- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس الدّفاع عن النّفس عنوان جديد لنظام رأسماليّ فاشل لا يحمي المرأة
الخبر:
في خروج على التّقاليد، تتلقّى بعض النّساء في نيجيريا دروسا في الدّفاع عن النّفس بدافع من الشّعور بالإحباط إزاء واحد من أعلى معدّلات الاعتداءات الجنسيّة في العالم وضعف وسائل تطبيق القانون والمحظورات القبليّة التي تجبرهنّ على السّكوت عن الاعتداءات الجنسيّة.
وتعاونت مجموعة حقوقيّة محلّيّة مع مدرّبة ملاكمة لتقديم التّدريب المجانيّ الذي يميط اللّثام عن المشكلة المسكوت عنها المتمثّلة في العنف اليوميّ ضدّ النّساء في بلد معروف بالفعل بفظائع ارتكبها متشدّدون بحقّ فتيات. (رويترز)
التّعليق:
في اليوم الدّولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة لسنة 2019 اختارت هيئة الأمم المتّحدة للمرأة موضوع "لوّن العالم برتقاليّا: جيل المساواة ضدّ جرائم الاغتصاب". نادت هذه الهيئة الدّوليّة وكلّ المنظّمات والجمعيّات التي تعمل تحت جناحها بضرورة العمل لتحقيق مستقبل مشرق يخلو من الاعتداءات الجسديّة والجنسيّة والعنف ضدّ المرأة. شعارات ترفعها هذه الهيئة ويسقطها الواقع ويكشف زيفها، فكيف لمن عجز عن إسعاد المرأة في بلاده أن يقدّم حلولا لها في البلدان الأخرى؟!
فقد سجّل مكتب التّحقيقات الفيدرالي أنّه يتمّ الاعتداء جنسياً على شخص واحد في الولايات المتّحدة كلّ 107 ثوان وكلّ عام هناك نحو 293 ألف ضحيّة من ضحايا الاعتداء الجنسيّ. كما أنّ 68% من الاعتداءات الجنسيّة لا يتمّ إبلاغ الشّرطة بها في حين 98% من المغتصبين لا يقضون حتى يوما واحدا في السّجن. فأعظم دولة في العالم تعاني من المشكلة نفسها، كما أنّ نسبة كبيرة من النّساء فيها ممّن يتعرّضن لهذه الاعتداءات لا يبلّغن.
أليس حريّا بهذه الهيئة ومن يعمل تحت ظلّها من جمعيّات ومنظّمات أن تعالج مشاكل المرأة في بلادها قبل أن تكون وصيّة عليها في دول أخرى وخاصّة في بلاد المسلمين؟!
تركيز من هذه المنظّمة على تنفيذ سياسات دولتها التي تسعى لفرض هيمنتها السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة من خلال عولمة مفاهيمها الغربيّة فتدمجها على أنّها دواء وهي في واقع الأمر داء قاتل. فتصدّر "حلولا" للدّفاع عن حقوق المرأة وتنادي بفكرة المساواة بين الجنسين لتنشر مفاهيمها الفاسدة التي يتألّم الآلاف بل الملايين من النّساء جرّاء عيشهنّ في ظلّها. تصدّر حلولا لنساء العالم ومنهنّ النّيجيريّات اللّاتي اعتُبرن من أكثر النّساء اللّاتي يتعرّضن لهذه الاعتداءات، فبحسب شنييريه إيوه مديرة مبادرة "رفع الوعي بشأن الاعتداءات الجنسيّة وإعادة تأهيل الضّحايا"، فـ"إنّ واحدة من بين كلّ أربع فتيات في نيجيريا يتعرّضن للاغتصاب قبل بلوغ سنّ 18 عاما، أي أنّ ربع بنات نيجيريا يتعرّضن لهذه الجريمة في هذه السنّ الصّغيرة".
لقد عجّت وسائل الإعلام النّيجيريّة بقصص عديدة عن نساء وفتيات تعرّضن للخطف والاتّجار بهنّ لأغراض الاسترقاق الجنسيّ أو استغلالهنّ في العمل. وكان لحادثة اختطاف 276 تلميذة في عام 2014 التي نسبت لجماعة بوكو حرام الأثر الكبير لتسهيل ولوج الأفكار المسمومة التي تروّجها هذه المنظّمة وغيرها فلاقت قبولا عند النّساء النّيجيريّات اللّاتي يخشين الوقوع بين أيدي هؤلاء "المتشدّدين" فيلقين حتفهنّ وإن نجون لقين الصّدّ والرّفض من مجتمعهنّ.
فهل في تدرّبهنّ على الدّفاع عن أنفسهنّ حل لمشكلة الاعتداء عليهنّ؟ هل إنّ هذا سيحقّق لهنّ الأمن والطّمأنينة أم أنّهنّ، وفي ظلّ نظام فاسد يشجّع على الرّذيلة والمثليّة ويذكّي فوران الغرائز وانفلاتها بدعوى الحرّيات، سيجدن أنفسهنّ وسط ضنك عيش لن ينهيه إلّا نظام كامل عادل نزّله خالق الكون ليكون رحمة للعالمين؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير
زينة الصّامت