الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تناقضات أردوغان!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تناقضات أردوغان!

 

 

 

الخبر:

 

خلال اشتراكه في حفل افتتاحه الرسمي لجامع جام ليجة الكبير تحدث أردوغان قائلا: (لا يمكن لأحد أن يغير حسب هواه الحدود التي وضعها القرآن، أو يُحِلَّ حراما، كما أنه لا يمكن لأحد أن يضع قانونا حسب هواه) 2019/05/03 (A haber)

 

التعليق:

 

إن حديث أردوغان هذا ليسخر منه الغربان، صحيح ما قاله؛ فإنه لا يمكن لأحد أن يغير حسب هواه الحدود التي وضعها القرآن، أو أن يحرم حلالا أو يحل حراما. ولكن لو نظرت إلى الواقع لوجدت أنها تتناقض معه، لأنه في فترة حكم أردوغان لا يوجد حد من الحدود التي حدها القرآن إلا وتم تجاوزه، ولا توجد حرمات إلا وانتهكت!!

 

فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكننا القول بأن الله سبحانه وتعالى قد حرم اتخاذ الكفار أولياء، بل الأكثر من ذلك أنه جعله منهم حيث قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [المائدة: 51]

 

فعلى الرغم من حكم القرآن الواضح هذا ألا يخاطب أردوغان كلا من ترامب وبوتين بـ(أصدقائي الأعزاء)؟! ألا يلتقي مع بوتين الكافر سنويا 6 أو 7 مرات؟ هذا عدا عن المكالمات الهاتفية التي تُجرى بينهما شهريا؟! ألم يحشد طاقم الدولة كل طاقاته ابتداء من الشؤون الخارجية وانتهاء بالمستشارين لكي يحصل من ترامب على موعد للقائه؟! تُرى أيهما الحق فعله أم قوله؟ فالناس عادة ينظرون إلى الفعل لا إلى القول، لأن الفعل يعتبر الانعكاس الطبيعي للأفكار الموجودة في الذهن؟

 

والله سبحانه وتعالى قد حرم الربا بينما النظام القائم بزعامة أردوغان أباحه وأباح كل المسكرات، إذ إن الظلم والفساد والاعتداء والفقر والرشوة والقهر وغيرها من أنواع الموبقات تجدها في هذا النظام، وكما أسلفت آنفا فإن هذا غيض من فيض، فإن المرء لو أراد أن يعد مساوئ هذا النظام فلن ينتهي. ذلك لأن هذا النظام بكل جزئياته بني على أساس فاسد. وهو نظام ليس من وحي الله فحسب بل هو نابع من نزوات الإنسان ليس إلا. فالبحث عن الحسن في هذا النظام كالبحث عن الإبرة في كومة قش. فالمنكرات قد استشرت في كل مكان من رأس الدولة حتى أخمص قدميها.

 

ترى عمّ يتحدث أردوغان بعد كل هذا؟ ألا يتم التعدي منه ومن نظامه على حرمات القرآن التي حدها؟ ألا يعتبر اتخاذه لبوتين وبشار صديقين وهما اللذان يقتلان المسلمين في سوريا ويقصفان المساجد والمستشفيات، وهو يقف أمام كل هذا مكتوف اليدين بل يتعاون معهما، ألا يعتبر هذا تعديا على الحدود التي حدها القرآن؟

 

ويستمر أردوغان في حديثه قائلا: (كما أنه لا يمكن لأحد أن يضع قانونا حسب هواه)، وعلى هذا الأساس فإنا نسأل، أليس الدستور والقوانين التي جاءت من الخارج هي من هوى الأشخاص؟ إن كل دستور أو قانون لم يأت من الله فهو من اتباع الهوى، أي أن أساسه المنفعة الشخصية. أليس نظام الرئاسة المعمول به هو نتيحة لجشع أردوغان الشخصي؟ إذ إنه اليوم في حالة توافق مع أعداء الأمس ولنفس الغرض، لماذا؟ للحفاظ على بقائه.

 

ألم يوضع هذا النظام في كل مجالاته الاقتصادية والحكم والاجتماعية والتعليم والشؤون الخارجية بحسب أهواء الناس، ألا تتم المصادقة على القوانين في هذا المجلس؟ لهذا كله فإن كلام أردوغان السالف الذكر لا وجود له عمليا، فهو يعلم ذلك جيدا.

 

ما عدا الإسلام فإن كل القوانين والتشريعات الموجودة في الحياة هي من وضع البشر، أما في الإسلام فإن الخليفة يسن القوانين ويأخذها من القرآن والسنة، كما أنه لا يحرم حلالا ولا يحل حراما كما هو اليوم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

آخر تعديل علىالإثنين, 06 أيار/مايو 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأربعاء، 08 أيار/مايو 2019م 01:26 تعليق

    بوركت جهودكم الطيبة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع