- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الإرهاب الأمريكي هو الذي حوّل أفغانستان إلى مختبر!
(مترجم)
الخبر:
قال دونالد ترامب، في مقابلة بثتها قناة فوكس نيوز يوم الاثنين، إن قلقه من سحب القوات الأمريكية من أفغانستان هو أن البلاد ستتحول إلى مختبر للإرهابيين. خلال المقابلة، وصف أفغانستان بأنها "هارفارد للإرهابيين"، مضيفاً أنه "حتى لو أزالت الولايات المتحدة قواتها، فستترك وجوداً استخبارياً قوياً للغاية في أفغانستان". وذكر أيضاً أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين أخبروه بأنه سيكون من الأفضل محاربة الإرهابيين في أفغانستان بدلا من موطنهم.
التعليق:
في الوقت الحاضر، يجب أن يكون قد ثبت للعالم بشكل قاطع أن "الإرهاب والإرهاب المخطط" ينبع بشكل غريزي داخل الحمض النووي لأمريكا. أولئك الذين ما زالوا لا يصدقون هذه الحقيقة الواضحة، أدعوهم إلى التحقيق مرة أخرى في تاريخ أمريكا، ومن ثم سيدركون بوضوح كيف قام الأمريكيون بإبادة أكثر من 100 مليون من الهنود الأمريكيين الأصليين، وكيف حولوا هيروشيما وناغازاكي إلى رماد في الحرب العالمية الثانية باستخدام القنابل الذرية، التي تسببت، بالإضافة إلى قتل أكثر من 220 ألف شخص، في معاناة مئات الآلاف من أمراض حادة.
خلال الحرب العالمية الثانية، شنت القاذفات الثقيلة التابعة للقوات الجوية الأمريكية 3900 طن من القنابل على مدينة دريسدن في ألمانيا، وأسقطت قنابل النابالم خلال أربع هجمات قوية أدت إلى تدمير كامل لمساحة 34 كم2 من دريسدن في أقل من 15 ساعة. كتب إرهارد موندرا، عضو لجنة بوتزان (رابطة السجناء السياسيين السابقين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية) أنه وفقاً لما قاله المقدم د. ماتيس، الضابط السابق في الأركان العامة في الجيش الألماني في مقاطعة دريسدن، "كان هناك 35 ألف ضحية تم تحديدها بشكل كامل، و50 ألف شخص آخر جزئياً، في حين لم يتم التعرف على 168 ألف ضحية أخرى على الإطلاق".
لا يمكن للمرء أن ينسى تورط أمريكا في مذبحة 3 ملايين فيتنامي خلال الفترة 1955- 1975 التي كانت تسقط 500 ألف قنبلة سنوياً على فييتكونغ وحرق الغابات والأراضي الزراعية والبشر من خلال استخدام الأسلحة الكيميائية والنابالم. في الخمسينات من القرن المنصرم، قتلت أمريكا مئات المدنيين الكوريين. وخلال العقدين الماضيين، قتلت أكثر من مليوني مسلم في البلاد الإسلامية. هل تعلم أن أمريكا تتلاعب بالأزمات وتتآمر على الإرهاب حتى الآن في أمريكا اللاتينية حتى تمهد الطريق لتدخلها السياسي في تلك البلدان؟
إن التدابير الإرهابية التي اتخذتها أمريكا وحلف الناتو هي التي حوّلت أفغانستان إلى مسرح للإرهاب للعالم بأسره. لا بد أن يكون ترامب قد نسي بشكل لا لبس فيه استخدام عبارة "أفغانستان، هارفارد الإرهابيين الأمريكيين" خلال خطابه لأن الحرب الأفغانية ساعدت بشكل كبير على توسيع قدرة الجنرالات الأمريكيين إلى حد ما حيث إن بعضهم قد حصل على مناصب عليا في البنتاجون، ووكالة المخابرات المركزية، وغيرها من المكاتب الحكومية رفيعة المستوى في أعقاب تجاربهم في شن الحرب وإراقة دماء المسلمين الأفغان.
كما يحاول الدجال باستمرار تشويه الحقيقة؛ فإن ترامب، أحد أبرز دجالي العصر، يفعل ذلك أيضاً. إن الخطاب غير المسؤول الذي ألقاه مؤخراً والذي يشير إلى أن أفغانستان ستتحول إلى "مختبر للإرهابيين" بعد انسحاب القوات الأمريكية يعد خداعا وتشويها بالكامل. لأن أفغانستان قد تحولت بالفعل إلى مختبر لاستراتيجيات أمريكا العسكرية والسياسية الفاشلة وكذلك للاستخدام المميت للأسلحة، وبالتحديد أم القنابل من الإرهابيين الأمريكيين والغربيين؛ كما حدث خلال الـ18 عاماً الماضية، حيث تلاعبت القوات الأمريكية بمثل هذه الفظائع في أفغانستان والتي أدت إلى مقتل وجرح أكثر من نصف مليون شخص، وتسببت في موت مئات الآلاف من الأفغان الذين فروا من البلاد وغرقوا في البحار من أجل طلب اللجوء في المخيمات الأوروبية. خلال وجودها في أفغانستان، جربت أمريكا أنواعاً مختلفة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والتكتيكات العسكرية على شعب أفغانستان الذي لا حول له ولا قوة.
خطاب ترامب الأخير في خضم محادثات السلام الجارية بين أمريكا وحركة طالبان ينقل رسالة واضحة، لكنها وهمية تماماً، وهي أن أمريكا، بعد عقدين من ذبح الشعب وتدمير مدن وقرى أفغانستان، تسعى مرة أخرى لتأمين أدوارها الواضحة والنفوذ من أجل تعزيز شبكات الاستخبارات والمرتزقة في المستقبل السياسي لأفغانستان.
لكن على المجرمين الأمريكيين والغربيين، بمن فيهم ترامب، كبير الإرهابيين، أن يفتحوا أعينهم وأن يدركوا أن الأمة الإسلامية تقترب من فجر متألق. إن قضية أفغانستان، مثلها مثل أي قضية أخرى في بلاد المسلمين المحتلة، لا يتم حلها من خلال المصالحة والحوار مع المحتلين، ولكن حلها سيكون فقط إذا توحدت جميع البلاد الإسلامية مرة أخرى في ظل الخلافة الراشدة القائمة قريبا بإذن الله. ﴿إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان