة في الوقت المحدد. وهذا ما سيؤول إليه مصير الكثير من الدول النامية.
حقيقة الأمر أن القروض في جميع الحالات تُستخدم كأسلحة وحشية لإخضاع واستغلال الدول النامية من خلال مساعدة السياسيين الجشعين وعلى حساب الطبقة الفقيرة وهي الأغلبية، والتي هي الطبقة الأكثر معاناةً في تحمل عبء الديون وعن طريق فرض الضرائب ووسائل استغلالية أخرى لسداد القروض للشركات الرأسمالية.
لقد حان الوقت لشعوب الدول النامية أن تستيقظ وتدرك أنّ الرأسمالية لن توقف خططها الاستغلالية في الدول النامية، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفها هو اقتلاع المبدأ الرأسمالي الشرير، واستبدال المبدأ الإسلامي الإنساني به، في ظل الخلافة الراشدة، التي ستنقذ العالم والإنسانية جمعاء من جميع القيود الاستغلالية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا