- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
منظمة التحرير تناضل حتى تدين الجامعة العربية صفقة ترامب
الخبر:
رفضت الجامعة العربية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قائلة إن الخطة لن تؤدي إلى اتفاق سلام عادل. وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة، إن "الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعلياً تحت احتلال. وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته". (بي بي سي 1/2/2020)
التعليق:
طرح الرئيس الأمريكي ترامب خطته للسلام بين السلطة الفلسطينية وحكام العرب من جهة وبين كيان يهود من جهةٍ ثانية، فكانت لطمةً شديدةً على وجه منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التي ألقت السلاح وسارت بمسار التفاوض منذ عام 1988 عندما أعلنت قبولها بدولة على حدود 67، ثم مفاوضات أوسلو والاتفاق سنة 1993، أي بعد ما يزيد عن ربع قرن تبين لها أن ملة الكفر واحدة أمريكا وكيان يهود. هكذا صفعها ترامب، بل ولم يتحدث معها أثناء الإعداد للخطة.
هامت السلطة على وجهها، فلم تدر ما تفعل، ثم اهتدت إلى طريق هو أسوأ من سابقه، طريق الجامعة العربية، فالعرب ومنذ عشرات السنين قد اكتشفوا هزلية الجامعة العربية وهزلية الحكام العرب الذين لم ينصروا فلسطين وهي تصرخ منذ سنة 1948، فأصبحت الجامعة العربية من أفشل المؤسسات السياسية عبر التاريخ، وليس أفشل منها إلا أعضاؤها من الحكام العرب، فكثيراً ما يقول العرب ليتهم وفروا وقود طائراتهم ولم يعقدوا قممهم ولم يظهروا بهذه الدرجة من الضعف وعدم المسؤولية تجاه قضايا بلادهم.
لكن الغريب هذه المرة أن مناصرة فلسطين ببضع كلمات لا تقدم ولا تؤخر في القضية الفلسطينية ولا ترفع ظلم يهود عن الفلسطينيين، ولا يأبه بقراراتها يهود، الغريب أن هذه الكلمات هذه المرة قد أصبح يلزم لتحصيلها نضال كبير مع أنه لا فائدة منها!
ومنظمة التحرير وما تولّد عنها من سلطة هزيلة مرتبطة بالتنسيق الأمني مع يهود ضد أهل فلسطين لا يليق بها أكثر من هذا الهزل العربي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
والحقيقة هي أن الدول العربية ليست هزيلة، وتستطيع مناصرة قضايا الأمة لو لم يكن حكامها عملاء لأمريكا وأوروبا، فها هم هؤلاء الحكام يرسلون جيوشهم للقتال في اليمن، وفي ليبيا، وفي سوريا، أما في فلسطين فلا، ولم يحصل على الإطلاق.
بل إن بعض هؤلاء الحكام قد أرسل سفراءه لحضور حفل إعلان ترامب عن خطته دون أن يعلم هذا الحاكم شيئاً عنها، فكان مناصراً لأمريكا وكيان يهود سلفاً، والكفار يستخدمون هؤلاء الحكام بكل طاقاتهم ضد شعوبهم، وليس ضد كيان يهود، بل جعلهم يحلمون بالتطبيع مع كيان يهود لذلك تراهم يضغطون على سلطتي رام الله وغزة حتى تسيرا في خطة ترامب وتقبلا بما يسمونه الإيجابي منها، فلم يطلب أي حاكم من هاتين السلطتين رفض طريق المفاوضات وإعلان الثورة المسلحة ضد يهود. ويخشى أن يدفع هؤلاء الحكام في نهاية المطاف بمنظمة التحرير إلى قبول الخطة الأمريكية لأنه لا يمكن تحقيق أكثر من ذلك. ولا يستبعد أن تأخذ السلطة بنصائح هؤلاء، فهي أشد منهم خيانةً لأمتها وشعبها، وسجلها حافل بالخيانات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نبيل التميمي