- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المنطقة الآمنة تعود للواجهة من جديد فما الذي تغير؟
الخبر:
أعلنت تركيا اتفاقها مع الولايات المتحدة على إرسال فريق أمريكي إلى أنقرة، الأسبوع المقبل، لبحث إنشاء "المنطقة الآمنة" في سوريا.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن أكار تأكيده أن الجيش التركي "هو القوة الوحيدة الجاهزة والمؤهلة والمناسبة لإنشاء المنطقة الآمنة". (عنب بلدي)
التعليق:
لم تكن فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا جديدة على الساحة السورية؛ بل هي فكرة قديمة طرحها النظام التركي في مرحلة مبكرة بعد انطلاق الثورة على إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ خلال الزيارة التي قام بها أردوغان إلى واشنطن في أيار 2013م، وقد قوبلت الفكرة بالرفض القاطع آنذاك، إلا أنه وبعد مرور حوالي ست سنوات على طرح هذه الفكرة؛ والتغيرات الكبيرة التي حصلت على الأرض من الخسارة الكبيرة للكثير من المناطق المحررة التي كانت تمتد على مساحة تقدر بثمانين بالمئة من مساحة سوريا؛ وحصر الثورة ضمن نطاق ضيق بعيدا عن العاصمة دمشق لتبقى في الأطراف، هذه المتغيرات أعادت فكرة المنطقة الآمنة إلى الواجهة من جديد؛ وخاصة مع اقتراب الوصول إلى اتفاق حول لجنة صياغة الدستور؛ وما سيتبعها من تحريك الحل السياسي الأمريكي المتمثل بقرار مجلس الأمن 2254 الصادر عام 2015م.
وبعيدا عن التفاصيل التي سوف تناقش حول تطبيق هذه الفكرة؛ سواء من حيث العمق أو الإدارة والسيطرة؛ أو من حيث المدة الزمنية لها؛ أو من حيث شرعيتها بإدراجها تحت اتفاق أضنة المبرم بين تركيا وسوريا عام 1998م لتبرير التنسيق مع نظام طاغية الشام؛ تعتبر هذه الفكرة منسجمة تماما مع الحل السياسي الأمريكي والذي بدأت بوادره تظهر للعيان متمثلة في لجنة لصياغة الدستور؛ ومن ثم وضع دستور يقصي الإسلام عن الحياة ويحقق مصالح الغرب الكافر ويكرس استعماره للمنطقة؛ ومن ثم إجراء انتخابات لا يهم كثيرا من الفائز فيها، طالما هو مقيد بالدستور المصاغ بعناية فائقة، وبذلك تعود سوريا لما كانت عليه قبل الثورة وربما بوجوه جديدة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا