- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ستبقى الأمة تعاني الظلم والاضطهاد ما لم تجعل الإسلام منهجا لحياتها
الخبر:
ساسة العراق يسابقون الزمن لاختيار "نسخة معدلة" من رئيس الوزراء المستقيل عبد المهدي وسط استمرار الانقسام بين الكتل، وساحات التظاهر حول البديل. (الشرق الأوسط بتصرف يسير - 2019/12/18).
التعليق:
انتهت المهلة الدستورية اليوم الخميس 2019/12/19 لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، يخلف رئيس الحكومة المستقيل عبد المهدي دون إعلان لأي من الشخصيات التي اقترحتها الكتل السياسية الحالية، ولا ممن سيختارهم رئيس الجمهورية برهم صالح علها تحظى بالقبول لدى الشارع المنتفض لحد الآن.
وتكمن الصعوبة بهذا الاتجاه في ثلاثة أمور؛ الأول: أن الدستور المعوج يقضي بتسمية رئيس للحكومة من الكتلة الأكبر عددا في البرلمان، والتي غابت عن المشهد بانسحاب زعيمها مقتدى الصدر من المضمار، وإيكال المهمة للجماهير المحتشدة في ساحات التظاهر. والثاني: هو رفض الشارع المستمر لأي شخصية ترشحها الأحزاب المتهمة بالفساد، والتي يتوجب عليها الرحيل لأنها تتحمل مسؤولية تدهور أوضاع العراق إلى مستويات خطيرة أضرت بالبلاد، وظلمت العباد.
وأما الأمر الثالث، والذي يعد حجر الزاوية فيتمثل في تعسر مهمة الرئيس صالح لتكليف بديل يرأس الحكومة، ويرضي جميع الأطراف في خضم صراع شرس بين أحزاب وفصائل متغولة لا ترى العراق إلا ملكا خالصا ليس فيه نصيب لغيرها من جهة، وضغوط هائلة تحملها رياح الشارع المحتقن، قد تجر البلاد لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر. ولقد انقضت مهلة الـ15 يوما التي حددها رئيس البرلمان في لقاءات واجتماعات لم يرشح عنها شيء. لأن الطغمة الحاكمة تخشى المفاجآت إن جاء المرشح البديل خلافا لأهوائها، وتراها معركة ربما ستكون الأخيرة أو قبلها بقليل ليجدوا أنفسهم وقد خسروا تلك المزايا والمكتسبات بعد رفض الجماهير لهم رفضا قاطعا لا مفاصلة فيه.
والمعضلة التي نراها هنا، أو في باقي بلاد المسلمين هي العلمانية المارقة، والديمقراطية الكاذبة التي أصابت الناس بازدواجية المعايير بين ما يدين به المسلمون أصلا، وبين الخيارات المتاحة في ظل الأنظمة الطاغوتية التي فرضت على أمة الإسلام بالحديد والنار، فأوقعتهم في حرج شديد، فصاروا يتقلبون في فتن ومظالم لا حصر لها. كلما نجوا من واحدة سقطوا في أخرى أسوأ منها، وبات حالهم "كالمستجير من الرمضاء بالنار". اللهم رد المسلمين إليك ردا جميلا، وهيئ لنا من أمرنا رشدا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – ولاية العراق